ما بعد العاصفة


نستطيع أن نطلق على ما حدث في الأردن في الأشهر والأيام السابقة اسم عاصفة إن جاز لي التعبير، لكنها عاصفة من نوع آخر، إنها نوع من أنواع الديمقراطية عبرت عنها أحزاب المعارضة والتيارات العشائرية بكل صراحة ووضوح، ولكن ماذا يأتي بعد كل عاصفة، فالنتيجة معروفة ولا تخفى على احد أنها حصر لأضرار العاصفة ونتائجها، وطرق الوقاية المستقبلية منها، واستلهام العبر.
وما عصف بالساحة السياسية الأردنية قد ترك الجميع يحللون النتائج سواء في صياغة مفهومها أو أبجدية تطبيقها طبقا للوضع الجديد، والمهم هنا من هو الذي يعرقل جهود حصر أضرار العاصفة ؟ بسهولة هم أعداء الإصلاح الذين يستفيدون من ذلك، إما خوفا من اكتشاف أمرهم ووقوعهم في مصيدة الفساد والتي نصبها الشعب بكل صراحة ووضوح هذه الأيام، أو خوفا على مصالحهم الشخصية ومن يهمهم أمره، ونوع آخر يريدون أن تتم الإصلاحات السياسية في يوم وليلة فورا دون إعداد أو ترتيب مسبق. إلى أين يتجه هذا البلد العزيز.وهل نسمح نحن حملة الهوية الأردنية بان ننساق وراء أصحاب الأجندة الخاصة وأصحاب المصالح الشخصية. إن الذين ساهموا في خلق الأزمات السياسية داخل الأردن وضخموا من أضرار العاصفة قد أوقع المجتمع الأردني في حركات شد متغايرة الاتجاهات مابين تيارات المعارضة والحكومة، وتبادل الاتهامات بصراحة وعلانية بحيث اصبحنا بحاجة ماسة إلى ثقافة التوافق الوطني حول معايير الموطنة مهما صغرت أو كبرت، وتخفيف حدة اللهجة المتبعة ضد بعضنا بعض في جميع المحافل سواء أثناء المظاهرات أو الاعتصامات إن جاز لي التعبير، والمهم هنا أثناء الحوارات الوطنية بين المواطن والمسؤول فالمواطن أردني والمسؤول أردني والوطن للجميع. وكثيرة هي الأشياء التي ترشدنا إلى ما هو مناسب أو غير مناسب خصوصا بعد أن اتضح للجميع مسار العاصفة أو أضرارها ،بعضها يخدم مصلحة البلد والأخر يضر بها خصوصا في ظل تنامي حركات الشد والجذب ما بين المواطن والحكومة في هذه الأيام. فجميع من يحمل الهوية الأردنية مواطن له حقوق وعليه واجبات، وبمعنى أخر الجميع مطالب بتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه وهي الانتماء للوطن ومقدرات الوطن. والمطلوب الآخر هو العمل بروح الفريق الواحد لحماية هذا البلد من كل من تسول له نفسه المساس بالوحدة الوطنية، فالأردن عندما اختار أن يكون دولة مؤسسات، السيادة فيه للشعب، قد اقر بشرعية الشعب الأردني وإرادته السياسية الحرة في المضي قدما في سبيل التقدم والازدهار في شتى المجالات. ولكن إلى أين يتجه هذا البلد الحبيب في ظل انتشار مجموعات عمل خاصة لكل مجموعة شيخها وطريقتها وأهدافها الخاصة، والغريب أن بعضهم قد انبثق من العاصفة نفسها، مما شكل في النهاية مجموعات من الأردنيون الذين يحملون الهوية الأردنية مع الأسف عاثوا في الأردن فسادا ونهبوا خيرات البلد وقلصوا فرص التنمية وأغدقوا البلد بالديون. وفئة أخرى يتغنون بالوطنية وهم منها براء ويدعون بالانتماء وهم يتسترون خلف أجندة لا تمت إلى ثوابتنا الأردنية بصلة، والطامة الكبرى أنهم يتحدثون باسم الشعب الأردني ( الشعب يريد) كفاكم نفاقا ولعب بالنار وادعاء على هذا البلد والذي سوف يبقى حرا أبيا كما كان. وبهمم الأردنيون الرجال كما عرفهم الوطن سوف نتجاوز هذه العاصفة ونخرج منها ونواصل التقدم والازدهار حمى الله الوطن وقائد الوطن.
رئيس ملتقى المزرعة الثقافي- الأغوار الجنوبية
awad_naws@yahoo.com



تعليقات القراء

عواد ثاني
عواد يا عواد فكك من العواصف والزوابع واكتب عن مشاكلنا في الاغوار من فقر وبطاله وووووو الخ
03-09-2011 11:18 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات