اليوم عرفتكم!


بهذه الكلمات خاطب الرئيس التونسي المخلوع الجماهير التونسية الغفيرة التي تجمعت امام قصره، اليوم عرفتكم وعرفت من فيكم .. انما يريد القول عرفت ما فيكم .. لقد عرف الشعب وما في الشعب عندما انفجر الشعب .. ترى ماذا كان يعرف منهم قبل؟ ليس ابن علي وحده الذي لم يكن يعرف شيء ولربما لا يريد من حوله ان يعرف شيء، كل الرؤساء العرب قلما يعرفون عن وجع شعوبهم .. الا من رحم ربي!! ترى فماذا يعرفون وممن يعرفون، وخاصة قبل هذه الانفجارات التي تفاجأوا بها او جاءتهم على حين غره!! هذا السؤال يطرحه كل مواطن عربي في كل الشوارع العربية دون استثناء.
الجواب يملك عليه الكذابين من البطانات المختلفة ايا كانت تسمياتهم ومواقعهم، سياسية، امنية، اقتصادية، اجتماعية، هذه البطاقات مجتمعة او منفردة تتحمل عذاب الشعوب العربية، الجياع منهم والمظلومون، والمعذبون على ايادي الاجهزة الامنية على اختلاف مسمياتها واعمالها وافعالها بتوصيات من اصحاب القرارات!! وذلك تحت عناوين مختلفة، امن الوطن، امن المواطن، امن المجتمع، امن الدولة وهذه الجهات لديها من الاسعافات الاولية ما يمكنها ان تنقل صورة (زلال) عن الامن الوطني من خلال (وضبوه) او (متعوه) او (اسقوه جرعة اولى) وخاصة لمن لا يكبر بهم ويصلي عليهم، وبعدها تنقل الصورة للرئيس، للقائد، الصورة المغايره لكل ما هو على الارض.. اقصد هنا .. لما هو سائد وقائم من جوع وظلم وضيم واذلال وتعثير وبالتالي اغتيال الشخصية الانسانية العربية .. ثم .. ومن بعد، كل شيء تمام التمام، لا نقول ذلك بدعة لان ما هو سائد في الشارع العربي لم يكن الا رد فعل لفعل لم يكن ولم يعد يطاق، رد فعل جاء على لسان شاعر بدوي يقول:: يا جنة بالمنة ما نرتضي بها .. وجهنم بالعز افضل منزل، يعني ان الموت افضل، لان المواطن العربي على كل الاحوال ميت ميت!! ميت حي في وطنه وعلى ارضه وميت في عمره، ان الانفجار الشعبي العربي لم يأت من فراغ، الامر الذي حدا به ان يغامر بروحه وحياته.
المواطن العربي الذي عرفه زين العابدين وغيره يئس من كل ما يحيط به .. فهو لا يملك على شيء بعد ان خصخصته الانظمة مع بعض الاستثناءات وصار مجرد آلة بلوروتاريه تعمل ولا تملك .. حتى ان قوتها اليومي صار يغادرها الى جيوب الفساد التي لم تشبع ولم تقنع ولم تترك شاردة او واردة لهذا المواطن.
ما اريد ان اعرفه .. هل زين العابدين عرف وجع شعبه عندما قال اليوم عرفتكم؟
اذا كان الامر كذلك فارجو الله ان تعمم هذه المعرفة على الذين لا يعرفون وان يصموا سمعهم عن ما ينقل لهم من اخبار البطانات الكاذبة، تلك التي لا يهمها لا وطن ولا مواطن!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات