الدواء و الطعام قبل السلاح أحياناً


إن تحقيق الأمن من خلال الصراع سوف يدفع العالم إلى أن يعيش في ظل أخطار الصراع والصدام المسلح وسوف يأتي السلاح قبل الطعام دائماً وسوف تقضي الحروب على كل المجالات التقدم وطالما كانت الدولة تواجه الجانب الآخر والأكبر من ميزانياتها ومصادرها لشؤون الدفاع وتحشد قواتها وإمكانياتها لتطوير عتادها العسكري فإن ذلك سيؤثر على الجوانب الأخرى للأمن لذلك كان تحقيق الأمن لدى هذا الرأي يتطلب توفير المناخ السليم داخل الدولة لتوجيه طاقاتها لعلاج المشاكل والمساهمة في حلها ويكف أن توجه الدولة جانباً من نفقاتها العسكرية إلى جوانب أخرى لحل المشكلات الملحة التي تواجه المجتمع وأن الأمن الذي يجيء من حالة السلام أفضل من السلام القائم على اعتبارات الأمن وحدها.

إن فكرة الصراع الذي يستند على المفهوم العسكري للأمن فقط وهو مفهوم خاطئ يفترض أن التهديد الأساسي الذي يواجه الدولة يكون من غيرها من الدول فحسب متناسياً حقيقة هامة وهي أن هناك مصادر أخرى تهدد أمن الدولة أشد خطراً من التهديدات العسكرية كالخلافات الداخلية وظهور الحركات والانقسامات وهي أخطار يمكن أن تحدث آثاراً ضارة بأمن المجتمع وتتعدى آثارها حدود الدولة الواحدة لذلك تخطئ بعض الدول حين لا تدرك أن توفير الطعام لمواطنيها مثلا لا يقل أهمية عن تأمين الدولة عسكرياً وأن تهديد الجانب الاقتصادي للأمن لا يقل خطورة عن تهديد الجوانب العسكرية له.

إن على الدولة أن تسعى إلى توفير الغذاء ورفع المستوى الثقافي والاقتصادي لمواطنيها وأن نعيد البناء الاجتماعي في داخل الدولة بما يحقق تنمية حقيقية بدلاً من إضاعة الجهود في الصراع من أجل القوة مع غيرها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات