أين العقلانية في التعامل مع هموم الوطن ؟


الوطن ينادي أبناؤه الشرفاء الحكماء العقلاء بأن يخطوا طريقا للحوار المرتكز على حب الوطن والانتماء له مع الثبات على احترام العهد والوعد الذي من المفترض أن كل منا قد قطعه على نفسه بأن وحدة الوطن والمحافظة على قيمه وتراثه وتاريخه وثوابته الوطنية العظيمة ومقدراته تمثل الحد الأدنى من الإمكانيات التي يستطيع كل منا تقديمه لخدمة الوطن الذي يعيش في أعماق قلوب كافة الأردنين .

يجب على الجميع أن يعلم أنه من غير المسموح به ومن المحرمات بأن يدعي أي منا بأنه يغار على الوطن أكثر من الأخر ، فكلنا أردنيون نعشق الوطن ونعشق مسيرة الأسرة الهاشمية وقيادتهم للوطن إلى أن تقوم الساعة ، ولن يقبل أي مواطن أن يقوم أي فرد باختزال الحب والوفاء الذي يكنه كل من هو أردني لمليكنا وللأسرة الهاشمية ، ومن المؤكد أن الجميع متفقين على هذه الثوابت التي لا يقبل أي مواطن مهما صغر أو كبر أن يقوم أي شخص أخر بسرقة حلمه الحقيقي المتمثل بإيمانه المطلق بهذه الثوابت الراسخة في قلوبنا وعقولنا ، فهكذا ولدنا وهكذا نموت .

هل هناك ما يمنع أي منا أن يدلو بدلوه بكافة أمور الوطن ؟ نحمد الله أننا ومنذ نشأة الأردن الحديث لم نسمع بوجود من تم قمعه أو سحله نتيجة إدلاءه برأيه العلني ، وهذا يتطلب منا أن نكون أكثر مصداقية مع أنفسنا وبنفس الوقت أن نمتلك شيئا من الشجاعة أمام الأجيال القادمة التي لن تترحم ولن ترحم أي منا وبغض النظر عن الدور الذي قمنا بممارسته سواء سلبي أو إيجابي وذلك لإن الوضع القائم ونتائجه لغاية هذه اللحظة يصب لصالح الغوغائية وضعف التدبر والمكايدات التي هي الصفة التي تميز هذه المرحلة مع الأسف الشديد .

المواطن البسيط العادي فوجئ بأن الطبقة السياسية المعارضة وبغض النظر عن الضفة التي تقف عليها بحاجة لعملية إعادة هيكلة من ناحية تغيير ثقافتها بخصوص آليات التعامل مع المطالب العادلة للوطن وأبناؤه ، فالطريق الذي تسلكه عشرات الأحزاب والتجمعات يدل على ضعف كبير في النضج السياسي ، وهذا بالطبع ساعد على أن يستنتج المواطن البسيط أن لبعض هذه التجمعات مآرب وأجندة غير وطنية من شأنها الذهاب بالوطن لمصير مجهول .

المواطن لم يخول ولم يفوض أي كان بأن يقوم أي تجمع أو حزب باتخاذ قرارات بالنيابة عنه ، ولم يقم الشعب بتوكيل من يتكلم بالنيابة عنه في قرارات مصيرية ، أين هي هذه الأحزاب والتجمعات في خدمة المواطن والوطن ؟ وأين هي من العمل التطوعي ؟ وأين دورها الاجتماعي والوطني في بناء الوطن ؟ ما هي السيرة الذاتية الشخصية لمن يتكلم بالنيابة عن الشعب ؟ .

الشعب يريد الحفاظ على وحدة وأمن واستقرار الوطن أولا ، الشعب بحاجة لمن يقدم النصيحة بخصوص كيفية أن نكون يد واحدة في مواجهة أي مؤامرات خارجية تحاك ضد الوطن الغالي ، كلنا يعلم بأن الأردن ليس كبقية دول المنطقة العربية ، نحن حبانا الله وأنعم علينا بقيادة وعائلة هاشمية تحترم وتقدر وتعتز بأبناؤها وبغض النظر عن منابتهم وأصولهم وأعراقهم ودياناتهم ، وهذا غير متوفر في باقي الدول العربية التي تعيش تحت مظلة القمع والاستبداد وإذلال تام للمواطن .

لا يوجد هناك من ينكر بأن الوطن بحاجة لعملية إعادة هيكلة لكثير من مؤسساته ، ولكن يجب أن لا ننسى أن كل منا قد شارك بطريقة أو بأخرى في أخطاء الماضي ، ولكن يجب الإيمان بأن الإصلاح المطلوب يجب أن يتم بشكل تدريجي مع مشاركة فعالة من قبل مؤسسات المجتمع المدني بحيث يتولى كل منا من خلال موقعه المبادرة أولا في إعادة محاسبة الذات وبعد ذلك أن يكون فعال بشكل إيجابي في المشاركة بعملية التطوير والبناء التي ننشدها جميعا .

الوطن بحاجة لتعاون كافة أبناؤه ولن تستطيع أي فئة لوحدها تنفيذ تطلعات المواطن ما دمنا نتصرف بأنانية وحب الذات بعيدا عن حب الوطن والوفاء له ، فالأردن أكبر منا جميعا ، والخوف عليه واجب وفرض مقدس ، لنثق بأنفسنا أولا ولنعمل معا على تنفيذ تطلعات الرؤيا الصادقة التي تمليها علينا ضمائرنا ولنكن على قدر المسؤولية وبنفس الوقت أن نصبو لتحقيق الآمال التي يبنيها جلالة الملك عبدالله الثاني على ابناء شعبه .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات