الأردن عزيز علينا


لا احد يستطيع أن ينكر وجود من يعرقل جهود الإصلاح في الأردن ويقف سدا أمامها لكن الأردن الذي عرفناه سيبقى عزيزا برجاله المخلصين. فلماذا ترفع الهراوات في وجه المواطن المطالب بالإصلاح؟ وعلى النقيض من ذلك لماذا يطعن العديد من أبناء الأجهزة الأمنية هل هم مستوردون من الخارج لا يوجد عندنا مرتزقة في أجهزتنا الأمنية. والمهم هنا من هو المستفيد الأول من ذلك؟ بسهولة هم أعداء الإصلاح الذين يستفيدون من ذلك، إما خوفا من اكتشاف أمرهم ووقوعهم في مصيدة الفساد والتي نصبها الشعب بكل صراحة ووضوح هذه الايام، أو خوفا على مصالحهم الشخصية ومن يهمهم امره.
أحزاب متعددة من حيث الكم والفكر. وقاعدة عريضة من العشائر الأردنية تختلف وجوهرها مع واقع التعددية السياسية في الأردن. وقوى شد تنجذب باتجاه آخر وتسير نحو مصالحها لتحافظ على مكتسباتها، من مال وجاه وسلطة. إلى أين يتجه هذا البلد العزيز.وهل نسمح نحن حملة الهوية الأردنية بان ننساق وراء أصحاب الأجندة الخاصة وأصحاب المصالح الشخصية؟.
إن الذين ساهموا في خلق الأزمات السياسية داخل الأردن والتي أصبحت هذه الأيام مادة متداولة بين مختلف التيارات السياسية على المنابر والخطب، ويريدون في يوم وليلة أن تتم الإصلاحات السياسية فورا دون إعداد أو ترتيب مسبق، مما ساهم في إيجاد المزيد من الأزمات ما بين الساسة والمثقفين وحتى النواب في الأردن، وما بين المواطن المسكين المغلوب على امره، فأين النص الواضح للخطاب الأردني لإراحة من حمل هم الوطن من آباء وأجداد. وأين وسائل الإعلام الجماهيري وأين قنواتها الفاعلة في تحديد الاتجاهات السائدة نحو شؤون السياسة والولاء والانتماء؟ وفي المحصلة النهائية نستطيع كمجتمع أردني من أن نرتب الأشياء السياسية المبعثرة والمطروحة للنقاش على أسس منطقية متناغمة وفق قواعد موضوعية محددة، قوامها الولاء للعرش الهاشمي والهوية الأردنية.
وان موضوع التوعية بهذه الإخطار أو إدراكها بواقع ومنطقية حتمية قد يساهم في ردم أجزاء واسعة من الفجوة. والتي بدأت بوادرها بالظهور في بلدنا العزيز. حيث أن إدارة الأزمات لم تعد عملية ارتجالية تعتمد في منهجها جزيئات من العمل الميداني فقد، بل هي جهد منظم ومنمق يعطي الأهداف والثوابت الوطنية درجة عالية من الأهمية مع اخذ بأهمية الوقت وتسارعه نحو المزيد من الفجوة في مختلف الاتجاهات. صحيح بان المسؤولية في هذا الشأن ملقاة على عاتق بعض الحكومات الأردنية المتعاقبة في التردي والضعف لسوء توزيع الثروات والمكاسب المادية في الدولة، إضافة إلى وضع الحواجز والعراقيل أمام حرية الفكر، وحركة الثقافة والتطورات التقنية، والعمل على استيرادها جاهزة من الغرب، بدل من أن تصنع بجهود أردنية لتتناسب وأهداف وعادات وتقاليد المجتمع. مما ابعد عنها صفة التجانس بشكل يحدد مجموعة الأهداف والنظم التي تقوم عليها العلاقات بين الأردنيين من مختلف المنابت والأصول، وإذا عجزت القوى السياسية الأردنية من مفكرين وساسة وصناع قرار في تبني إستراتيجية موحدة لتدارك هذه المرحلة فينبغي عليها أن تتبنى قوة دافعة إلى الخروج من هذا المأزق في ظل قانون يكفل لجميع الفئات حقوقهم وواجباتهم، فنحن بحاجة إلى محرك واضح يساعدنا على الخروج من مأزق قوى الشد المجتمعي هذه الأيام. فلا سيادة لغير القانون الذي يطبق على جميع الناس بدون استثناء سواء أكان رئيس أم مرؤوس، وقادر على التفاعل مع مستجدات ومستلزمات وضرورات الحياة الإنسانية. ولا ولاء لغير الله والوطن والملك حتى نجتمع على هذه الثوابت لنصنع مجدا لهذا الوطن العزيز.
عواد عايد النواصرة _ رئيس ملتقى المزرعة الثقافي
awad_naws@yahoo.com



تعليقات القراء

ابن المحاسنة
الله يعزك ويعز الاردن
16-07-2011 02:37 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات