على هدير البوسطه يا معلم .. !


إكمالا لما سبق وكتبته عن عشق المواطن الاردني للشيء المستعمل ، وكيفية تأطير فكره في هذا الاتجاه ، وجدت أنه من الأكمل للحوار بيني وبين ذاتي أولا وبين العالم الافتراضي وقراء المواقع الاخبارية الالكترونية أن اكمل الحكاية :
بعد تفكير مطول ومحاولة لفهم النهج الحكومي في التعديلات الوزارية أو تشكيل الحكومات ، أجد أن هذا النهج من التفكير في عشق استخدام المستعمل يوجد ايضا لدى العقليات السياسية الحكومية الأردني ، بل أنه يأخذ شكلا مأساويا ومثيرا للضحك على قاعدة إن كبر همك أضحك أو غني له .
ففي التعديل الاخير لحكومة البخيت وجدت أن حكومة البخيت يوجد شبه كبير بينها وبين حالة السيارة التي هي عباره عن توالف ما بين الطاقة والميكانيك ، ففي وضع معالي مازن الساكت كوزير للداخلية بعد أن كان وزير لتطوير القطاع العام ، وسبقه خدمة طويلة العمر في ديوان الخدمة المدنية في ذلك شبه مع أن تقوم بتبديل جير السيارة وبالمحرك ، وذلك على قاعدة أنك لاتريد أن تغامر وتأتي بمحرك جديد وتكتفي بلتبيق الوضع ، وعن ما حدث للبديل للجير فحكومة البخيت قامت بتحويل هذا الجير في سيارة الحكومة الى جير يدوي قائم عمله بشكل يشابه عجلة تروس الدراجة الرياضية ، وهنا يجب أن لاننسى أننا نتحدث عن سيارة وليس دراجة هوائية .
أما في ابقاء معالي ابو حمور وزير للمالية ففي ذلك تشابه في إبقاء محرك سيارة بدون صيانة أو تبديل للزيت أو خلافه لمدة تزيد عن عشرة سنوات وهو يعمل بلا كلل ولاملل ، وهنا الحكومة تسير على قاعدة أنه كون هذا المحرك لايشتكي من شيء ودائم العمل وليس بحاجة لصيانة فما المانع من بقاءه ، مع انه محرك ذو سعة 2000 سي سي وضع لمركبة صنعت منذ عام 1950 ، والمهم عند الحكومة أنه يعمل حتى بالصوت فقط و يعطي الطمأنينة للركاب أن هناك ماكنة تشتغل .
أما بقية التعديل الوزاري ففيها تشابه كبير مما يسمى بطبيخ الشحادين ، والكثير من بندقة السيارة ، فليس هناك مانع لدولة الرئيس من أن يضع الكرسي مكان العجل ، والسكتيرنك مكان السنوبرس ، والمرأءة الامامية مكان اضواء الفرامل الخلفيه (كوزارة الدولة لشؤون الاعلام ) ، ولا أن يضع عامود التوازن مكان حمالة السقف ( كوزارة تطوير القطاع العام ) ، وقد حرص دولة الرئيس على ابقاء الدهان الخارجي للسيارة كما هو ( كوزارة الخارجية ) من منطلق انها تشكل المنظر الخارجي للوهم الحكومي أن السيارة الحكومية تسير وتلفت الانظار ،ولا ننسى أن مستودعات الحكومة لقطع الغيار الوزارية تمتلىء رفوفها ومنذ سنوات بقطع الغيار التي اصبحت الان مستعمله لأنها خزنت منذ سوات وقد أكل عليها امين المستودع في الدوار الرابع وشرب واصبحت قطع غير قابله للإستعمال ومع ذلك يصر دولة الرئيس ومن خلفية عسكرية أن كونها عهدة عليه لابد وان يجد لها تصريفة ما حتى ولوكانت ستوضع في غير مكانها الصحيح ، وبكل هذه العملية من البندقة وطبيخ الشحادين نسي دولته أن هذه السيارة لاتسير إلا في النزول والى الامام فقط أي انها سيارة مهودره ... والله يسترنا من أخرالطريق وعلى هدير البوسطه يا معلم ....



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات