ملك يبني .. وآفة تهدم



يلحظ المتابع لثورات الشعوب العربية في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا ان اهم الاسباب التي ادت الى قيام هذه الثورات ما يلي :-

1- السياسة القمعية الدموية الاستبدادية الظالمة التي كانت وما زالت تنتهجها الانظمة الحاكمة في هذه الدول تجاه شعوبها الفقيرة ومن خلال اجهزتها الامنية المختلفة ، هذه الاجهزة التي تم انشائها اصلا لحماية نظام الحكم ، وصرفت الانظمة على هذه الاجهزة الكثير من مقدرات الوطن ، متمثلة بالكوادر والرواتب واحدث التجهيزات التي تستخدم في قمع الشعوب الثائرة والمتظاهرة ، اضافة الى حرمان هذه الشعوب من ابسط حقوقها التي حثت عليها كل الاديان السماوية وكل الاعراف والقوانين والانظمة الدولية وعلى ضرورة صونها واحترامها

2- نهب حكام هذه الدول واسرهم وانسبائهم لخيرات البلاد ، وتقديم كل اشكال الغطاء والدعم للاعمال والممارسات الخاطئة التي كانت تمارس من قبل المقربين والموالين لهؤلاء الحكام ، واعطائهم الحصانة الكاملة من اية ملاحقات امنية وعلى مبدأ ( في موافقة من فوق ) لتبرير هذه الاعمال والممارسات

3- طول مدة الحكم وسياسة التوريث واستمرار نهج القمع والنهب بدون اي رادع ديني او انساني او اخلاقي ، حتى طفح الكيل عند هذه الشعوب وضاق بها الامر ولم تعد تقوى على تحمل المزيد من الظلم والقهر والقمع والجوع والذل والاستبداد والاستعباد وتقييد الحريات وانتهاكها .

اما في الاردن فنقول ان النظام الحاكم لم يكن في يوم من الايام نظام دموي مستبد ظالم ، سواء في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني او في عهد المغفور له بأذن الله الملك الحسين بن طلال رحمه الله ومن سبقه من ملوك الهاشمين الاخيار ، ولم يعهد الشعب الاردني بقائده الشاب الملهم الا الخلق والادب والتفاني في خدمة الوطن وابناء الوطن ، ولم نعهد به الا ما يليق بملك ينتسب الى نسل هاشم الاخيار ، وان اساس الحكم في بلد عبدالله الثاني هو الانسان اغلى ما نملك ، وكما قال سيد البلاد في لقاء جمعه مع كبار رجالات الدولة من الاعيان والحكومة والنواب في وقت سابق ، انه لم يسبق لاردني ان خرج من بيته ولم يعد له ، وكان ذلك من باب الاشارة والدلالة على حرص جلالته على حرية الرأي والتعبير في الاردن ،
هذه الحرية التي يفتقر لها كثير من شعوب الدول العربية التي قامت بها الثورات ولا زالت ، وايضا دليل واضح على ان كرامة المواطن الاردني مصانة ولا يسمح لكائن من كان ان يعتدي عليها

ورغم ان الاردن بلد فقير وقليل الموارد مقارنة مع كثير من الدول العربية الاخرى المجاورة ، الا ان الاردن ينعم بالامن والامان والاستقرار ، ومرد ذلك اولا لحكمة القائد وتواضعه في زمن كثر فيه الفراعنة والدكتاتوريات ، وثانيا لحب ابناء الاردن لبلدهم وقائدهم الذي لا يقبلون عنه بديل ، اضافة الى ان الوطن وامن الوطن واستقراره ووحدة ابناءه هو خط احمر لا يرضى الشعب الاردني بكل اطيافه ومكوناته لكائن من كان ان يقترب منه

ومع ان الملك المفدى يسعى بكل ما آتاه الله من قوة لبناء دولة قوية متحضرة ومتقدمة في كل المجالات ، الا اننا نجد ان هناك آفة تسعى لنخر اركان هذه الدولة ، وهذه الآفة فئة من ابناء الوطن الجشعين اصحاب النفوس المريضة ، يعيثون في مقدرات الوطن ومؤسساته نهبا وفسادا ، يهون عليهم جهد سيد البلاد وكل ما يقدمه لاجل الاردن وابناء الاردن ، ولا يردعهم دين ولا خلق ولا عادات ولا قيم حميده لانهم لا يملكون اي شيء منها ، يتسترون خلف مقولات مختلفة ( تارة انا واصل ومحصن ومدعوم ) وتارة اخرى ( انا بنفذ تعليمات من فوق ) ، عيونهم فارغة لا يشبعون ولا يحمدون الله على ما يرزقهم من المال الحلال ، لا يهنئون ولا يفرحون الا لما تطال ايديهم من اموال الوطن بالحرام ، يسعون بممارساتهم الى نخر ودمار البنية الاقتصادية التي هي العمود الفقري للدولة الاردنية في ظل قلة الموارد والامكانات ، حتى ان اذاهم بدأ يزعزع البنية السياسية والاجتماعية للوطن ، وخير دليل على ذلك ما حصل في مجلس النواب قبل ايام ، اضافة الى تدني مستوى المعيشة للمواطن الاردني وارتفاع الاسعار وازدياد نسبة الفقر في الاردن يوم بعد يوم
وما تسريحات النائب ابوعلبة في بيانها الصحفي قبل ايام من فراغ حين قالت أن هناك ملفات فساد أخطر من ملف الكازينو ولم تفتح بعد ، وضررها فادح على الناس لانها تتعلق بمشاريع أقيمت واستفاد منها نخبة من الجشعين الذين لا يتورعون عن ارتكاب جرائم اقتصادية بحق البلد وبحق انسانية الشعب
وكذلك ما جاء في صحيفة اخبار البلد عن وجود شكوى خطيه قد جرى تسجيلها مؤخرا على رئيس مجلس ادارة سابق لشركة استثماريه \" مساهمة عامة بسب تورطه بتزوير اوراق رسميه هامة في الشركة واستلامة وتسليمه لمبالغ مالية ضخمة بناء على تلك الاوراق ...
كما واكدت مصادر مطلعة بان شركة مساهمة اخرى بصدد ملاحقة رئيس مجلس ادارة احد البنوك المحلية بسب قيامه بإستغلال مساهمة البنك في هذه الشركة من خلال بيعها مواد خام من مصنع يمتلكه هو وشقيقه وباسعار عالية وكبيرة بالاضافة الى تستره عن معلومات في غاية الاهمية عن المساهمين الذين كرروا فتح ملف رجل الاعمال الذي بدأت تتكشف اوراقه وملفاته الواحد تلو الاخر ...
وكل ذلك ليس الا عينة لا تذكر مما يحصل بسبب ضعف الحكومات المتعاقبة وغياب اجهزة الرقابة الحقيقية وتراجع ادائها بسبب قوى الشد العكسي المتمثلة بالمتنفذين من كبار اللصوص والفاسدين للحيلولة دون محاسبتهم وتعطيل كل جهد او عمل او جهاز يوصل اليهم ويكشف الغطاء عن سرسرتهم وسرقاتهم وفسادهم ، هؤلاء هم الاعداء الحقيقين للوطن وابناء الوطن

اننا في هذا الوقت الدقيق في امس الحاجة الى تعديلات تشريعية تضمن تفعيل دور هيئة مكافحة الفساد ودور مراقب الشركات ودور ديوان المحاسبة لوضع حد لكل اشكال الفساد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والاداري وبالسرعة الممكنة ، حتى يستطيع الوطن تجاوز هذه المرحلة الصعبة والدقيقة من حياتنا ، ولن نصل الى بر الامان الا اذا شعر المواطن الاردني ان التشريعات والقوانين والانظمة تضع حد لهؤلاء اللصوص الفاسدين سواء في القطاع الحكومي او القطاع الخاص ، وتقديمهم للعدالة دون محاباة او تحيز او تمييز وان تكون العقوبة اشد واقوى لهؤلاء الذين يتمترسون حول عبارات انا مدعوم وواصل او انا بنفذ تعليمات من فوق ، خاصة وقد أشار جلالة الملك قبل فترة بأنه لا يوجد شيء اسمه تعليمات من فوق ،

هؤلاء الشرذمة الذين يستخفون بعقول ابناء الوطن ويتحايلون عليهم بهذه الاساليب الحقيرة التي لا تنطلي الا على الجبناء من ابناء الوطن ،
لقد آن الاوان لاقتلاع هذه الآفة الضارة من جذورها وكشف حقيقتها على الملاء وجعلها عبرة لمن يعتبر دون خوف او تردد ، فنحن في وقت عصيب ودقيق من حياة الامة ولا مجال للتخاذل او الخوف او التردد في التعامل مع هذه الآفة القاتلة المدمرة لحياة الشعوب ، اما حياة كريمة او التضحية بالغالي والنفيس لاجل الوطن وكرامة ابناءه . ولا نامت أعين الجبناء واليخسأ الخاسئون



وحمى الله الوطن وحمى الله قائد الوطن وعلى طريق الخير سدد الله خطاه



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات