الدوار الرابع مقبرة للرجال ؟


يحضرون على المشهد السياسي الاردني ومن ثم يغادرون ، ولا نعد نسمع بهم وكأن وجودهم يشابه وجود حلم ليلة صيف ، ثم نعود للوجوه الجديدة ، ونبدء تقدير الامور وقياسها ، والبحث عن الخلفيات السياسية والعائلية والصحوبية والمناطقية ، ولانجد شيء جديد في عملية الاختيار للوزراة الاردنية .
تمثل اغلب الحديث عن التعديل الوزاري الاخير أنه طريق الخروج لبعض الرجال من الساحة الاردنية وخصوصا اؤلائك الرجال الذين كانوا يسيرون الامور بالخفاء ، ويوشوشون في أذن الرئيس طوال فترة حكومته السابقة أو الحالية ، وهم الان في العلن ، وهنا نقول هل يستطيع هؤلاء الرجال العمل بالعلن بعد سنوات طويلة من العمل بالخفاء وادارة شؤون البلاد مبتسمين بينهم وبين انفسهم لأنهم رجال الخفاء السياسي الاردني ؟
خلال اقل من سنتين ونحن نشاهد رجال يتقلبون على مقاعد الوزارات ذات اليمين وذات الشمال و..... ، ولانجد كمواطنين اي مبررات لهذا الخروج العنيف من الوزارة سوى أنهم استخدموا اي هؤلاء الرجال كعتبات للأنتقال لمرحلة أخرى ربما وهنا أضعها بين قوسين ، قد تحمل للوطن شيء جميل ، وفي نفس الوقت لايحق لنا ان نسأل لماذا غادر بعض الرجال الوزارة ؟، وما هي الاسباب ؟ ، ويبقى الجواب عند باب الرئيس .
وفي هذه الطريقة من الدخول والخروج في الوزارة أكبر الاعذار لمن يبحث عنها لتبرير فشله في ادارة كفة البلاد للأفضل ، والكلمة المعتادة السماع في الموروث السياسي الاردني أن هذا الوزير أو ذاك لم يتمكن من الجلوس على مقعد الوزارة كي يحكم عليه بالنجاح أو الفشل ، ويختم قوله بأنه قد أكل يوم أكل الثور الابيض ، وأن الافضل له كان في رفضه الدخول من بوابة المقبرة الوزارية للرجال .
ورجوعا لحديث الشارع الاردني ، وهو حديث قريب للواقع أكثر من حديث الصالونات السياسية ، فحديث هذا الشارع لايخرج عن كلمات محددة وبسيطة ، وهي أن الدخول للوزارة هو بابا الخروج من الحياة السياسية الاردنية سواء العلنية أو الخفية ، وان هؤلاء الرجال هم رجال مراحل وليس رجال خطط ، وان من ترد اسمائهم في قائمة التشكيل أو التعديل يعلمون أنهم كبش فداء .
والحديث السابق يعيدنا الى المربع الاول والمفصلي في حياة البلاد السياسية ، والمتمثل في طريقة اختيار هؤلاء الرجال ، وفي نفس الوقت في طريقة اختيار الرئيس نفسه ، التي من خلالها يتم اختيار هؤلاء الرجال ، متى نصل الى مرحلة أن من يحاسب الوزير أو رئيس الوزراء قاعدتهم الحزبية والشارع الذي يمثلونه كي نخرج من متاهة الاختيار الفردي والشخصي والفئوي والمصالحي للوزراء والرئيس نفسه ، اذا نحن في دائرة مغلقة لاتؤدي إلا الى مقبرة تؤد بها الرجال وهي الدوار الرابع .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات