النظام الرسمي عاجز فلماذا لم يتحرك نواب الاردن والعرب؟


لغة الاجرام والابادة الجماعية التي تمارسها العصابات الصهيونية النازية في كل مكان من مساحات قطاع غزة ،هي شعارهذه العصابات المسماة "جيش اسرائيل" في ظل بحثها المحموم عن تحقيق أي تقدم أو إنجازفي القطاع ، حيث تآكلت هيبة وقوة هذا "الجيش" الذي لا يقهربحسب ما عملت أنظمة رسمية عربية وغربية تجريعنا هذا المفهوم منذ سنوات طويلة خدمة للعدو .

بالأمس إرتكب العدو النازي الصهيوني مجزرة جديدة حينما قام بقتل كل من بقي في مشفى كمال عدوان في شمال القطاع، لا فرق بين القمصان البيض أو بين نازح الى المشفى أو كان جريحا داخلها، هو إستهداف مباشر طال الاف النازحين المدنيين المحتمين في الساحات وجرحاهم المكدسين في الأروقة والمعلقين بين الموت والحياة، وبالجحيم نفسه لاحق الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف المتواجدة في ساحة المشفى حيث تم قتل من فيها، ومن تمكن من الهروب من نار المحتل ترك خلفه الجرحى الذين تم جرفهم ودفنهم وهم أحياء ، مجزرة متطورة من جرائم النازية العالمية لم يحدث مثلها في التاريخ، حيث أشلاء الشهداء مدفونة تحت التراب المجرف من قبل آليات العصابات النازية الصهيونية ، وكل ذلك جرى بعلم الصليب الاحمر الدولي وهيئات الامم المتحدة المختصة دون أن يصدرعنها ما يؤشر الى أنها تعتبرما قام ويقوم به الصهاينة هو جريمة حرب تستوجب العقاب الفوري .

واذا كان العجزعن المواجهة العسكرية مع النازية الصهيونية هي عنوان شعار النظام الرسمي العربي ، فأن ما ليس مفهوما إستمرار البرودة السياسية المنقطعة النظيرالتي يواجه بها هذا النظام ما يقوم به العدو من جرائم ارتقت الى جرائم حرب، فهو لم يتحرك لرفع قضايا في الجنائية الدولية ، وهو لم يتحرك لقطع الامدادات عن العدو وخاصة من خلال الاجواء العربية " مع العلم أن القانون الدولي يمنع تزويد الاطراف المتحاربة بالمساعدة اذا ارادت احدى الدول ذلك" ، وهولم يغلق منافذ بحرية أو برية أوعلى الاقل يهدد بإغلاقها ، هو لم يهدد بمقاطعة الشركات التي تدعم العدو أوالعدوان، وكل ما استطاعه هذا النظام الرسمي العربي هو غض النظرعن الجرائم التي ترتكبها العصابات الصهيونية النازية، بل أن بعضه شجعها وأدان المقاومة الفلسطينية، وهناك من يحصرها على كافة الصعد، بل هوعجز ويعجز عن إدخال المواد الإغاثيّة إلا بإذن من الصهاينة أنفسهم.

إن ما يجري جعل صورة النظام الرسمي العربي في الحضيض ، ولو أجريت انتخابات حرة نزيهة شفافة، لن يحصل غالبية من يقودون هذا النظام على نتائج تتجاوز ال 10 % من حجم أصوات الناخبين ، وبالتالي يبقى لي سؤال كما لدى الكثيرين من أبناء هذه الامة ، وهو لماذا يضطررئيس أو رأس أي نظام رسمي عربي أن يظهر بهذه الصورة أمام شعبه من أجل عيون الصهيونية النازية ؟ اليس من مصلحته ان يظهر بمظهرأخر يكسبه شعبية لا يمكن طمسها او تلويثها ؟ أعتقد جازما ان الفرصة متاحة ، فأن لم يكن أحدهم يريدها وطنية فعلى الاقل بإمكانه اكتسابها لمصلحته الشخصية ، فقضية فلسطين ونضالات شعبها هي ورقة هامة لأي حاكم أو حكومة.

وفي المقابل فأن المستهجن والمستغرب هذا التراخي ان لم اقل كلام أخر جارح، من عدم فاعلية المجالس النيابية العربية المنتخبة من قبل أبناء الشعب ، حيث لم تتخذ خطوات بسيطة هي سهلة وبين أيديها ، من قبيل مقاطعة السفراء والسفارات الغربية وعزل السفراء من خلال مقاطعة إحتفالاتهم او الاتصال بهم بل وعزلهم ، وغيرها من امور قد تؤرق هذه الدول على مصالحها في هذا البلد او ذاك .

وأما نحن في الاردن أهل الدم الواحد والهم الواحد والمصلحة ،والقضية قضيتنا" مع الاحترام لكل الاخوة العرب " لنا مصلحة في التصدي للعدو الصهيوني من جانب حماية بلادنا ،وايضا لنا مصلحة في وقف العدوان على غزة من واقع الاخوة مع شعبنا العربي الفلسطيني ، وحتى من جانب إنساني ، فعلى مجلس نوابنا التحرك وبسرعة ، لا أن يكتفي بالبيانات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، فالوكالة التي أعطيت من بعض الشعب للنواب تلزمهم بالتحرك وخاصة نواب" المخيمات" لا أن يكتفوا بالظاهرة الصوتية ، التي لن يرى فيها العدو قبل الصديق الا فقاعات ماء، فالنواب بإمكانهم فعل الكثير، إن كانوا يملكون قرارهم ، فالامر عندهم وليس عند الحكومة التي قد تكون لها وجه نظر تختلف عما يراه الشعب ..! ، فالانتخابات قادمة واسقاط النواب المتخاذلين او المقصرين بحق فلسطين ستكون على رأس اجندات كل أردني من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب ، وهذا يمكن اكتشافه من خلال زيارة البوادي أو القرى او المخيمات او المدن والايام بيننا صدقوني وسترون..، فهل يتحرك النواب ويأخذون مسربا مختلفا عما تم خلال ال 72 يوما الماضية ،بالتنسيق مع مجالس نيابية عربية أو دولية أو إسلامية اوبشكل مستقل فكل الخيارات متاحة ... وكل ما يحتاجه مجلس نوابنا هو الارادة من خلال فك الحصار عن نفسه أو فك القيود من معصميه لدعم أهل غزة، وهم أشرف الناس، الذين قد لا يجدون ما يأكلونه اليوم، لكن التاريخ سيأكل من يحاصرهم، وستأكل اشلاء الاطفال نوم قاتليهم ،كما ستأكل أسئلة أطفالهم الجياع وجوه محاصريهم الكالحة حين يقولون لهم: لماذا جوعتم أطفال غزة ونساءها وشيوخها؟

إن ما جرى ويجري من جرائم نازية ليس له علاقة بالسياسة ولا بالحرب، إنه قبل كل شيء معركة أخلاق، فإستخدام الجوع كسلاح ليس بطولة، وإعدام العاجزين وهم جياع عمل جبان… ويكفي أن نذكر اللذين يحاصرون ويجوعون أطفال غزة، بما قاله لسان مجموعة منهم وهم يقولون هيهات منا الجوع… ويرددون مع الشاعر محمود درويش: “أنا لا أكره الناس ولا أسطو على أحد ولكنني.. إذا ما جعت آكل لحم مغتصبي، حذار.. حذار.. من جوعي ومن غضبي”.............. يتبع



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات