أن تضيء شمعة خير من أن تلعن الظلام
كتبت مقالا في موقع جراسا الأسبوع الماضي بعنوان "يوم الإستقلال شعب وجيش" وقد قرأت عبارة كتبها أحد المعلقين وهي "أن تضيء شمعة خير من أن تلعن الظلام" وقد استهوتني فكرة أن تكون هذه العبارة موضوع مقالي هذا الأسبوع، فالعبارة مثل صيني قديم قاله الفليسوف الصيني كونفوشيوس. فنحن بلا شك أننا أصبحنا نعيش في الأردن حالة غير مسبوقة فيما بيننا من الإتهامات بدليل وبغير دليل، ومن معارض لهذا ومؤيد لذاك، ولا شك أن موضوع الفساد والمفسدين أخذ متسعا من الوقت للحديث عنه أكثر مما يناله عملنا، وفي هذه الحالة فإنه من وجهة نظري أن لهذا المثل وجهان. وجه يجب أن يفهمه المواطن ووجه آخر يجب أن يفهمه المسؤول، فهما وجهان لعملة واحدة يجب أن يتقابلا حتى يفهم كل طرف منهما الآخر. فالوجه الذي يجب أن يفهمه المواطن يتمثل في أن تكون شمعــه تضيء نورا للآخرين بحسن أخلاقك و تصرفاتك وتعاملك، خيــر وأفضـــل من أن تقوم بلعن الآخرين، فلتكن كالشمعه تضيء على دروب الآخرين وتنير دروبهم بالحب والخير والكلمة الطيبه والمساعده، وأن تُطبــق هــذه المقولة على من يـــلعنــوا الحكــومات المتعاقبة وهم لم يبدأو بتغيير أنفسهـم بعد، ومنهم من هم غير مستعدين للجلوس والحوار لإيصال وجهة نظرهم ولفهم وجهة نظر الآخر، فكثير من الناس لديه عين ناقدة، لا ترى الأشياء إلا بعين سلبية ناقدة، فلو وجّه جهده إلى ما هو إيجابى فى نفس الشئ الذى ينقده لكان خيراً، ولو وجه طاقاته إلى العمل البناء لكان أفضل، وقد يذهب البعض إلى مدى أبعد عندما يشعلون أي شيء يجدونه أمامهم حتى ولو كانت بإعادة إشعال نار الفتنة بين الأخوة. والبعض يشعل شمعة ضعيفة لا يكاد هو يراها بنفسه. وضَع نصب عينيك أن "الصداقة بئر يزداد عمقا كلما أخذت منه" و"أن الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف" وأنه "لا تفكر في المفقود كثيرا حتى لا تفقد الموجود" و"البستان الجميل لا يخلو من الأفاعي" و"الإنسان الناجح هو الذى يغلق فمه قبل أن يغلق الناس آذانهم ويفتح أذنيه قبل أن يفتح الناس أفواههم." فعندما يمدح الناس شخصاً، قليلون من يصدّقون ذلك وعندما يذمونه فالجميع يصدقون. هذا ما يمكن أن نفهمه نحن معشر الشعب من هذا المثل الرائع.
أمّا ما يجب أن يدركه المسؤول فهو أن هذا المثل عبارة جميلة لها وقع على مسامع القارئ، لدرجة انه يحفظها من أول مرة يسمعها، ولكن السؤال الذي يمكن أن يسأله من يفهم هذا المثل هو: هل من الممكن أن أُضيء شمعة إذا كان الظلام أكبر حجماً وكمّا من أن أستطيع أن أجد الشمعة المناسبة التي سأضيئه بها؟ وهل من الممكن أن أجد الوسيلة الآمنة التي أشعل فيها هذه الشمعة؟ وهل أجد في هذا الظلام ما أنشده إذا وجدت شمعة صالحة أشعلها؟ أليس الديناميت يشبه الشمعة وله فتيل كالشمعة وقابل للاشتعال ويمكن أن يضيء الظلام؟ فلا يحزنك إذا فشلت يوما مادمت تحاول الوقوف على قدميك من جديد "سأل الممكن المستحيل: أين تقيم؟ فأجابه في أحلام العاجز". ف "من اشترى ما لا يحتاج إليه باع ما يحتاج إليه" و"كل الظلام الذي في الدنيا لا يستطيع أن يُخفي ضوء شمعة مضيئة" و"الريش الجميل ليس كافيا ليصنع طائرا جميلا" و"إذا اختفى العدل من الأرض لم يعد لوجود الإنسان كرامة ولا قيمة". وأن المواطن بحاجة الى حلول جذرية دائمة للتخفيف من معاناته وخاصة لقمة عيشه وعيش من يعيل وليس حلول تخديرية مؤقتة لأنه إذا أعطيت فقيراً سمكة تكون قد سددت جوعه ليوم واحد فقط .. أما إذا علّمته كيف يصطاد السمك تكون قد أوجدت له عملا يسد جوعه طوال عمره، وليست كل الوعود مفيدة ومهدئة لأن "الحطب لا يباع قبل قطعه ولا يباع السمك في البحيرة". وأختم قولي بهذه العبارة وهي أن نكون صادقين مع بعضنا البعض مواطنين ومسؤولين حتى نتمكن من إضاءة الشمعة المناسبة التي تنير طريقنا نحو غد مشرق يحفظ لنا بلدنا وأمننا واستقرارنا.
adibsar@yahoo.com
كتبت مقالا في موقع جراسا الأسبوع الماضي بعنوان "يوم الإستقلال شعب وجيش" وقد قرأت عبارة كتبها أحد المعلقين وهي "أن تضيء شمعة خير من أن تلعن الظلام" وقد استهوتني فكرة أن تكون هذه العبارة موضوع مقالي هذا الأسبوع، فالعبارة مثل صيني قديم قاله الفليسوف الصيني كونفوشيوس. فنحن بلا شك أننا أصبحنا نعيش في الأردن حالة غير مسبوقة فيما بيننا من الإتهامات بدليل وبغير دليل، ومن معارض لهذا ومؤيد لذاك، ولا شك أن موضوع الفساد والمفسدين أخذ متسعا من الوقت للحديث عنه أكثر مما يناله عملنا، وفي هذه الحالة فإنه من وجهة نظري أن لهذا المثل وجهان. وجه يجب أن يفهمه المواطن ووجه آخر يجب أن يفهمه المسؤول، فهما وجهان لعملة واحدة يجب أن يتقابلا حتى يفهم كل طرف منهما الآخر. فالوجه الذي يجب أن يفهمه المواطن يتمثل في أن تكون شمعــه تضيء نورا للآخرين بحسن أخلاقك و تصرفاتك وتعاملك، خيــر وأفضـــل من أن تقوم بلعن الآخرين، فلتكن كالشمعه تضيء على دروب الآخرين وتنير دروبهم بالحب والخير والكلمة الطيبه والمساعده، وأن تُطبــق هــذه المقولة على من يـــلعنــوا الحكــومات المتعاقبة وهم لم يبدأو بتغيير أنفسهـم بعد، ومنهم من هم غير مستعدين للجلوس والحوار لإيصال وجهة نظرهم ولفهم وجهة نظر الآخر، فكثير من الناس لديه عين ناقدة، لا ترى الأشياء إلا بعين سلبية ناقدة، فلو وجّه جهده إلى ما هو إيجابى فى نفس الشئ الذى ينقده لكان خيراً، ولو وجه طاقاته إلى العمل البناء لكان أفضل، وقد يذهب البعض إلى مدى أبعد عندما يشعلون أي شيء يجدونه أمامهم حتى ولو كانت بإعادة إشعال نار الفتنة بين الأخوة. والبعض يشعل شمعة ضعيفة لا يكاد هو يراها بنفسه. وضَع نصب عينيك أن "الصداقة بئر يزداد عمقا كلما أخذت منه" و"أن الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف" وأنه "لا تفكر في المفقود كثيرا حتى لا تفقد الموجود" و"البستان الجميل لا يخلو من الأفاعي" و"الإنسان الناجح هو الذى يغلق فمه قبل أن يغلق الناس آذانهم ويفتح أذنيه قبل أن يفتح الناس أفواههم." فعندما يمدح الناس شخصاً، قليلون من يصدّقون ذلك وعندما يذمونه فالجميع يصدقون. هذا ما يمكن أن نفهمه نحن معشر الشعب من هذا المثل الرائع.
أمّا ما يجب أن يدركه المسؤول فهو أن هذا المثل عبارة جميلة لها وقع على مسامع القارئ، لدرجة انه يحفظها من أول مرة يسمعها، ولكن السؤال الذي يمكن أن يسأله من يفهم هذا المثل هو: هل من الممكن أن أُضيء شمعة إذا كان الظلام أكبر حجماً وكمّا من أن أستطيع أن أجد الشمعة المناسبة التي سأضيئه بها؟ وهل من الممكن أن أجد الوسيلة الآمنة التي أشعل فيها هذه الشمعة؟ وهل أجد في هذا الظلام ما أنشده إذا وجدت شمعة صالحة أشعلها؟ أليس الديناميت يشبه الشمعة وله فتيل كالشمعة وقابل للاشتعال ويمكن أن يضيء الظلام؟ فلا يحزنك إذا فشلت يوما مادمت تحاول الوقوف على قدميك من جديد "سأل الممكن المستحيل: أين تقيم؟ فأجابه في أحلام العاجز". ف "من اشترى ما لا يحتاج إليه باع ما يحتاج إليه" و"كل الظلام الذي في الدنيا لا يستطيع أن يُخفي ضوء شمعة مضيئة" و"الريش الجميل ليس كافيا ليصنع طائرا جميلا" و"إذا اختفى العدل من الأرض لم يعد لوجود الإنسان كرامة ولا قيمة". وأن المواطن بحاجة الى حلول جذرية دائمة للتخفيف من معاناته وخاصة لقمة عيشه وعيش من يعيل وليس حلول تخديرية مؤقتة لأنه إذا أعطيت فقيراً سمكة تكون قد سددت جوعه ليوم واحد فقط .. أما إذا علّمته كيف يصطاد السمك تكون قد أوجدت له عملا يسد جوعه طوال عمره، وليست كل الوعود مفيدة ومهدئة لأن "الحطب لا يباع قبل قطعه ولا يباع السمك في البحيرة". وأختم قولي بهذه العبارة وهي أن نكون صادقين مع بعضنا البعض مواطنين ومسؤولين حتى نتمكن من إضاءة الشمعة المناسبة التي تنير طريقنا نحو غد مشرق يحفظ لنا بلدنا وأمننا واستقرارنا.
adibsar@yahoo.com
تعليقات القراء
ولا اضيف الا
انه من رأى منكم منكرا" فليغيره بيده ....الى آخر الحديث
والقلم والكتابه هي من فعل اليد...شرط ان تشعل شمعه مهما كانت ... لا ان تشعل الديناميت
ولنعلم جميعا"
ان هناك خيرا" يراد به شر...وشرا" يراد به خير...وشرا" يراد به شر
كلها غير جائزه والجائز هو فقط.....الخير الذي يراد به خير
ليكون ذلك شمعتنا التي نشعلها جميعا" ليكون ذلك خيرا" خالصا" يجني ثمره الجميع
والله من وراء القصد
كلهالحكي علاك مصدي الشعب قرر تصفية الحساب مع الحكومات السابقة الفاسدة والحاليه ومع جميع المسؤولين والغضب الساطه قادم وسيمر على كل الحكومات وعلى كل المسؤولين .. ورح تكون مجزرة محاكمات وتصفية حساب بين المسؤولين المجرمين واللصوص وبين المواطن الضحيه ولن نضيء شمعة بل سوف نوقد نار حارقة لكل الحكومات السابقة ولجميع المسؤولين الفاسدين والغير فاسدين لانهم كانو بشوفوا الفساد وبسكتوا وبغطرشوا عليه .
أديب باشا او الابقى احب ان أناديك دكتور أديب انت دائماً رائع
تحياتي
هل تعرف الكاتب اوسببق لك ان تعاملت معه؟
يا رجل قل خيرا" او اصمت
ان كنت تدري فأنت مصيبه وان كنت لاتدري فالمصيببة انت...هه هه هه هه هه
فهذه النوعيّة من السوداويون الذين تمثلهم وهم قلّة والحمدلله هو ما يعنيه الكاتب
ما هذه الشمعه التي سوف تضيء
ولكن احاول ان اضيء الشمعه ولكن لا تضيء
اريد بئر نفط لكي نضيء كل الشموع
اشكرك يا دكتوري ومعلمي واستاذي
واجد الظلام في كل مكان في ذاكرتي - في محفظتي
في اقساط المدرسه واقساط الجامعه - اين اجد الشمعه
هل اشغلها من كان قبلنا وبقي لنا الظلام .
واذا اشعلنا نحن الظلام ماذا يبقى لاولادنا.............................
شكرا لك يا دكتور
لما قرأت مقالك يا دكتور احس في التفائل والقوه والنشاط
طبعا رد بول بيعطيك جوينح
وانا صغير شربت عصير المنجا وفي ذلك اليوم كان الجو بارد والتفحت واصبت بالانفلونزا .
وكنت وانا صغير اظن ان عصير المنجا يسبب مرض الانفلونزا .
ولم افكر يوما بأن اتذوق المنجا .
فاذا عصيرها جلب لي المرض فكيف عندما اكلها.
ومن هنا اصبحت لا اثق في جاري ... في اصدقائي....في حارتي ...في بلدتي..في...في....
يا دكتور والله لن تجد شعب يحب وطنه اكثر منا .
ولكن وطننا لم يضيء شراره لنا ونحن نحرق انفسنا له - ونحن فرحين.
صحفي لانه تحدث على وزير تم سجن الصحفي - اراد ان يضيء شمعه ولكن اضائها
في سجن الجويده .
وانا اتمنى ان يكون مقالك القادم _ اضيؤ الشموع يا دولة الرئيس لنا----
وشكرا لك يا دكتور والله الموفق -
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
واذا ما في أخلاق عند الانسان
والله لو كل إنارة العالم مش شموعها بس
ما بتقدر تعمل اشي لأنه الفساد والفاسدين قادرين انهم يخلوا الدنيا مظلمه فأفعالهم السودا
وأفعالهم الظلاميه .
الأمثله والحكم ما بتفيد اللي بفيد اعادة تربية الانسان العربي
أو الافضل محاولة علاجه باستئصال جين الفساد واللصوصيه والرشوه
وحب المنصب من جسمه.
غير هيك الأمل فيه معدوم .
نفوس مدوده ومسوسه واللي بكون موسى اذا صحله ووصل الى موقع بتحول لفرعون
وبنسى كل القيم والاخلاق انسان فجعان مناصب وفجعان مصاري وبلا مبدأ