نواب الحارة


بقلم أحمد سلامة - معشر النواب لم يقدموا من سنوات غابرة غير
بعثرة الكلام والاستعراض وضربهم وعويلهم لبعض

سعادتهِ قبل الانتخابات كان يصلي الصلوات الخمس
بموعدها في مقرهِ الانتخابي ، كنا نراه في الاحزان والمناسبات السعيدة ، باكياً هنا ضاحكاً هناك
يردد الاحاديث النبوية وينشد ويغني للوطن

يقرأ القران بصوت السديس ويتلو قصائد عن الوطن
مثل احمد شوقي ، يرتل الاحاديث النبوية بلا تشبيه
كانه عمر عبد العزيز ، يكون اول الحاضرين دوماً في المناسبات واول القائمين الى الصلاة ويزور الجيران
وسكان الحارة بيتاً بيتاً ويوزع المؤن والابتسامات
ويرد على جميع المكالمات ، كما خط هاتفه وبيته
مفتوح على الدوام .

يزور سعادته كل صباح ام رعد وام خليل ، يجتمع بالنساء ويناديهن بالقوارير ويهتم بهن ويلبي طلباتهن ويقسم
انه سيجعل للمراة مكانة ويساعد ام هشام وام خالد
وغيرهن ويضحك عليهن ببعض المؤن .

يجتمع بعد كل صلاة بالمصلين ويصبح كالخليفة يحثهم ويعدهم بالعبور من خلالهم الجنه ، وانه سيكسر الظلم ويقضي على الفاسدين والفقر ، ثم يعود الى مقره الانتخابي ويلقي بعض الاقاويل والجملتان لا غيرهما
نحن رجال افعال لا اقوال والايه التي لم يحفظ سواها
(ان خير من استأجرت القوي الامين)

قبل ان يصبح سعادته نائباً كان لسانه السليط يشتم كل الفاسدين في الوطن ويتوعدهم ، يدعو الله ان يحفظ
الاردن وتراب فلسطين ويلعن الصهاينة باقبح الكلمات ..

يجول في الحارات دافعاً الاف الدنانير هنا وهناك
يجمع ويشتري الاصوات ويرجوا منهم صوتاً انتخابياً
ليضمن تحويله من شخص فارغ الى نائب تافه

بعد انتخابه اصبح يوزع سنحته الكشره وغير رقم
هاتفه كخطوة تكتيكيه اوليه للهروب ..

لاحقاً غير مكان اقامته لم تعد ام هشام وام خالد تسمع عنه ولم يعد الجيران يرونه والمصلون بدأوا بالسؤال عنه ومقره اصبح فارغ والابتسامة المصطنعة اذ بها خبث ومكر ..

فور حملهِ لقب السعادة صار ثائراً برجوازياً فاشياً يركض
خلف رئيس الحكومة كالابله ليلتقط صورة تذكارية معهُ

صار سعادة نائبنا المناضل ينظم القصيد للحكومة وحول قصائدهِ عن الوطن الى التطبيل والترقيع للرئيس والرئاسة

اصبح معارضاً للدميقراطية وعاهد السلام مع الصهاينة
كما يرتل القران والاحاديث النبوية عن طاعة ولي الامر
والالتزام بالقوانين .

سعادته اول من اعطى الثقة بالحكومة واول من وافق على قرارات رفع الاسعار وخلف الحكومة دائما بقراراتها ويوافق على اي قرار تطرحه الحكومه دون ان يقرأهُ ، اذ قالوا
ان السماء ارض هز رأسه وبصم .

سعادته لم نعد نراه او نسمع عنه انطوت حكايته وهاجر ووافق على كل خازوق يخصنا ويخص اولادنا والان يخطط بصمت ليستلم وزيراً للاوقاف .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات