التعديل الخامس .. تبديل طواقي أم زخم حكومي؟


جراسا -

كتب المحرر السياسي - لم يعد التعديل الحكومي يثير شهية الأردنيين ولا ينال ذرة من اهتمامهم الذي يطغى عليه رغيف الخبز، والخوف من القادم، تحت ظل ظروف داخلية واقليمية وعالمية لا تبشر بالخير أبداً.

التعديل الوزاري الخامس على حكومة الدكتور بشر الخصاونة، سيتكشف خلال الساعات القليلة القادمة، لكنه في واقع الحال لم يعد يشغل سوى السادة المستوزرين الذين يجلسون قرب هواتفهم، مترقبين من يبشرهم بتولي حقيبة وزارية، مثلما يشغل وسائل اعلامية تأمل بتعديل يتوافق مع تكهناتها وتوقعاتها، دون ذلك، فالتعديل الحكومي، يستوجب البحث في جدواه الفعلية، وتقصي قدرته على فتح أبواب الاقتصاد العصية على مفاتيح الحكومات العابرة!

التعديل الحكومي، أصبح في العرف السياسي الاردني، بمثابة حقنة ادرينالين تعطى في عضلة قلب الحكومات، لمنحها المزيد من الوقت، واعطائها مبررات بقاء، فيما الأصل أن يحدث التعديل دفعة قوية لقطار الحكومة، وغربلة لوزرائها، واستبدال احجار الشطرنج الضعيفة فيها بأخرى قوية، قادرة على الاسهام في كسب اللعبة!

والسؤال الذي يفرض نفسه: هل سيحدث التعديل الحكومي المرتقب اختراقات اقتصادية خلاقة لملف المديونية، وعجز الموازنة، وتقليل نسبة الفقر المخيفة، ونسب البطالة الكارثية، وارتفاع أسعار السلع والمحروقات، والتخفيف من الاحتقانات الشعبية الباحثة عن حكومة تلقي لها طوق نجاة في بحر تتقاذفهم فيه أمواجه الاقتصادية والمعيشية الهائجة، أم انه سيكون مجرد استبدال للطواقي، والوجوه، واعادة تدوير وتوزير، لشخصيات سبق لها أن جربت في حكومات سابقة، ولم تقدم شيئاً، وغادرت خالية الوفاض كما جاءت؟

التعديل، وحتى التغيير الحكومي برمته، ما عاد له وقع وتفاعل على منصات التواصل سوى عند نخبة مترفة، ستخبو نميمة صالوناتهم السياسية في غضون سويعات قليلة، حالما تبدأ مباراة كرة قدم جدلية جديدة، أو بخبر حول تساقط كثيف لزخات المطر، وتشكل السيول العارمة، وسيغفو الناس بعدها وهم عطاش يترقبون جرعة أمل تغير واقعهم المعيشي، والاستيقاظ فجراً، لتأمين ربطة الخبز ذاتها لعيالهم، وربما لن يعلم سوادهم الأعظم من أتى، ومن غادر الحكومة!

نافلة القول، أن الرئيس الخصاونة الذي شكل عدد من وزرائه حمولة زائدة على حافلة حكومته، مطالب اليوم باستبدال أوراق وزرائه المغادرين، بأوراق وزارية قوية، عندها من الكفاءة ما يؤهلها لحمل أعباء الحكومة مع رئيسها، وإحداث نجاحات ملموسة في اختصاص وزاراتهم، تنعكس بالفائدة على حياة الناس، وترفع منسوب شعبية الحكومة في الشارع، وإلا فان الحكومة سينطبق عليها المثل الشعبي القديم: تيتي تيتي.. زي ما رحتي، زي ما جيتي!



تعليقات القراء

الاميرة
ما عادت تفررق.
الله يهونها
27-10-2022 11:34 AM
كيف شفتوا
انتوا بعد التعديل شو شفتوا ...
27-10-2022 02:06 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات