الى شموع العلم


في كل عام نحتفي بعيد المعلم , مناسبة نتجاوزها كما المناسبات الكثيرة التي يتضمنها العام , وربما تستوقفنا بعض الاحتفاليات البسيطة بهذه المناسبه , ( من باب جبر الخاطر ) .

حقيقة ان المعلم يستحق منا اكثر من وقفة في العام نستذكر فيها جهده , اننا مقصرون في حقه , هذا الذي نوكل الية مسؤولية تربية وتعليم ابنائنا , والذي يقضي مع فلذات اكبادنا اكثر مما نقضي معهم من الوقت , يلقنهم العلم والمعرفة , ويزرع فيهم الامل بالغد ليكونوا بناة حقيقيون لبلدهم , هذا الذي يساير ويرعى تطورهم من الطفولة الى المراهقة وحتى الرشد , يرعى نموهم الخلقي والانفعالي والمعرفي والاجتماعي والتربوي .
هذا هو المعلم الذي للاسف بتنا لا نعطيه حقه من التقدير والاحترام لما يبذل من جهد
لا زلت اذكر رغم مرور سنوات طويلة من علمني في كل مراحل دراستي , وادعوا لهم بالخير والاجر العظيم كل ما جاءت ذكراهم في خاطري , فلولا جهدهم وعطاؤهم وتوجيههم لنا , ما وصل اي منا لما هو علية الان من تأهيل وموقع .

منذ ايام ارسل لي احد زملاء الدراسة صورة قديمة , سعدت بها كثيراً , كانت لمجموعة ممن تتلمذنا على ايديهم في المرحلة الاعدادية .

لقد استحضرت تلك الفترة بكل ما فيها , مدرستي , الصفوف التي درست بها , زملائي في الدراسة , شريط طويل من الذكريات الجميلة التي لن ننساها مهما كبرنا .

لقد كان في الماضي للمعلم الهيبة والوقار والاحترام من الجميع , حتى انني اذكر انه كان يُدعى في كل المناسبات ويكون في مقدمة المدّعوين , نظراً للدور والمسؤولية التي يحملها كمربي .

اما اليوم وفي ظل القرارات التي حجمت من صلاحية ودور المعلم , وسحب البساط من تحت قدمية وتكبيلة بعدم قدرته على ضبط الطلبة وتصحيح مسار من يتجاوز منهم الضوابط الادبية والاخلاقية , فقد وصل الامر بأن يشتكي الطلبة واولياء امورهم على المعلمين على اي سلوك تأديبي يلجأ اليه المعلم لتعديل السلوكات غير المرغوبة عند بعض الطلبة المخالفين , وفي بعض الحالات تحضر سيارة الشرطة الى المدرسة لجلب المعلم للمخفر .

كل هذا ادى الى تسيب الطلبة , واستخفافهم بالضوابط والتعليمات , لعدم وجود رادع ونموذج يحترم , ووصل الامر ان بعض المعلمين تعرضوا للضرب والطعن من طلبتهم .

نحن لا ندعوا للجوء للعقاب البدني لضبط الطلبة , ولكن نطلب ان نحض ابنائنا على احترام معلميهم والانصياع لتوجيهاتهم لما فيه مصلحتهم , وان نطالب بتحسين وضع المعلم مادياً ومعنوياً باحترام دوره العظيم .

ونطلب ان يراعى في اختيار المعلم معايير دقيقة تتناسب مع الواجبات والقدرات والامكانات المنوطه به كمعلم .

وبذلك نختار المعلم النموذج بعطائه وسلوكه وادارته الحصيفة للغرفة الصفية بما يحقق الهدف المنشود من التربية والتعليم

وكل عام والمعلم بأحسن حال .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات