يتبادر الى ذهن القارئ العربي  في الوهلة الاولى عند الحديث عن واقعة الجمل الى الواقعة التاريخية التي حدثت في التاريخ الاسلامي .لكن واقعة الجمل في التاريح المعاصر هي ثورة الفجوة الرقمية-digital gap  .

شاع استخدام مصطلح الفجوة الرقمية قبل ثورة 25 ينايير المصرية من قبل النخب السياسية  وكان يقصد بة تلك الهوة الفاصلة بين الدول المتقدمة )الغنية( والدول النامية  )الفقيرة ) في النفاذ الى مصادر المعلومات والمعرفة والقدرة على استغلالها لاغراض التنمية بمعناها الشامل. وظلت الفجوة تتسع بعد الثورة المعلوماتية و زادت العولمة من معدل اتساعها و اصبح في  حكم اليقين ان التكنولوجيا كلما زاد عدد مستخدميها زادت قدرتها على التغيير و الغربلة  في البنى السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية السائدة  .

لكن بعد احداث  ثورة 25 ينايير اتضحت المفارقة العجيبة بان الفجوة الرقمية اصبحت داخلية داخل الدولة نفسها  بدلا ان تكون خارجية  . وازدادت الفجوة اتساعا بين الاغنياء و الفقراء من ابناء الشعب الواحد و كذلك اصبحت الفجوة كبيرة و ظاهرة للعيان بين الاعلام الرسمي التقليدي المتمثل في اعلام الدولة وبين الاعلام الحديث المتمثل با اعلام الشباب الاكتروني و مواقع التواصل الاجتماعي .

حيث يعتمد الاعلام التقليدي على  سياسة الجمود الفكري و احتكار الخبر و عدم نشرة و اظهار وجهة واحد للحقيقة و التقليل من شان الاعلام الاكتروني وحجبة و قرصنتة في بعض الاحيان   في حين يعتمد  اعلام الشباب الاكتروني

على استخدام الوسائل الحديثة في الاتصال : الشبكة العنكوبتية – الانترنت و حرية النشر و اظهار الحقيقة كاملة بجمع ابعادها . وكانت المفارقة  واضحة بان اصبح الاعلام الحديث هوالمسيطر و استطاع ان يصنع و يشكل راي عام لانة في عصر العولمة و الانترنت لا تستطيع ائي دولة ان تحتكر الفضاء وان تحبس الكلمة. و اصبح العالم قرية صغيرة بكل معنى الكلمة .

ومع مرور الوقت فقد الاعلام التقليدي ثقتة و تحجر على نفسة اصبح الاعلام الحديث هوالمسيطر على الراي  العام  و ازدادت الهوة اتساعا ولم يستطيع الاعلام التقليدي ان يواجه ثورة الفايس بوك و التويتر و الحراك الشعبي في ميدان التحرير الا با ستخدام جمل يمتطيه ذو اسبقيات متسلح بماسورة لمواجهة العلم الحديث و تكنولوجيا  المعلومات .

هل يا ترى نحن  نتبنى فكر  ثقافة واقعة الجمل ام فكر الاعلام الحديث؟اترك الاجابة للقارئ العزيز شكرا .

Ibrahimpn1@yahoo.com