قراءة أولية للثورة العربية الشعبية الكبرى


الاهتمام العالمي والعربي بالثورة التونسية في البداية والمصرية بعدها يبرز الأهمية الكبيرة لتلك الثورات كبداية لما قد يكون أول ثورة عربية كبرى لا ترتبط بأجندات شخصية أو استعمارية. هذه الثورة تؤكدها الصور والشعارات والأعلام التي تم رفعها من قبل المشاركين في الثورتين المشار إليهما ومن قبل الشعوب العربية الأخرى التي تتفاعل مع تلك الثورات وتتطلع إلى استنساخها لاستكمال ما بدأ يمثل حلم ثورة عربية كبرى تحرر المواطن العربي من قمع وفساد أنظمة لا تملك المشروعية الشعبية ولا تلبي تطلعات الشعوب وتحترم حرياتها وكرامتها .
الثورات الشعبية الحقيقية، كما يمكننا أن نرى في الثورة العربية الحالية، تشترك بالعديد من الجوانب مع الأديان وتحقق منجزات كبيرة قد تبدو كالمعجزات.فأحد جوانب ذلك التشابه يتمثل بتوحيد الشعوب ، فقد شاهدنا التقاء المسلمين والأقباط في ميدان التحرير في القاهرة بشكل لم يكن متوقعا بعد أحداث كنيسة القديسين في الإسكندرية ولربما تكون الثورة المصرية هي العامل الذي جنب المجتمع المصري فتنة لا تحمد عقباها بدت محتملة إلى حد كبير قبل الثورة. وكما رأينا في الأردن بعد انطلاق بوادر الثورة ومنذ مسيرة ذيبان الأولى حيث شهدنا تراجع كبير في مستويات العنف الاجتماعي الذي يعد احد اخطر نتائج الفتنة التي غالبا ما تكون نتيجة سياسات ممنهجة.
احد الجوانب الأخرى للتشابه بين الثورة العربية الكبرى التي نأمل أن لا يتم اغتيالها وبين الأديان يتمثل بعدم ارتباطها بشخص محدد مما سيسهم في ديمومتها وزيادة مساحتها حتى تحقق أهدافها، فحتى لو لجأت الأنظمة التي تقف في طريق الثورة إلى قتل أو سجن أشخاص ناشطين في تلك الثورة في أي من البقاع والدول التي شهدت الثورة أو شهدت بوادرها، فلن ينقلب بقية المشاركين على أعقابهم .
الثورة العربية الكبرى التي أحاول تقديم قراءة أولية لها في هذه الفقرات سيكون لها العديد من الآثار العميقة على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية. فبالإضافة إلى وأد الفتن الطائفية التي أنتجتها سياسات الأنظمة القائمة ، فسوف تؤدي الثورة إلى تحولات في الأنظمة السياسية بحيث يصبح المواطن العربي مصدر الشرعية لها، كبديل للشرعية النضالية المزعومة أو الشرعية القائمة على القبول الدولي من قبل القوى الاستعمارية والصهيونية والشرعية القائمة على توارث الشعوب والبلاد أو القائمة على القمع والترهيب.
الثورة العربية ما زالت في بدايتها ، وبدأت غالبية الشعوب العربية تستعيد أحلامها القومية الكبرى بالإضافة إلى الأحلام والتطلعات الوطنية وعلى المستوى الشخصي والحياة اليومية بما يتضمن استعادة الحريات والاحترام من قبل المواطن العربي ، فكان من أجمل ما شاهدناه بعد تنحي حسني مبارك انطلاق تكبيرات العيد في كافة أرجاء المنطقة العربية في دلالة أخرى على أن ذلك الثورة ليست حدثا محليا مصريا بل إن من المبرر وصفها بأنها الثورة العربية الكبرى الأولى.

kalidhameed@hotmail.com



تعليقات القراء

قارئ
صرنا نستنى تاتفرغ هالمكتوبات او منقولات ونخلص لانه مافي كاتب بالدنيا بكتب هلقد شو هي الكتابة هيك يارجل خذ نفس بعدين مش شايفين غير انشا شو احنا طلاب والاخ معلم ياجراسا خلونا مبسوطين معكو
13-02-2011 07:19 PM
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
والله والنعم
13-02-2011 07:28 PM
معلم
نعتذر
15-02-2011 11:53 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات