أخفق معلم بالتشبيه والوصف فقامت بلد بأكملها بالقصف


بالأمس القريب ، وعندما كان يخطط لطلابه كيف يجعلهم ينهلون العلم بالصورة التعبيرية التي تقرب لهم المعنى ، وهم مازالوا في طور النمو وطور تجميع المفاهيم البسيطة التي ستكون ركيزتهم للانطلاقة المعرفية التدريجية في سنواتهم المقبلة ، أعد نشاط إثرائي يقرب هؤلاء التلاميذ من حرف من حروف لغتهم العربية الأم ، ألا وهو حرف الثاء.
قام بوضع الصور التعبيرية التي تبين الحرف في أول الكلمة وأوسطها وآخرها ، وذهب على عجل لمدرسته وطلابه سعيد بما أعد لهم وبما أنجز ، من ورقة عمل تساعدهم في نهل المعرفة.
من هنا كانت البداية ، لم يكن يعلم أنه أخفق ، ولم يكن يدرك أن هناك من يترصد ، ربما أو على الأكيد بعد هذه الضجة أنه أساء الاختيار ، ولكن إساءة الاختيار هذه ، إن دلت على شيء إنما تدل على نقاء سريرته وداخله ، لأننا حتماً نجزم أنه ليس بيننا من يحب إلقاء نفسه إلى التهلكة ، أطلقت عليها التهلكة ، لأنها فعلاً خلقت الصدى السيء ، وردود الأفعال التي وضعت المعلم المسكين محط أنظار مجتمع بأسره ، وهنا كثرت سكاكين الجمل.
لابد لنا من نظرة منطقية للموضوع ، ومن زاوية المرحلة العمرية لمن يتلقون تعليمهم في مرحلة صورة الحرف في وسط الكلمة وأولها وآخرها ، هل يدرك هذا الطفل ما معنى المثلية والمثليين؟ إن كان ما يزال لا يعرف كتابة الحرف في الحالات السابقة ، فأنى له أن يذهب بتفكيره بعيداً لما وصل إليه البعض من التفكير.
ساسة دخلوا على الخط مروعين الموقف ، وكأنه قصد غرس مفهوم مرفوض ، وآخرون تنمروا على وزارة التربية والتعليم وقاموا بالسب والشتم وتلفظوا بما لا يتقبله عقل.
وهنا خرجت علينا تصريحات من وزارة التربية والتعليم بغرض الإيضاح لمن اتهمها بأنها تدس السم في مناهجنا وتدعو إلى الرذيلة فيها وترسيخ المفاهيم المسيئة للعادات والتقاليد والأديان السماوية.
إلى اي حد وصلنا ، أو أوصلنا صورة ذاك المعلم ، ليخرج وزير التربية والتعليم موضحاً ، أن ما ورد ما هو إلا ورقة عمل قام بها معلم اجتهد على إثراء مادته بما يساعد في إيصال المعلومة من خلال ورقة عمل ، وأن الوزارة ستحقق في أمره.
ربما أخطأ المعلم ، وربما اخطأ البعض ممن ذهب تفكيرهم إلى المفاهيم المغلوطة السيئة المرفوضة في مجتمعنا ، ولكن السؤال لكل ضمير حي ، هل تتوقعون أن هؤلاء الاطفال قد أساؤوا الفهم ؟ هل تتصورون أنهم منذ تلك اللحظة ينادون بالمثلية ؟ أدرك جيداً أن هناك من سيقول هذه الفئة العمرية تحديداً هي الفئة التي تلتقط كل شيء وبسرعة فائقة ، نعم صحيح ولكنهم سيلتقطون هدف معلمهم أثناء شرحه والشرح لن يكون عن المثليين قطعاً.
من هنا علينا ، الرفق بهذا المعلم ، والذي سعى جاهداً لإيصال معلومة ما ، ولكنه ربما أساء في اختيار المثال - السليم والخالي من أي تشوهات قد تطاله من البعض - على ما سيشرح ، وما يريد إيصاله لطلابه.
وفي النهاية وزارة التربية والتعليم وزارة تحترم عقول الأردنيين جميعهم ، كبيرهم وصغيرهم ، ولن ننس أن مناهجنا تدرس خارج الاردن ، وهذا يدل على انتقاء هذه المناهج بعناية فائقة وبدقة علمية متناهية ، ورقابة عظيمة مستمرة ولا متناهية ، مراعية احترام الأديان والمعتقدات والأعراف الاجتماعية ، ولن يؤثر خطأ غير مقصود عليها.
والله من وراء القصد




إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات