جراسا -

هل يعقل ان تتخلى الاندية عن ابرز لاعبيها وهي في امس الحاجة لجهودهم? وكيف تحافظ هذه الاندية على تفوقها وهي تفقد اغلى جواهرها الكروية خاصة وان بعضها سيشارك في استحقاقات قارية مهمة سبق وان سجلت فيها حضورا باهرا?
هذان التساؤلان تم طرحهما من قبل عشاق فريقي الوحدات والفيصلي بعد ان انتقل نجما الوحدات عامر ذيب وحسن عبد الفتاح للعب في الخليج وتحديدا في فريقي الامارات الاماراتي والكويت الكويتي وبعد موافقة الفيصلي على انتقال اللاعب مؤيد ابو كشك الى نادي النصر الكويتي حيث جاء في التساؤل: لماذا يضحي الناديان الكبيران بأبرز لاعبيهما وهما في امس الحاجة لجهودها في الدوري وفي مشاركتهما الاسيوية حيث سيلعب الفريقان في بطولة كأس الاتحاد الاسيوي قريبا.
تساؤل جمهور الفريقين يبدو في محله, فالقطبان تخليا عن لاعبين مهمين في تشكيلتهما وهما في عز التنافس بينهما على الالقاب المحلية وفي ظل استعداداتهما للمشاركة في بطولة كأس الاتحاد الاسيوي التي تعد من البطولات المفضلة لأنديتنا حيث سبق للفيصلي الفوز بلقبها مرتين وشباب الاردن مرة واحدة فيما سجل الوحدات ظهورا مشرفا فيها.
من اجل حفنة دولارات
اشرف وهو مشجع وحداتي عتيق يقول في اتصاله: هل يعقل ان تقوم ادارة النادي بالموافقة على انتقال اهم لاعبي الفريق من اجل حفنة من الدولارات? ولماذا لم تراع الادارة شعور جماهير النادي التي تتعلق بهذين النجمين اللذين ساهما ويساهمان في الارتقاء بمستوى الفريق موضحا انه وكثير من جمهور الاخضر يرفضون صفقة انتقال اللاعبين مهما كانت المبررات التي تسوقها ادارة النادي فليس هناك اهم من ان يظهر الفريق بمستوى مشرف محليا واسيويا.
تساؤلات الجمهور تبدو مشروعة لا سيما جمهور الوحدات الذي لمس اهمية وجود طائريه المهاجمين في الفريق في اولى مبارياته في اياب الدوري ولكن في حقيقة الامر ما الذي يدعو ناديين بحجم الوحدات والفيصلي الى التخلي عن جواهرهما الكروية وهما وسط المنافسة الشرسة على اللقب المحلي?
بالتأكيد السبب واضح للعيان فالضائقة المالية التي تعيشها انديتنا جميعا ومن بينها الوحدات والفيصلي جراء تطبيق الاحتراف جعلت صناديقها تئن خاوية من الاموال رغم الجهود الحثيثة التي بذلتها هذه الاندية لتخطي الازمات المالية التي لاحقتها منذ ان تم تطبيق الاحتراف الا ان جهودها لم تفلح في ايجاد الحلول المناسبة وبالتالي تم اللجوء الى هذا الاجراء للتخفيف من وطأة الديون المستحقة للاعبين على انديتهم وبما ان اخر العلاج الكي فان ناديين بحجم القطبين لم يجدا بدا من التضحية بما لديهما من مواهب كروية من اجل تخفيف وطأة المعاناة المالية, ونحن على ثقة ان ادارتي الناديين لم تكونا لتفكرا ولو للحظات بالتخلي عن لاعبين من طينة ابو كشك وعبد الفتاح والذيب لولا انهما وصلتا حد المعاناة القصوى.
ادارة الوحدات التي انقسمت فيما بينها بخصوص انتقال الثنائي ذيب وعبد الفتاح حيث كان البعض مع القرار فيما كان البعض الاخر مع الاحتفاظ باللاعبين على اعتبار ان وجودهما يضمن للفريق تحقيق نتائج طيبة في البطولة وبالتالي فان العائد المالي من المشاركة سيكون مجزيا ويغطي الكثير من ديون النادي.
ومع ذلك جاءت الموافقة على الانتقال وبررت الادارة موافقتها بحسب مقربين منها برغبتها في تكريم لاعبيها من خلال حصولهم على مبالغ مالية هم في امس الحاجة اليها ولكن الشيء المؤكد ان هذا التعاطف من قبل الادارة لم يكن السبب الرئيسي فالجميع يدرك جيدا ان نادي الوحدات وهو بالمناسبة افضل انديتنا من ناحية الدخل المالي ليس بمنأى عن الضائقة المالية التي تعيشها الاندية وبالتالي فان موافقتها على انتقال اللاعبين تم حتى ينعش النادي صندوقه ويتمكن من الوفاء بالتزاماته نحو بقية اللاعبين.
ولا شك ان ادارة الفيصلي هي الاخرى وافقت على انتقال ابو كشك لذات السبب وان لم تعلن ذلك فالفيصلي العريق يعاني كما تعاني الاندية الاخرى من شح الموارد المالية وليس ادل على ذلك ان قضية النجم قصي ابو عالية ما زالت عالقة بسبب مطالباته المالية التي لا يستطيع النادي الوفاء بها.
الخوف من اسيا
التخوف الذي نقله لنا المشجع الوحداتي على فريقه من المشاركة الاسيوية يبدو منطقيا فافتقاد الوحدات لعامر ذيب وحسن عبد الفتاح في مشاركته المقبلة في بطولة كأس الاتحاد الاسيوي سيكون لها تأثير كبير على اداء الفريق في البطولة, كيف لا والبطولة اخذت منحنى اخر يختلف كليا عن الذي عاشه الناديان اثناء مشاركتهما قبل سنوات فالفرق التي سيلعب معها الفريقان اصبحت من الفرق ذات العيار الثقيل ومرهوبة الجانب ولا بد للفرق التي تواجهها ان تكون جاهزة بنسبة مئة بالمئة وبوجود نجومها الكبار.
يقول اشرف اخاف على فريقي ليس من الخسارة فهذا امر طبيعي ولكني اخشى ان لا يكون فريقي قادرا على مقارعة كبار اسيا في غياب ابرز نجومه ويقع فريسة خسارة قاسية تؤلم الجمهور الذي ما زال بانتظار الفوز بلقب قاري اضافة الى الالقاب المحلية.
وما يقوله عاشق الوحدات ينطبق تماما على الفيصلي, صاحب الصولات والجولات في البطولة الاسيوية فالازرق الحالي ليس في قوة الفريق الذي حقق الالقاب وليس في وضعه الطبيعي ويعاني من فقدانه لابرز نجومه الذين انتقلوا للخارج وفي مقدمتهم حسونة الشيخ ومحمد منير واخيرا مؤيد ابو كشك وبالتالي فان جمهور الفيصلي هو الاخر متخوف من المواجهات الاسيوية التي تعد قوية للغاية وتحتاج الى رص الصفوف بأفضل اللاعبين من اجل الاحتفاظ بالصورة الزاهية التي قدمها الازرق لاسيا في البطولات السابقة.

(العرب اليوم)