حينما تغضب والدتي يا رفاعي .. !!!
زمان واعني حينما كنت طفلا اقسم بأنني ذات يوم كنت طفلا رغم انها كانت طفولة مقتولة ولربما مشوهة عشت في قرية نائية اللعبة الوحيدة التي كنا نلعبها " طابة جرابات محشوة بالقماش " .
أمي لازلت اذكر حكاياتك لي ففي الشهر الأول من ميلادي ارضعتيني وبكيتني من فرحتك لي وفي الشهر الثاني والثالث والعاشر شربت الحليب المبستر ومعها دموعك وفي الشهر الحادي عشر احلتيني إلى الشاي لان حليب قد جف ... ، احلتيني إلى الشاي كعاطل عن العمل في مقهى وبعد عامي الأول آدمنت الخبز المبلول بالشاي واذكر بان عصاك تلاحق جنباني رغم انني لم اكن طفلا مشاكسا ...!!!
أمي الفقر لا يورث آلا فقر وقهر وحزنا ولا زلت اذكر تلك الشجر التي غرستها بجانب " بيت الطين " حيث نسكن وبدموعك ارتوت وكبرت الغطرسة ، ورغم إلحاحي عليك لمعرفة السبب اجبتيني " بكرة " بتكبر وبتعرف يا ولدي .
بالأمس طلبت مني والدتي وهي في حالة غضب بان احتطب الشجرة لتوقد المدفئة... !!!.
والدتي يا سادة غاضبة غضبا شديدا صامتا يصعب عليها الحديث من شدة معاناتها ولكثرة الإلحاح عن سبب ذلك، أجابت كيف لا اغضب وأنا أول من زرع بيده الشجرة ؟ ومن ترابه جبلت ولآجل عطاءه خلقت ؟ لأرى اليوم غرباء عن الديار يقطفون ثمارها وتحت أغصانها يستظلون وأخشى يا ولدي غدا سيأتي حطاب يحتطبها ...!!! .
المهم والدتي لا زالت بحالة غضب ارتسم على وجهها الجنوبي الذي لفحته شمسها وبردها وجفافها – متسائلة ماذا تريد منا الحكومات والبنك الدولي ؟؟!! والدتي يا رفاعي باتت تتحدث بالسياسة ولاقتصاد رغم إنها لا تجيد القراءة والكتابة ... والدتي يا حكومة باتت تعرف البنك الدولي رغم أن قدمها لم تطأ في يوم من الأيام أي من البنوك الأردنية ...!!! .
والدتي يا حكومة تقول بأننا نعيش مفارقات تثير الضحك وتبعث على السخرية ومشهد سريالي يحمل في طياته دعوى مفتوحة للبكاء والنواح لمن يحمل في قلبه ذرة انتماء او نبض حياء ، فأجبتها هذا من اجل الاستثمار والاقتصاد والإصلاح .
فردت ماذا تقول هذا خراب بيوت وللبلاد قبل العباد ؟؟ ولنا كل يوم قائمة أسعار جديدة وفقر وبطالة والحكومة تفتح باب التصدير للبندورة الغذاء الرسمي للشعب الأردني وهناك حالات جوع تستنطق الحجر ، حديث والدتي صحيح لكن ما العمل يا صانعي القرار أليس من وقوف عند هذا الحد بعد أن أصبحت الأرض ومن عليها لغير أهلها الحقيقيين ممن يتعاملون بالدولار على حساب الدينار ؟.
والدتي باتت تتحدث بطريقة ولا اخفي بت أخشى منها تحت مسمى هل تعلم ؟ وأنت تعلم وليعلم من لا يريد أن يعلم ؟؟!!!
أن هناك خلال في موازين العدالة والمساواة بين البشر سببه إنهم في مواقع المسؤولية وثقنا بهم فخذلونا وغدروا بنا ليأكلوا وينهبوا من خزائننا وأوهمونا بمشاريع وهمية أرهقت وأزهقت الموازنة والخزينة وما خفي من " الكمسيون " أعظم ليتركوا بلا حسيب أو رقيب ليتسبب يا ولدي نوعا من الإحباط وتشويه الصورة الحقيقية لترسيخ مفهوم المواطنة ؟؟ .
وهل تعلم بان قانون من أين لك هذا لا يطبق آلا على طالبي المعونة الوطنية وصندوق الزكاة وتكايا توزيع الطعام ؟؟!!
وهل تعلم يا ولدي بأنه من المستحيل على ابن المزارع وابن الجندي أن ينافس على العمل في مواقع الصفوف الأولى من الدولة وان مسمى الدولة والمعالي والعطوفة بات حكرا على البعض ليصبح بالتوريث ؟!! وهل تعلم بان ما يتقاضونه من رواتب ومكافآت ومياومات يتجاوز أضعاف ما يتقاضاه علماء الذرة ونحن نشكو الفقر ؟؟ .
وهل تعلم بان الجميع بلغ منهم القهر والذل من العز مبلغا لا يطاق ؟؟
وهل تعلم يا ولدي بان مصطلح الشفافية التي بات يكررها المسؤولين خاصة عند الحديث عن الفقر والبطالة والغلاء الفاحش بات لا يطاق سماعها بعد أن فقدت معناها الحقيقي ؟؟!!
والدتي تقول لا عزاء للفقراء ويا سوء الخاتمة لكل الفصائل الصامتة طالما بقيت سكاكين " لصوص " النهب مسلطة على رقابنا وأيادي الكبار تعبث في كعكة ثرواتنا وغربان تنعق هنا وهناك وفي الصفوف الأولى جمهور ميال للفتنة ويصفق على الطالعة والنازلة.
واحد يا سادة عليه لم نشرب كأسا ولم نقامر إنهم هم أنفسهم من بيدهم القرار ولكن هؤلاء لديهم مناعة من الدرجة العاشرة ومعدومو الحول والقوة سابقا ولاحقا... نعم مناعتهم لربما تكون " وقحة " لا يتوجعون آلما رغم أنهم يشعرون بقبح واقعهم المشين ... آلا أنهم لا يبالون الآن أدركت ان الإحساس مقتصر على بعض العباد ... إنها الحكومات يا عباد .!!!
وتضيف والدتي بأنها ستفقد ثقتها بمن انتخبت وأقسمت أغلظ الأيمان بأنها لن تلقي بالا بما يحدث بأروقة مجلس الأمة وأروقة الرئاسة... والدتي تقول بان الطريق مسدود مسدود وان جميع جرافات وزارة الأشغال والامانه وبلدية معان لن تستطيع فتحة بعد اليوم ... الم اقل لكم بان والدتي غاضبة وتتحدث بالسياسة ..!!!
عذرا والدتي لا تغضبي فأبناؤك وأحفادك هم اليوم الغاضبون
وهنا تستوقفني مقوله لأحد أطفال الحارة لا خير في المدن التي لا يجد أطفالها طعاما أو مأوى ، لدي صورة اكبر " شوية " ومجهزة للنشر لولا خوفي من ( ..... ) فالعقل وان ابقوا لدينا عقل لكل العقلاء... وأقول للعقلاء فقط .
زمان واعني حينما كنت طفلا اقسم بأنني ذات يوم كنت طفلا رغم انها كانت طفولة مقتولة ولربما مشوهة عشت في قرية نائية اللعبة الوحيدة التي كنا نلعبها " طابة جرابات محشوة بالقماش " .
أمي لازلت اذكر حكاياتك لي ففي الشهر الأول من ميلادي ارضعتيني وبكيتني من فرحتك لي وفي الشهر الثاني والثالث والعاشر شربت الحليب المبستر ومعها دموعك وفي الشهر الحادي عشر احلتيني إلى الشاي لان حليب قد جف ... ، احلتيني إلى الشاي كعاطل عن العمل في مقهى وبعد عامي الأول آدمنت الخبز المبلول بالشاي واذكر بان عصاك تلاحق جنباني رغم انني لم اكن طفلا مشاكسا ...!!!
أمي الفقر لا يورث آلا فقر وقهر وحزنا ولا زلت اذكر تلك الشجر التي غرستها بجانب " بيت الطين " حيث نسكن وبدموعك ارتوت وكبرت الغطرسة ، ورغم إلحاحي عليك لمعرفة السبب اجبتيني " بكرة " بتكبر وبتعرف يا ولدي .
بالأمس طلبت مني والدتي وهي في حالة غضب بان احتطب الشجرة لتوقد المدفئة... !!!.
والدتي يا سادة غاضبة غضبا شديدا صامتا يصعب عليها الحديث من شدة معاناتها ولكثرة الإلحاح عن سبب ذلك، أجابت كيف لا اغضب وأنا أول من زرع بيده الشجرة ؟ ومن ترابه جبلت ولآجل عطاءه خلقت ؟ لأرى اليوم غرباء عن الديار يقطفون ثمارها وتحت أغصانها يستظلون وأخشى يا ولدي غدا سيأتي حطاب يحتطبها ...!!! .
المهم والدتي لا زالت بحالة غضب ارتسم على وجهها الجنوبي الذي لفحته شمسها وبردها وجفافها – متسائلة ماذا تريد منا الحكومات والبنك الدولي ؟؟!! والدتي يا رفاعي باتت تتحدث بالسياسة ولاقتصاد رغم إنها لا تجيد القراءة والكتابة ... والدتي يا حكومة باتت تعرف البنك الدولي رغم أن قدمها لم تطأ في يوم من الأيام أي من البنوك الأردنية ...!!! .
والدتي يا حكومة تقول بأننا نعيش مفارقات تثير الضحك وتبعث على السخرية ومشهد سريالي يحمل في طياته دعوى مفتوحة للبكاء والنواح لمن يحمل في قلبه ذرة انتماء او نبض حياء ، فأجبتها هذا من اجل الاستثمار والاقتصاد والإصلاح .
فردت ماذا تقول هذا خراب بيوت وللبلاد قبل العباد ؟؟ ولنا كل يوم قائمة أسعار جديدة وفقر وبطالة والحكومة تفتح باب التصدير للبندورة الغذاء الرسمي للشعب الأردني وهناك حالات جوع تستنطق الحجر ، حديث والدتي صحيح لكن ما العمل يا صانعي القرار أليس من وقوف عند هذا الحد بعد أن أصبحت الأرض ومن عليها لغير أهلها الحقيقيين ممن يتعاملون بالدولار على حساب الدينار ؟.
والدتي باتت تتحدث بطريقة ولا اخفي بت أخشى منها تحت مسمى هل تعلم ؟ وأنت تعلم وليعلم من لا يريد أن يعلم ؟؟!!!
أن هناك خلال في موازين العدالة والمساواة بين البشر سببه إنهم في مواقع المسؤولية وثقنا بهم فخذلونا وغدروا بنا ليأكلوا وينهبوا من خزائننا وأوهمونا بمشاريع وهمية أرهقت وأزهقت الموازنة والخزينة وما خفي من " الكمسيون " أعظم ليتركوا بلا حسيب أو رقيب ليتسبب يا ولدي نوعا من الإحباط وتشويه الصورة الحقيقية لترسيخ مفهوم المواطنة ؟؟ .
وهل تعلم بان قانون من أين لك هذا لا يطبق آلا على طالبي المعونة الوطنية وصندوق الزكاة وتكايا توزيع الطعام ؟؟!!
وهل تعلم يا ولدي بأنه من المستحيل على ابن المزارع وابن الجندي أن ينافس على العمل في مواقع الصفوف الأولى من الدولة وان مسمى الدولة والمعالي والعطوفة بات حكرا على البعض ليصبح بالتوريث ؟!! وهل تعلم بان ما يتقاضونه من رواتب ومكافآت ومياومات يتجاوز أضعاف ما يتقاضاه علماء الذرة ونحن نشكو الفقر ؟؟ .
وهل تعلم بان الجميع بلغ منهم القهر والذل من العز مبلغا لا يطاق ؟؟
وهل تعلم يا ولدي بان مصطلح الشفافية التي بات يكررها المسؤولين خاصة عند الحديث عن الفقر والبطالة والغلاء الفاحش بات لا يطاق سماعها بعد أن فقدت معناها الحقيقي ؟؟!!
والدتي تقول لا عزاء للفقراء ويا سوء الخاتمة لكل الفصائل الصامتة طالما بقيت سكاكين " لصوص " النهب مسلطة على رقابنا وأيادي الكبار تعبث في كعكة ثرواتنا وغربان تنعق هنا وهناك وفي الصفوف الأولى جمهور ميال للفتنة ويصفق على الطالعة والنازلة.
واحد يا سادة عليه لم نشرب كأسا ولم نقامر إنهم هم أنفسهم من بيدهم القرار ولكن هؤلاء لديهم مناعة من الدرجة العاشرة ومعدومو الحول والقوة سابقا ولاحقا... نعم مناعتهم لربما تكون " وقحة " لا يتوجعون آلما رغم أنهم يشعرون بقبح واقعهم المشين ... آلا أنهم لا يبالون الآن أدركت ان الإحساس مقتصر على بعض العباد ... إنها الحكومات يا عباد .!!!
وتضيف والدتي بأنها ستفقد ثقتها بمن انتخبت وأقسمت أغلظ الأيمان بأنها لن تلقي بالا بما يحدث بأروقة مجلس الأمة وأروقة الرئاسة... والدتي تقول بان الطريق مسدود مسدود وان جميع جرافات وزارة الأشغال والامانه وبلدية معان لن تستطيع فتحة بعد اليوم ... الم اقل لكم بان والدتي غاضبة وتتحدث بالسياسة ..!!!
عذرا والدتي لا تغضبي فأبناؤك وأحفادك هم اليوم الغاضبون
وهنا تستوقفني مقوله لأحد أطفال الحارة لا خير في المدن التي لا يجد أطفالها طعاما أو مأوى ، لدي صورة اكبر " شوية " ومجهزة للنشر لولا خوفي من ( ..... ) فالعقل وان ابقوا لدينا عقل لكل العقلاء... وأقول للعقلاء فقط .
تعليقات القراء
اوجزت فاحسنت الوصف
أحنُّ إلى خبزِ أمّي
وقهوةِ أمّي
ولمسةِ أمّي
وتكبرُ فيَّ الطفولةُ
يوماً على صدرِ يومِ
وأعشقُ عمري لأنّي
إذا متُّ
أخجلُ من دمعِ أمّي
* * *
خذيني، إذا عدتُ يوماً
وشاحاً لهُدبكْ
وغطّي عظامي بعشبٍ
تعمّد من طُهرِ كعبكْ
وشدّي وثاقي..
بخصلةِ شَعر..
بخيطٍ يلوّحُ في ذيلِ ثوبكْ
عساني أصيرُ إلهاً
إلهاً أصير..
إذا ما لمستُ قرارةَ قلبكْ!
* * *
ضعيني، إذا ما رجعتُ
وقوداً بتنّورِ ناركْ
وحبلِ غسيلِ على سطحِ دارِكْ
لأني فقدتُ الوقوفَ
بدونِ صلاةِ نهارِكْ
هرِمتُ، فرُدّي نجومَ الطفولة
حتّى أُشارِكْ
صغارَ العصافيرِ
دربَ الرجوع..
لعشِّ انتظاركْ..
عذرا والدتي لا تغضبي فأبناؤك وأحفادك هم اليوم الغاضبون " ...
والدتك حفظها الله ورعاها لامست الهموم، وتحدثت بألسن الكثيرون .. تحدثت وقالك من لم يستطع النطق به من لهم الألسن ... بوركت وبوركت والدتك وقلمك المبدع
عذراً يا أم يوسف فلسنا كالبنيان المرصوص وأصبحت القلوب كالحجارة أو أشد قسوة ..
يا أم يوسف أما آن للغربان أن تهرب وأن تدع وطني الحبيب يتنفس هواء نقياً!!؟
اتمنا ان تتحفنا امك في موضيع السياسه القادم :-)
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
لقد قراءت مقالك عدة مرات ..لكي افهم ما بين السطور حيث تبين لي انك تخاطب الاردن من اقصى شماله لاقصى جنوبه حيث الرمزيه واضحه في كلمات مقالك كون الام هي المعطاءه كتراب الاردن، فانت انسان وطني تحب الارض والاردن حمى الله الاردن وكثر من امثل كاتبنا المبدع في ظل القيادة الهاشميه.