اردن .. اردن


ما أن إنطلقت صافرة الحكم معلنة نهاية اللقاء الكروي الذي جمع المنتخبين الشقيقين ( الأردني والسعودي ) في نهائيات كأس أمم آسيا حتى سمعت _ والله على ما أقول شهيد _ صوت طفل وهو يصرخ بأعلى صوته .. أردن...اردن ..ويجري مسرعا بالشارع حاملا العلم الأردني وملوحا به وداعيا زملائه الى مشاركته حتى تكونت مسيرة عفوية طفولية صادقة قبل أن أسمع أصوات الألعاب النارية وابواق السيارات التي اخذت تجوب الشوارع والجميع يهتفون ويلوحون بالأعلام الأردنية .

ذرفت عيناي الدموع وانا أقول لنفسي والله ان موقف هذا الطفل ابلغ من كل كتاباتنا وخطاباتنا حول الإنتماء للوطن وتعزيز الحب والعشق له ،هذا هو الإنتماء الفطري الذي غرسته الأمهات بالأطفال ، هذا هو الإنتماء الصادق الذي لا يريد منه الطفل الوصول الى اي غاية ولا تحقيق أي نتيجة ، نعم ايها الأخوة الإنتماء هو كلمة ولكن معناها يحتاج الى مجلدات لشرحه ولا نستطيع حصر طرق التعبير عنه ، ولن أنسى ما حييت صوت المعلق الرياضي السوري ( بوظو ) وهو يصيح بأعلى صوته في إحدى الدورات الرياضية لدول المتوسط وعندما فازت سوريا كيف أن صوته تهدج وعيناه تذرف الدموع الغزيرة وهو يهتف سوريا...سوريا ..كررها مرَات ومرات حتى خفت عليه من حدوث اي عارض صحي له وكيف انني شاهدت بأم عيني عندما كنت في إحدى رحلاتي الى القاهرة كيف أن عددا من الأخوة المصريين العائدين الى بلدهم وما ان حلقت الطائرة فوق القاهرة حتى اتجهوا الى نوافذها وهم يهتفون بأعلى الصوت ..يا حبيبتي يا مصر يا مصر ..بعفوية صادقة وبإنتماء حقيقي ، ولقد شاهدنا جميعا كيف أن جلالة الراحل الخالد الحسين العظيم قد سجد شكرا لله ما ان وطئت قدماه ارض الوطن بعد رحلته العلاجيه ثم قبَل ارض الوطن .

أين هذه المواقف من مواقف المواطنين الذين يدعون الى التنكر لمنجزات الوطن ولأمنة واستقراره ويريدوا ان يشعلوا نار الفتنة فيه وهم يشاهدون ما يحدث في بعض البلدان المجاورة من تخريب للمتلكات العامة واعتداء حتى على الممتلكات الخاصة ، ماذا يريد هؤلاء النفر والى اين يريدون ان يسيروا بهذا الوطن الآمن الوادع ، المستقر الهانىء ، نعم لقد لامست معاناة الشعب الأردني شغاف قلب ابا الحسين فما كان منه الاَ أن أمر بتخفيف المعاناة عن الشعب وأمر بإجراءات فورية لتحسين الأوضاع الإقتصادية والصحية والتعليمية والبيئية واعدا ان الأيام المقبلة ستكون أفضل ولكن بشرط أن يكون العمل متكاملا من الجميع وبما يضمن تجاوز التحديات والمصاعب ، واستجابت الحكومة سريعا وأصدرت بعضا من الإجراءات التي خفَضت الأسعار وساهمت بتخفيف الإحتقان رغم ان الأزمة الإقتصادية عالمية تعاني منها جميع دول العالم وليس الأردن فقط وان الجميع يعلم اننا دولة لا نفطية وان مصادرنا الطبيعية بالكاد تكفي لسد الرمق .

واخيرا اليكم ايها المنتمين للوطن كل التقدير والإجلال والإحترام فالإنتماء لا يكون بساعات الفرج فقط فإذا جاءت ساعات الشدة والضيق تنكرنا لوطننا ودعونا الى التظاهر والمسيرات التي حتما ستؤدي الى المصادمات والمشاجرات والإيذاء للوطن مذكرا الجميع اننا في مركب واحد فإن تركناهم يعملوا ما يريدون هلكنا وهلكوا وان اخذنا على ايديهم نجونا ونجوا والله من وراء القصد وهو راعي المسيرة .

أمين سر اللجنة الوطنية للمتقاعدين العسكريين



تعليقات القراء

سمير مياس
الأنتماء العفوي هو الأنتماء الحقيقي و ليذهب من يريدون الأساءة للوطن الى الجحيم
13-01-2011 10:36 PM
وطنا
عزيزي الكاتب انني اشعر ان في كلماتك انك تحب الوطن حبا مجملا لكنني اقول لك انني احب الوطن مثلك لكنني لا احب حكومتنا التي اشبعتنا و اغرقتنا بوعود مملة وكاذبة لاتحترم رقينا الفكري مما ادى الى خلق مفتعلي الفتن
13-01-2011 10:38 PM
متقاعد عسكري
المسيرات التي تبث الان على التلفزيون الأردني هي ما نريده و ننتظره و هي تعكس مدى وحدتنا و حبنا لوطنا :-D:-D:-D:-D
13-01-2011 10:43 PM
أردوغااااان
أخي الكاتب... تحيتي لك
لــكــن...
أولا: ما قام به ذلك الطفل ليس دليلاً على الانتماء للوطن، بل هو انتماء لكرة القدم، و قارن الأمر حين تكون هناك مباراة بين فريقين محليين.

ثانياً: ما يقوم به أبناء الأردن حالياً هو تعبير عن الحريات العامة و الديمقراطية التي طالما تغنيتم بها، فكيف بك تلومهم اليوم على ممارسة حقهم هذا.

ثالثاً: من يحب الوطن ينزع السهام القاتلة من جسد الوطن،، و يسحب العلَق الذي مصّ دم الشعب و شارك المواطن في قوته و قوت عياله، و ما هذه المسيرات السلمية إلا تعبير بريء عن سخط المواطنين على الحكومة الحالية. و رغبة في رحيلها.

رابعاً: سأذكرك بقول ذلك الأعرابي مخاطباً عمر بن الخطاب رضي اللله عنه حين قال: (( و الله لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناه بحدّ سيوفنا)).

و ها أنت تنكر على أبناء هذا الشعب أن يعبروا عن اعوجاج حكومتهم بمسيرة سلمية.
أتمنى أن تسخّر قلمك و فكرك لينبض بنبض المساكين و الأيتام و الأرامل و المغلوبين عن أمرهم، فلعل الله يجزيك عنهم خير الجزاء.

احترامي و تقديري لك.
14-01-2011 04:13 PM
يزيد السرطاوي
أشكرك أستاذي العزيز حسين المحارمة على مقالتك الرائعة وأتمنى لك التوفيق والنجاح
15-01-2011 03:04 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات