من يخسر عندما يكون الحاقد مسؤولا ؟


سعة الصدر صفة ضرورية لمن يعمل ويخدم في العمل العام ، سيما الحساس منه ، لان اساس السياسة والعمل فيها اختلاف الرؤى وتلاقحها ، وهي لا تفسد للود او للعمل قيمته بل تعطيه قيمة عليا تعزز المصداقية في وجدان الشعب وذاكرته ، لتكون النتيجة تعزيز منعة النظام السياسي وصلابته.
وهنا نتحدث عن صنفين من المسؤولين ؛ الاول متواضع دمث في خلقه ياسرك لنفسه وعمله ولمن يمثل ، والثاني متكبر حاقد ينفرك ويبعدك عن ذاته وعن النظام الذي يمثله .
دماثة الخلق وصفاء السريرة مغروسة في النفس السوية ، تجعلك اسير من تتعامل معه ، ولا غرابة في ذلك فالانسان بطبعه اسير الاحسان حتى قيل انه عبد الاحسان ..
والحقد وسوء الطوية طبع ملازم لمن يحمله لا ينفك عنه منذ ان تكونت شخصيته الى ان يصبح مسؤولا في موقع ما ، فتقع الطامة بحجم تلك المسؤولية ، وهو ينم عن شخصية ضعيفة مهزوزة ، تبعد النفس عن تقبلها ، حتى ولو تظاهر الحاقد بالهدوء والتدين والبساطة احيانا فهي اسلحة قد تكون ضرورية لممارسة عمله، فهو يصعب عليه المواجهة للمقابل ، فيلجأ الى تخزين المواقف مع من تعامل معهم من اقربائه او زملائه ، ليمارس الحقد عليهم عندما تحين فرصته ، عبر تصفية الحسابات باسلوب الخبث اوالتحتية اوعن طريق تحريض الاخرين على من يحقد عليه..
الامر قد يكون مستوعبا او من السهل احتوائه حين يكون الحاقد شخصا عاديا او مواطنا كبقية الاخرين ، فيصبح القرب اوالبعد منه بحجم خبث مواقفه وحجم الاساءة فيها ..
ولكن المصيبة الكبرى عندما يكون هذا الحاقد في موقع المسؤولية ، يتحمل مسؤولية عامة ، يفترض ان يقدم من خلالها خدمة للدولة او النظام السياسي ، سيما اذا كانت مسؤوليته بمستوى استخلاص النتائج والتوصيات في الصفوف الثانية او الثالثة في مؤسسة ما ، لان هذه المواقع بيدها حبك الوقائع وتنظيمها وخلاصة النتائج والتوصية للمدير او المسؤول الاكبر ، حيث يلجأ الى ممارسة حقده وتصفية حساباته بطريقة لا يدركها من يمارس عليه الحقد ، فتظهر النتائج على ايدي الاخرين ويكون هو (أي الحاقد) يقطف ثمار حقده وهو في موقع المتفرج الذي يتلذذ على ما اقترفته يداه ، ولكن السؤال الكبير على حساب من يصفي هذا الحاقد المسؤول عنفوانه نفسيته المدمرة ؟!
نعم على حساب الدولة والنظام السياسي الذي يفترض انه يسعى لخدمته ، وذلك عندما يستقطب العداوات للنظام وعندما يزيد بل ويوسع من حجم المعارضة له، من خلال استغلال صلاحيات وظيفته ليصفي حسابه على من يحقد عليهم من اقربائه او زملائه السابقين او جيرته وابناء حيه او..
خلاف الراي يثري المسيرة ، ويراقب الاداء للدولة، ويشكل متنفسا سياسيا تنصهر فيه الرؤى، لتشكل بوتقة تخدم النظام السياسي نفسه، وتحافظ عليه من خلال برامج الاصلاح التي تقدم، وتجري مناقشتها واقرارها حسب القناعات بها .
ولكن المسؤول الحاقد على ذلك القريب او الناشط يهمل ذلك كله ويبحث عن كلمة او عبارة او موقف او نشاط ، ليجعل من الحبة قبة ، تأويلا وتسطيحا وامعانا فيما يضمر في نفسه من اساءة وحقد، وليخسر من يخسر حتى ولو كانت الدولة او النظام السياسي الذي يخدمه ، ما دامت اسارير الحاقد تنفرج ويرتاح بها صدره ، لينتقل الى جولة اخرى ومع من هذه المرة ؟!
ولكن الخسارة تبقى وتتراكم على النظام نفسه دون ان يدركها احد ؟!


drmjumian@yahoo.com



تعليقات القراء

منور البخيت - ابوعلي
اشكرك جدا استاذنا الكريم الدكتور محمد جميعان على هذا الطرح الذي يصور الحقيقة كماهي وكا يحدث في الكثير من مؤسساتنا الرسمية وحتى الخاصة ولقد مررت بتجربة مريرة تتفق مع ماذكرت تماما وحينما قرات مقالتك شعرت بأنها تحاكيني من قريب لكون المسؤول المباشر عني كان حاقدا وكان يتلبس بلبوس التدين والورع ويبطن مالا يظهر وقد تأكد لي ذلك حينما قرأت ما كان يكتب من تقارير ومن مذكراته الخاصة التي تركها سهوا في ادراج مكتبه حينما كان مسؤولا كبيرا. لك خالص التحية والتقدير . منور البخيت - ابو علي
09-01-2011 10:15 PM
ابو سائد
اسعدني هذا المقال يا دكتور على الجرح فكم منا من عانا من وجود حاقد عليه في سدة المسؤولية فهو الاقرب للمسؤول وهو الاقدر على نقل الزيف والاكاذيب اعانك الله يا دكتور ولا تحرمنا من مزيد كتاباتك الفكرية والسياسية..
09-01-2011 10:17 PM
المنفلوطي
ابدعت واحسنت واوصلت الرسالة بايجاز
10-01-2011 09:15 AM
على الخوالده
والله يا استاذ منور هاي احدى مصائبنا عندما يعتلي احدنا المسؤولية ببلش يصفي حساباته ويمارس حقد والله مقال الدكتور على الجرح والمشكلة انهم يلجاوؤن الى التحريض
10-01-2011 11:40 AM
أحد الضحايا القليلة
لقد وصفت الحالة وكأنك تعيش مرارتها. لقد قام أحد المسؤولين الحاقدين في التسعينيات بتصفية نخبة مميزة جدا من المهندسين الخبراء في أنظمة الاتصالات |هيئة الاتصالات الذين خسرت الدولة على تعليمهم وتأهيلهم وتدريبهم في الخارج ملايين الدولارات ولأنهم لا يتناسبوا مع رغبات ومصالح ذلك المسؤول فقد تمكن من تصفيتهم فكانت الدولة الخاسر الاكبر بعد عائلاتهم وهناك العديد العديد حدث ولا حرج.
10-01-2011 12:01 PM
الكاتب
اشكركم على التعليقات كلا باسمه الذي اختاره واخص عزيزنا الاستاذ المبجل ابو علي البخيت الذي دائما ما يثرينا بعظم تجربته وسعة افقه وقدرته في التعبير وعمق احساسه الوطني الذي يثير فينا رفعة الهمة ويحفزنا نحو الامام . دمتم وبوركتم
10-01-2011 08:15 PM
عجلوني صريح قح
سيدي الكاتب : شكرا لك فهذا مقال رائع وواقعي جدا . وقد اختبرنا وجربنا وعانينا قبل سنة في مديرية تربية عجلون من مدير تربية حاقدا واناني وسادي ومصلحجي ومتلون ومتفرعن ومدعوم من امين عام سابق واخر حالي لوزارة ، ولا يخاف الله ويقدم مصالحه الخاصة التافهة على مصالح الاخرين وعاث في مديرية تربية عجلون فسادا ودمرها واعادها الى الظلام لانه وصل الى هذا المنصب بالواسطة والمحسوبية والنفاق وبطرق ملتوية وخادعة رغم انه كان معلم اقل من ضعيف وامضى 11 سنة يتكسب خارج الوطن ولا زال موظفي مديرية تربية عجلون يعانون الامرين مما احدثه المذكور على الرغم من نقله وبسرعة الربق الى مديرية تربية اخرى ، لقد هدد امننا الوظيفي وعطل حركة الانتاج والابداع في مديرية تربية عجلون . ونشكر هذا الموقع الكريم على نشرهذا المقال. والحمد لله على .......
10-01-2011 10:22 PM
عجلوني صريح قح
سيدي الكاتب : شكرا لك فهذا مقال رائع وواقعي جدا . وقد اختبرنا وجربنا وعانينا قبل سنة في مديرية تربية عجلون من مدير تربية حاقدا واناني وسادي ومصلحجي ومتلون ومتفرعن ومدعوم من امين عام سابق واخر حالي لوزارة التربية ، ولا يخاف الله ويقدم مصالحه الخاصة التافهة على مصالح الاخرين وعاث في مديرية تربية عجلون فسادا ودمرها واعادها الى الظلام لانه وصل الى هذا المنصب بالواسطة والمحسوبية والنفاق وبطرق ملتوية وخادعة رغم انه كان معلم اقل من ضعيف وامضى 11 سنة يتكسب خارج الوطن ولا زال موظفي مديرية تربية عجلون يعانون الامرين مما احدثه المذكور على الرغم من نقله وبسرعة الربق الى مديرية تربية اخرى ، لقد هدد امننا الوظيفي وعطل حركة الانتاج والابداع في مديرية تربية عجلون . ونشكر هذا الموقع الكريم على نشرهذا المقال. والحمد لله على .......
10-01-2011 10:26 PM
عجلوني صريح قح
سيدي الكاتب : شكرا لك فهذا مقال رائع وواقعي جدا . وقد اختبرنا وجربنا وعانينا قبل سنة في مديرية تربية عجلون من مدير تربية حاقدا واناني وسادي ومصلحجي ومتلون ومتفرعن ومدعوم من امين عام سابق واخر حالي لوزارة التربية ، ولا يخاف الله ويقدم مصالحه الخاصة التافهة على مصالح الاخرين وعاث في مديرية تربية عجلون فسادا ودمرها واعادها الى الظلام لانه وصل الى هذا المنصب بالواسطة والمحسوبية والنفاق وبطرق ملتوية وخادعة رغم انه كان معلم اقل من ضعيف وامضى 11 سنة يتكسب خارج الوطن ولا زال موظفي مديرية تربية عجلون يعانون الامرين مما احدثه المذكور على الرغم من نقله وبسرعة الربق الى مديرية تربية اخرى ، لقد هدد امننا الوظيفي وعطل حركة الانتاج والابداع في مديرية تربية عجلون . ونشكر هذا الموقع الكريم على نشرهذا المقال. والحمد لله على .......
10-01-2011 10:31 PM
د محمد العتوم
واصل جهدك ونشاطك وتوكل على الله اولا واخير وقد سبق ان قال الشاعر العربي بذلك ولا احمل الحقد القديم عليهم. وليس سيد القوم من يحمل الحقد. فالوطن وهمومه اكبر من الجميع مثلما ان خدمته هي واجب الجميع ولعل الرسلة وصلت صحيحة وسليمة؟؟!!؟؟
11-01-2011 12:04 AM
صح
بسبب الغلاء وزير التجارة: الرز ارتفع بسبب أكل المنسف المفروض الشعب يترك المنسف ويأكل الدقيق 2010: وزير التموين: الدقيق غير متوفر بالأسواق بسبب إقبال الناس عليه، المفروض الشعب يترك الدقيق,ويأكل تبن 2011: وزير الزراعة: الألبان ارتفعت بسبب ارتفاع سعر الأعلاف لأن الناس صارت تأكل تبن، المفروض الشعب يأكل تراب 2012: وزيرالبلديات: العقارات ارتفعت بسبب إقبال الناس على شراء الأراضي عشان يأكلون ترابها، المفروض الشعب ما يأكل تراب، يأكل (..) 2020: ووزير البيئة: أخيرا استطعنا السيطرة على مشاكل الصرف الصحي
11-01-2011 12:20 AM
منور البخيت - ابو علي
اشكرك استاذنا الكبير الدكتور محمد جميعان على اطرائك اللطيف فانت دائما تطرح المفيد من المواضيع والتحليلات وتتحفنا بجديدك فكلنا وعلى اختلاف مشاربنا جنود مخلصون ومنتمون لهذا الوطن وترابه الغالي الطهور اردنيو الانتماء هاشميو الولاء ودمتم وبارك الله فيكم . منور البخيت - ابو علي
11-01-2011 10:00 AM
منور البخيت - ابو علي
اشكرك استاذنا الكبير الدكتور محمد جميعان على اطرائك اللطيف فانت دائما تطرح المفيد من المواضيع والتحليلات وتتحفنا بجديدك فكلنا وعلى اختلاف مشاربنا جنود مخلصون ومنتمون لهذا الوطن وترابه الغالي الطهور اردنيو الانتماء هاشميو الولاء ودمتم وبارك الله فيكم . منور البخيت - ابو علي
11-01-2011 10:00 AM
قطز
د جميعان هل ينطبق هذا على شلة الصحجة ومديرهم ؟ وهل ينطبق علينا مضمون الاية "كلما دخلت امةٌ لعنت اختها " ؟
11-01-2011 02:16 PM
بالله عليك تحكم عقلك يا من تتحدث عن الحراثين
مسكين يا سمير..... قدرك ان تتولى منصبك هذا في بلد يشكو اهله من الجوع قدرك ان تكون في بلد به نصف مليون عامل مصري و نصف مليون خادم و خادمه اي ما يوازي 25% من عدد سكانه و بعباره اخرى 40% من الايدي العامله ..... و يشكون من الفقر و قلة الوظائف..... عجبي
من هكذا شعب..... باختصار نحن شعب لا نريد ان نعمل و ان عملنا لا نريد ان ننتج و بالنهايه الذنب ذنب الحكومه.... و لا بلاش يمكن نخاف من ان نلوم الحكومه .... خلي الذنب على الفلسطيني لانه الحلقه الاضعف..... يا اخي و بكل بساطه احنا شعب بدنا نقبض مصاري بدون ما نشتغل و بدنا نركب سيارات معبئه بالبنزين على حساب الدوله و بدنا نغسل سياراتنا كل يوم و نشبح فيها لاننا دوله ألمياه فيها فائضه و بدنا انقاسم الحكومه دخل الدوله لاننا من هذه العشيره او ذاك بصراحه بس بدنا فلوس و مناسف و بالليل نوادي ليليه عشان نرضي غرورنا و نتوج شيوخ و مشايخ هناك ... و بالنهايه بدنا نلعن أب..... الفلسطيني و الشركسي و الشامي و الشيشاني لانهم نهبو ثروات بلادنا من البترول و الصناعات الثقيله و الخفيفه و محاصييلنا الزراعيه ....الخ.
بصراحه احنا شعب مش فاضي للانتاج بس بدنا مشالح و سيارات و يا دوب نفضى لتحيات بعضنا البعض ابن الشمال و ابن الجنوب و هلا عمي .. و اخيرا يا سيد سمير و بصراحه انت مش من عشيره و لو لبستنا الذهب و الماس مش نازل من بلعومنا و لا نعتقد باننا نتطاول عليك مع انك حاصل على ثقة البرلمان و مجلس النواب و الاهم من ذلك ثقة سيد البلاد.
نحن شعب لا نخجل من انفسنا و نعيب الزمان و العيب فينا و نحن شعب نريد العيش بهذا القرن و نريد ان تتعبد شوارعنا و ان تنار بالكهرباء بدون ان نندفع ثمن ذللك... نحن شعب الله المختالر و ليس اليهود نحن الاردنيين الشهامه يجب على الجميع ان يعرف ذللك فنحن من اخترع الماء الساخن و نحن الاشاوس و بالنهايه نحن الفرفور ذو الذنب المغفور.
نحن شعب نسوق سياراتنا من عمان الى كازينو بيروت مغمضي الاعين و نحن شعب نعتبر ان من قال ( من جد وجد) هو عدونا الاول و مدسوس علينا و همه السلبطه على وطننا فالاردن للاردنيين و نحن شعب مستاء من اقفال فرع جامعة الخرطوم لانه الوسيله الوحيده التي كانت متوفره لنا للحصول على لقب الدكتوراه بدون تعب لتعزيز وجاهتنا.و نحن شعب نؤمن اننا اذا اتممنا عملنا الوظيفي فقد حملنا الله رب العزه و الجلاله جميله يجب ان يردها لنا بالثراء أو الجنه.
نحن شعب نعتبر ان اطفره في عالم الاتصالات و التي اتاحت لنا تركيب الهاتف بايام بدل ان كنا ننتظر سنوات كان يجب ان لا تكلفنا شيء يعني ببلالش لسواد عيوننا و نحن نؤمن باننا شعب الله المختار و اننا ننتمي لدوله غنيه و غنيه جدا بمواردها التي لا تعد و لا تحصى و بالتالي غير مطلوب منا ان نكون منتجين و كفا العالم ان نكون اردنيين فهذه منه من الله عليهم.
و بالنهايه يا سيادة رئيس الوزراء نحن شعب شجاع و شجاع جدا لالننا لا ندق بالحصان بل بالبردعه.
نحن شعب نسينا ان المغفور له الحسين جاب العالم باسره لياتي بالمنح و المساعدات لرفع شأن بلدنا و تامين قوة عيشنا و نحن شعب نعي او لا نعي بان سيد البلاد يجوب العالم باسره لرفعة شان
بلادنا و النهوض به رغم شح الموارد و ظلم ذوي القربى .
أصحو يا شعب الاردن وواجهوا الواقع و لو كان مرا... و لا يغير الله بقوم ما لم يغيروا ما بانفسهم
عصرنا هذا عصر العمل و الجد و الانتاج و ما لم نكن شعب منتج عامل صادق في معاملته متفاني باداء واجبه و محسن في اداء عمله لن يكون لنا مستقبل.
االانتماء للاردن ليس بالاقوال بل بالافعال فلنكن سندا للاردن و مليكه المفدى بعملنا و جهدنا و التففنا على بعضنا و للنظر للدول المجاوره لنا و التي هي اغنى منا بمواردها لنعرف الخيرالذي نعيش به و لو كنا نتمنى اكثر من ذللك..... و ما طلب العلى بالتمني و لكن تؤتى الدنبا غلابا
11-01-2011 02:42 PM
ما كتبه خبير الادارة د .واصل المومني قبل سنة يتوافق 100% مع هذا المقال الرائع
كتابات د. واصل المومني الخبير الاداري التربوي تتطابق مع هذا المقال

المتلونون، وقدرتهم على التلون
نحن نعرف أن الانتماء الحقيقي لهذا الوطن هو بذلٌ وعطاءٌ وصدقٌ وانتماء، ومنطلقاته التجرد من التصرفات الرخيصة والقيم الهابطة والسلوك المنحرف، لأن من أعلى مراتب الانتماء البذل الذي يصل إلى درجة الفداء والتضحية، والمنفعة فيه لا تعيق العمل الجاد، ولا تحرف السلوك، لأن المبدأ هو الأساس، وصاحب المبدأ لا تهزه الزوابع، ولا تغريه المراكز.
وعندما تختلط الأوراق وتهبط القيم يستطيع المنافقون أصاحب الألسنة المراوغة، والحركات التمثيلية، القدرة على تلوين الوجه والجلد أن يخدعوا الناس بألسنتهم ويوهموا الآخرين بسلوكهم والانبهار بهم، فتارة يتلونون بالدين، وتارة بالوطنية، وأخرى بالانتماء والإخلاص، فإذا كان الوضع يتطلب منهم البكاء يبكون، أو التودد يتوددون، أو الهدايا يرسلون، أو العنصرية يتعنصرون، أو الكذب يكذبون أو النميمة ينمّون، فهم يعتبرون اللصوصية دهاء والخدعة لباقة والكذب ذكاء، وأكل حقوق العباد مرجله، والخنوع والتذلل مصلحة.
نحن نعيش هذه الأيام مع من تحركهم المصلحة، وتوجههم المنافع ويحكمهم حب الذات والمادة، لديهم القدرة على التلون كالحرباء، يتقنون مهارة الثعلبة، ومقدرة القردة على التمثيل، ذئاب الأخلاق، ضباع الطباع، يميلون مع الريح حيث مالت، يهتفون ويصفقون للمنتصر، ليس لهم ذمم تحدد معالم هويتهم، أينما وجدوا الفرصة التي تحقق لهم أهواءهم ومصالحهم لبسوا ثوبها، وأظهروا الإخلاص لها همهم الوحيد الوصول.
يغتنمون الفرصة ليسرقوا قوت الآخرين، ويتسللوا إلى أهدافهم عن طريق التلون، يبيعون أخلاقهم بمصالحهم ومنافعهم، ويأبى الطبع اللئيم أن يفارق سلوكهم، وتظهر علامات الحقد على جلودهم وجوارحهم، التلون همهم الذي أعمى قلوبهم وأبصارهم.
ما أسوأ الأيام التي نعيش غاب عنا من لديهم القدرة على اكتشاف المتلونين، فقد استطاع المتلونون الممثلون أن يصلوا إلى مواقع كثيرة وحساسة، وأن يتسللوا إلى ثغورٍ خطرة وينمون ويتكاثرون ويُفرّخون في جميع المؤسسات والميادين حتى فسدت أجهزة عديدة بفضل عبثهم وتلونهم، وأفسدوا كل الجهود التي بذلت لتكوين مستقبل أفضل لهذه الأمة.
الوطن يحتاج منا في هذه المرحلة الولاء والانتماء والحذر كل الحذر من الذين يجيدون لعبة التلون على أغصان المصلحة ، والمنفعة، وحتى في الملابس البراقة، والكلمات المعسولة، ودموع التماسيح، والابتسامة الصفراء.
فأصحاب الولاء الصادق، والانتماء الصحيح لا يحبذون صناعة العبارات الكاذبة، ولا يجيدون التمثيل، همهم إظهار الحق والعدل والعمل الجاد، وتغيير الوضع الذي نعيش؛ لأنه أثقل المخلصون في هذه الأمة، ولا يملكون إلا الكلمة الموجعة على ألسنتهم، أو الاحتجاج على هؤلاء الممثلين، فإذا ما نام الناطور عن الثعالب وهي تقطف ثمار العنب؛ فلا بدّ للناطور من أن يصحو?Z يوماً.
حمى الله هذا الوطن العزيز من أذاهم، وشرورهم، وهيأ لولاة أمورنا القدرة على تقييم الرجال، ليبقى الأردن عزيزاً قوياً عصياً منيعاً.




الإدارة: بين الغربة والاغتراب
لا شك أننا نعيش في هذه الأيام أوقاتاً غير عادية في حقل الإدارة التربوية، إذ يشعر المرء بأننا وصلنا من نقطة تاريخية نحو الأسوأ، فعندما نجتاز حاجز الزمن ونلتقي مع الحقيقة وجهاً لوجه يبرز لنا معدن النقائض الإنسانية من كذب وغلٍ وحقدٍ ونرجسية، ويبدو أن الإنسان مهما حاول أن يغطي حقيقته بشتى الأغلفة والمظاهر الكاذبة فإنه في أعماقه يعرف كل شيء...، فالجبان مهزوم في أعماقه مهما حاول أن يخفي، والوصولي كذلك يكشفه سلوكه، وفي السنوات القليلة القادمة سنشهد الألم الذي سنتلمسه نتيجة الجراثيم التي م?Zصُلت بها أقنية الشخصنة، والمغالطة، والتشكيك، والعجز في اتخاذ القرارات، التي تسللت إلى أنسجة التفكير الواعي والإبداعي فلاثت وخربت القلوب والعقول، مما انعكس سلباً على المخرجات التعليمية برمتها، والحقيقة تؤكد أن هؤلاء هم مظهر المشكلة لأنهم أفرزوا هذه المرحلة بكل فقرها، وتناقضها، وعيوبها، وسلبياتها، ومهازلها.
إن عجز هذه الإدارات أو ما يُسمّون (بسماسرة التربية) عن الانسجام مع الواقع التربوي، واستيعاب مراحل التطوير التربوي، وحسن التصرف في اتخاذ القرارات، وطريقة التعامل مع التابعين، وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، أحدث هوة عميقة من عدم الثقة بين كوادر مديريات التربية والميدان؛ مما ولّد التشكيك والتناحر، والتباغض والرفض بين العاملين، فضلاً عن محاربة المبدعين، والمتفوقين، والمخلصين لهذا الوطن العزيز ولقيادته، وتبديد جهودهم حسداً من عند أنفسهم، وإيصال المفسدين الذين يلجأون إلى الرشوة، وتبادل المنفعة عن طريق ما يسمونه بالتوريث في المراكز، الذي أصبح يتردد في بعض المديريات بصرف النظر عن المسلكيات الوظيفية، مما جعل كل فرد من العاملين يصل إلى مرحلة انعدام الثقة في هذه الإدارات، وتدنٍ في الأداء.
إن تدني الأخلاقيات بصفة عامة ، والانحراف القيمي المترجم بسلوكات منحرفة، وغياب الأمانة العلمية، والالتزام الأخلاقي، وانتشار التمييز والمحاباة، والنفاق، كل هذا ساعد على انتشار الفساد، وخير دليل على ذلك تعيين بعض المتنفذين، ومن تربطهم علاقات مع بعض المستفيدين للدفاع عن قراراتهم، وتعيينهم على حساب من هم أحق منهم وأجدر، فالقرار غير الرشيد يؤدي إلى السقوط الأخلاقي، وفقدان السلطة القيمية، وبالتالي إضعاف فاعلية النظام التربوي بأكمله، فالمشكلة مشكلة (أخلاق) فالمبادئ التي تأتي من خارج كيان الإنسان تفتح الباب على مصراعيه لحدوث التناقض المحزن بين ما تنادي به وما تفعله، فإذا ما اتخذ المدير قراراً فاسداً، فإن جميع العاملين يلاحظونه ويدركونه، مع أن القرار والصلاحيات بيد المدير لكنّه لم يتنبه إلى السقوط الأخلاقي، وبالتالي ينعكس بشكلٍ سلبي على العاملين، ويؤدي إلى عدم الطاعة، والاحترام المتبادل بينهم وبين المدير.
لقد نظر أفلاطون إلى التربية على أنها كيان عضوي متكامل يستند في قيامه وبقائه على التربية... فالرجل العادل الذي يبذل ما في وسعه ليعطي الدولة قدر ما يأخذ منها، لا أن يستغل موقعه ومنصبه ليأخذ كل شيء فلا يبقي ولا يذر، فإذا اختل العدل يبدأ الفساد ينتشر، وإن فساد النظم التربوية يقود إلى فساد النظم السياسية، لهذا أولت الولايات المتحدة الأمريكية واليابان التربية اهتماماً كبيراً، ففي عهد ريقان(1983) جاء تقرير اللجنة الوطنية المكلفة بدراسة التفوق والسبق في التعليم " امة معرضة للخطر" حول حتمية إصلاح التعليم في أمريكيا، فركزوا على القيادة الإدارية التي تمتلك فن التأثير بالتابعين، والتوازن بين بعدي العلاقات الإنسانية والإنتاج، واحترام قيمة الفرد، وتبني الموهوبين والمبدعين وتحفيزهم، فالمشكلة هي قضية امة تود أن تأخذ مكانتها في عالم شديد التنافس، ليس لديها من أداة لتحقيق ذلك إلا التربية، وأن التاريخ لا يرحم، ونتيجة لهذا الإصلاح تفوقت الولايات المتحدة الأمريكية على العالم سنة(1991).
وفي اليابان في عهد ( طوكو جاوا) تم التركيز على الطابع الأخلاقي في التربية – العدل- وحب الخير للآخرين- وحسن المعاملة- والأمانة والشرف- وتكامل الشخصية على اعتبار أن التعليم خدمة وطنية عامة، وواجبٌ قوميٌ مقدسٌ يتجاوز الفردية والفئوية، ويجسد عامل التوحيد الأهم لعقل الأمة وضميرها، لأن المستقبل البشري لا يحتمل تكرار الأخطاء.
ومن اللافت للانتباه أن المنظومة الفاسدة تضم عدداً من الأفراد داخل المؤسسة التربوية لغايات المنفعة الشخصية، وتخطط لفترة طويلة من الزمن بغرض الديمومة والبقاء للشلة، ففي بعض مديريات التربية والتعليم، تستأثر الشلة بالقرارات منذ التسعينيات من القرن المنصرم، ومن المؤسف أيضاً أن الإدارة العليا منذ زمن بعيد لا تمتلك معلومات كافية عن المفسدين، أو ضعف التواصل مع العاملين في الميدان، والاستماع إلى همومهم، والاكتفاء بالمعلومات الواردة إليهم من الإدارة الوسطى التي تتمترس حول العقاب، والتهديد، والوعيد، وقمع المعارضين لها، وعدم اكتراثهم بسبب خروجهم من طائلة المتابعة القانونية، والتساهل مع قراراتهم، أو الالتفاف عليها، وتركها مطلقة اليد تصنع ما يحلو لها، وتبيع نفسها لمن يدفع أكثر دون أي رقيب أو حسيب، فتحولت هذه الفئة إلى بؤر تضليل، لتتمكن من الاستمرار والبقاء.
ومن المطمئن وما نتلمسه من خلال حديث معالي وزير التربية والتعليم أنه وضع يده على جميع الاختلالات وبمنتهى الدقة والموضوعية والشفافية وبفترة زمنية قصيرة، وتحدث عن ذلك في الصحف الرسمية والتلفاز ونأمل معاليه إصلاح ما فسد وترميم ما هدم، فالتربية وكما قال: بحاجة ماسة إلى"التغيير والتجديد" وكل الأردنيين يُحيّون هذا التوجه الجريء والبناء لخدمة أبناء الوطن.
أعلم يقيناً أن الصدق مع الناس الذين لم يتعودوه أمر من الصعاب، لكنني تعلمت أن الساكت عن الخطأ مثل فاعله ، فلا بدّ من صيحة موجعةٍ تعيدهم إلى روعهم ورشدهم، لأن النظرة القاصرة والتحرك الأعرج والفهم المغلوط والغرور والأنانية القاتلة تعتريهم، وتسيطر على عقولهم.
وعلى أية حال، ينبغي دوماً أن نشد على أيدي العاملين والمعلمين المخلصين خدمة لهذا الوطن الحبيب تحت قيادته الهاشمية الواعية؛ لنبدأ معركة الحق ونطوي ظلمة الليل الذي نأخذ بأثقاله علينا منذ زمنٍ بعيد.


11-01-2011 07:27 PM
ما كتبه خبير الادارة د .واصل المومني قبل سنة يتوافق 100% مع هذا المقال الرائع
كتابات د. واصل المومني الخبير الاداري التربوي تتطابق مع هذا المقال

المتلونون، وقدرتهم على التلون
نحن نعرف أن الانتماء الحقيقي لهذا الوطن هو بذلٌ وعطاءٌ وصدقٌ وانتماء، ومنطلقاته التجرد من التصرفات الرخيصة والقيم الهابطة والسلوك المنحرف، لأن من أعلى مراتب الانتماء البذل الذي يصل إلى درجة الفداء والتضحية، والمنفعة فيه لا تعيق العمل الجاد، ولا تحرف السلوك، لأن المبدأ هو الأساس، وصاحب المبدأ لا تهزه الزوابع، ولا تغريه المراكز.
وعندما تختلط الأوراق وتهبط القيم يستطيع المنافقون أصاحب الألسنة المراوغة، والحركات التمثيلية، القدرة على تلوين الوجه والجلد أن يخدعوا الناس بألسنتهم ويوهموا الآخرين بسلوكهم والانبهار بهم، فتارة يتلونون بالدين، وتارة بالوطنية، وأخرى بالانتماء والإخلاص، فإذا كان الوضع يتطلب منهم البكاء يبكون، أو التودد يتوددون، أو الهدايا يرسلون، أو العنصرية يتعنصرون، أو الكذب يكذبون أو النميمة ينمّون، فهم يعتبرون اللصوصية دهاء والخدعة لباقة والكذب ذكاء، وأكل حقوق العباد مرجله، والخنوع والتذلل مصلحة.
نحن نعيش هذه الأيام مع من تحركهم المصلحة، وتوجههم المنافع ويحكمهم حب الذات والمادة، لديهم القدرة على التلون كالحرباء، يتقنون مهارة الثعلبة، ومقدرة القردة على التمثيل، ذئاب الأخلاق، ضباع الطباع، يميلون مع الريح حيث مالت، يهتفون ويصفقون للمنتصر، ليس لهم ذمم تحدد معالم هويتهم، أينما وجدوا الفرصة التي تحقق لهم أهواءهم ومصالحهم لبسوا ثوبها، وأظهروا الإخلاص لها همهم الوحيد الوصول.
يغتنمون الفرصة ليسرقوا قوت الآخرين، ويتسللوا إلى أهدافهم عن طريق التلون، يبيعون أخلاقهم بمصالحهم ومنافعهم، ويأبى الطبع اللئيم أن يفارق سلوكهم، وتظهر علامات الحقد على جلودهم وجوارحهم، التلون همهم الذي أعمى قلوبهم وأبصارهم.
ما أسوأ الأيام التي نعيش غاب عنا من لديهم القدرة على اكتشاف المتلونين، فقد استطاع المتلونون الممثلون أن يصلوا إلى مواقع كثيرة وحساسة، وأن يتسللوا إلى ثغورٍ خطرة وينمون ويتكاثرون ويُفرّخون في جميع المؤسسات والميادين حتى فسدت أجهزة عديدة بفضل عبثهم وتلونهم، وأفسدوا كل الجهود التي بذلت لتكوين مستقبل أفضل لهذه الأمة.
الوطن يحتاج منا في هذه المرحلة الولاء والانتماء والحذر كل الحذر من الذين يجيدون لعبة التلون على أغصان المصلحة ، والمنفعة، وحتى في الملابس البراقة، والكلمات المعسولة، ودموع التماسيح، والابتسامة الصفراء.
فأصحاب الولاء الصادق، والانتماء الصحيح لا يحبذون صناعة العبارات الكاذبة، ولا يجيدون التمثيل، همهم إظهار الحق والعدل والعمل الجاد، وتغيير الوضع الذي نعيش؛ لأنه أثقل المخلصون في هذه الأمة، ولا يملكون إلا الكلمة الموجعة على ألسنتهم، أو الاحتجاج على هؤلاء الممثلين، فإذا ما نام الناطور عن الثعالب وهي تقطف ثمار العنب؛ فلا بدّ للناطور من أن يصحو?Z يوماً.
حمى الله هذا الوطن العزيز من أذاهم، وشرورهم، وهيأ لولاة أمورنا القدرة على تقييم الرجال، ليبقى الأردن عزيزاً قوياً عصياً منيعاً.




الإدارة: بين الغربة والاغتراب
لا شك أننا نعيش في هذه الأيام أوقاتاً غير عادية في حقل الإدارة التربوية، إذ يشعر المرء بأننا وصلنا من نقطة تاريخية نحو الأسوأ، فعندما نجتاز حاجز الزمن ونلتقي مع الحقيقة وجهاً لوجه يبرز لنا معدن النقائض الإنسانية من كذب وغلٍ وحقدٍ ونرجسية، ويبدو أن الإنسان مهما حاول أن يغطي حقيقته بشتى الأغلفة والمظاهر الكاذبة فإنه في أعماقه يعرف كل شيء...، فالجبان مهزوم في أعماقه مهما حاول أن يخفي، والوصولي كذلك يكشفه سلوكه، وفي السنوات القليلة القادمة سنشهد الألم الذي سنتلمسه نتيجة الجراثيم التي م?Zصُلت بها أقنية الشخصنة، والمغالطة، والتشكيك، والعجز في اتخاذ القرارات، التي تسللت إلى أنسجة التفكير الواعي والإبداعي فلاثت وخربت القلوب والعقول، مما انعكس سلباً على المخرجات التعليمية برمتها، والحقيقة تؤكد أن هؤلاء هم مظهر المشكلة لأنهم أفرزوا هذه المرحلة بكل فقرها، وتناقضها، وعيوبها، وسلبياتها، ومهازلها.
إن عجز هذه الإدارات أو ما يُسمّون (بسماسرة التربية) عن الانسجام مع الواقع التربوي، واستيعاب مراحل التطوير التربوي، وحسن التصرف في اتخاذ القرارات، وطريقة التعامل مع التابعين، وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، أحدث هوة عميقة من عدم الثقة بين كوادر مديريات التربية والميدان؛ مما ولّد التشكيك والتناحر، والتباغض والرفض بين العاملين، فضلاً عن محاربة المبدعين، والمتفوقين، والمخلصين لهذا الوطن العزيز ولقيادته، وتبديد جهودهم حسداً من عند أنفسهم، وإيصال المفسدين الذين يلجأون إلى الرشوة، وتبادل المنفعة عن طريق ما يسمونه بالتوريث في المراكز، الذي أصبح يتردد في بعض المديريات بصرف النظر عن المسلكيات الوظيفية، مما جعل كل فرد من العاملين يصل إلى مرحلة انعدام الثقة في هذه الإدارات، وتدنٍ في الأداء.
إن تدني الأخلاقيات بصفة عامة ، والانحراف القيمي المترجم بسلوكات منحرفة، وغياب الأمانة العلمية، والالتزام الأخلاقي، وانتشار التمييز والمحاباة، والنفاق، كل هذا ساعد على انتشار الفساد، وخير دليل على ذلك تعيين بعض المتنفذين، ومن تربطهم علاقات مع بعض المستفيدين للدفاع عن قراراتهم، وتعيينهم على حساب من هم أحق منهم وأجدر، فالقرار غير الرشيد يؤدي إلى السقوط الأخلاقي، وفقدان السلطة القيمية، وبالتالي إضعاف فاعلية النظام التربوي بأكمله، فالمشكلة مشكلة (أخلاق) فالمبادئ التي تأتي من خارج كيان الإنسان تفتح الباب على مصراعيه لحدوث التناقض المحزن بين ما تنادي به وما تفعله، فإذا ما اتخذ المدير قراراً فاسداً، فإن جميع العاملين يلاحظونه ويدركونه، مع أن القرار والصلاحيات بيد المدير لكنّه لم يتنبه إلى السقوط الأخلاقي، وبالتالي ينعكس بشكلٍ سلبي على العاملين، ويؤدي إلى عدم الطاعة، والاحترام المتبادل بينهم وبين المدير.
لقد نظر أفلاطون إلى التربية على أنها كيان عضوي متكامل يستند في قيامه وبقائه على التربية... فالرجل العادل الذي يبذل ما في وسعه ليعطي الدولة قدر ما يأخذ منها، لا أن يستغل موقعه ومنصبه ليأخذ كل شيء فلا يبقي ولا يذر، فإذا اختل العدل يبدأ الفساد ينتشر، وإن فساد النظم التربوية يقود إلى فساد النظم السياسية، لهذا أولت الولايات المتحدة الأمريكية واليابان التربية اهتماماً كبيراً، ففي عهد ريقان(1983) جاء تقرير اللجنة الوطنية المكلفة بدراسة التفوق والسبق في التعليم " امة معرضة للخطر" حول حتمية إصلاح التعليم في أمريكيا، فركزوا على القيادة الإدارية التي تمتلك فن التأثير بالتابعين، والتوازن بين بعدي العلاقات الإنسانية والإنتاج، واحترام قيمة الفرد، وتبني الموهوبين والمبدعين وتحفيزهم، فالمشكلة هي قضية امة تود أن تأخذ مكانتها في عالم شديد التنافس، ليس لديها من أداة لتحقيق ذلك إلا التربية، وأن التاريخ لا يرحم، ونتيجة لهذا الإصلاح تفوقت الولايات المتحدة الأمريكية على العالم سنة(1991).
وفي اليابان في عهد ( طوكو جاوا) تم التركيز على الطابع الأخلاقي في التربية – العدل- وحب الخير للآخرين- وحسن المعاملة- والأمانة والشرف- وتكامل الشخصية على اعتبار أن التعليم خدمة وطنية عامة، وواجبٌ قوميٌ مقدسٌ يتجاوز الفردية والفئوية، ويجسد عامل التوحيد الأهم لعقل الأمة وضميرها، لأن المستقبل البشري لا يحتمل تكرار الأخطاء.
ومن اللافت للانتباه أن المنظومة الفاسدة تضم عدداً من الأفراد داخل المؤسسة التربوية لغايات المنفعة الشخصية، وتخطط لفترة طويلة من الزمن بغرض الديمومة والبقاء للشلة، ففي بعض مديريات التربية والتعليم، تستأثر الشلة بالقرارات منذ التسعينيات من القرن المنصرم، ومن المؤسف أيضاً أن الإدارة العليا منذ زمن بعيد لا تمتلك معلومات كافية عن المفسدين، أو ضعف التواصل مع العاملين في الميدان، والاستماع إلى همومهم، والاكتفاء بالمعلومات الواردة إليهم من الإدارة الوسطى التي تتمترس حول العقاب، والتهديد، والوعيد، وقمع المعارضين لها، وعدم اكتراثهم بسبب خروجهم من طائلة المتابعة القانونية، والتساهل مع قراراتهم، أو الالتفاف عليها، وتركها مطلقة اليد تصنع ما يحلو لها، وتبيع نفسها لمن يدفع أكثر دون أي رقيب أو حسيب، فتحولت هذه الفئة إلى بؤر تضليل، لتتمكن من الاستمرار والبقاء.
ومن المطمئن وما نتلمسه من خلال حديث معالي وزير التربية والتعليم أنه وضع يده على جميع الاختلالات وبمنتهى الدقة والموضوعية والشفافية وبفترة زمنية قصيرة، وتحدث عن ذلك في الصحف الرسمية والتلفاز ونأمل معاليه إصلاح ما فسد وترميم ما هدم، فالتربية وكما قال: بحاجة ماسة إلى"التغيير والتجديد" وكل الأردنيين يُحيّون هذا التوجه الجريء والبناء لخدمة أبناء الوطن.
أعلم يقيناً أن الصدق مع الناس الذين لم يتعودوه أمر من الصعاب، لكنني تعلمت أن الساكت عن الخطأ مثل فاعله ، فلا بدّ من صيحة موجعةٍ تعيدهم إلى روعهم ورشدهم، لأن النظرة القاصرة والتحرك الأعرج والفهم المغلوط والغرور والأنانية القاتلة تعتريهم، وتسيطر على عقولهم.
وعلى أية حال، ينبغي دوماً أن نشد على أيدي العاملين والمعلمين المخلصين خدمة لهذا الوطن الحبيب تحت قيادته الهاشمية الواعية؛ لنبدأ معركة الحق ونطوي ظلمة الليل الذي نأخذ بأثقاله علينا منذ زمنٍ بعيد.


11-01-2011 07:54 PM
الى مدير تربية
العنوان ملفت للنظر . نرجو توجيه هذا السؤال الى مدير تربية جرش الحالي والذي نقل من تربية عجلون بعد ان طبق عنوان هذا المقال في تربية عجلون بل وعمل اعمال ابليسية
11-01-2011 08:10 PM
الى مدير تربية
العنوان ملفت للنظر . نرجو توجيه هذا السؤال الى مدير تربية جرش الحالي والذي نقل من تربية عجلون بعد ان طبق عنوان هذا المقال في تربية عجلون بل وعمل اعمال ابليسية
11-01-2011 08:18 PM
الى مدير تربية
العنوان ملفت للنظر . نرجو توجيه هذا السؤال الى مدير تربية جرش الحالي والذي نقل من تربية عجلون بعد ان طبق عنوان هذا المقال في تربية عجلون بل وعمل اعمال ابليسية
11-01-2011 08:29 PM
ضمير يقظ
الى رقم ( 15 ) تحية وبعد
من اين اتيت بكل هذا الرؤيا .. اين تعيش ؟؟ هل تعيش على كوكب اخر ؟؟
اولا نحن والاغلبية منا ليس اتكاليين .
ابي وجدي واعمامي واخوالي حفرو باالصخر . رعو الغنم . زرعو . حصدو درسو
وامهاتنا وجداتنا ايضا رعو الاغنام .. وأسقونا من مياة السما عن طريق الابار .
الم تعلم هذا .. حاربو انكسرو . وانتصرو . بنو وعمرو مرضو . وشفيو
لم نجيئ للأردن صدفة .. بنعرفها غرفة غرفة .. تعبنا وجاهدنا باالمال والشهداء وبكل ما اوتينا من سبيل لنهضة وطنا ورفعتة .. ليالي نمنا على ضوء شمبر .. وايام تغذينا على رغيف صاج وزر بندورة .. انت وين من كل هذا ؟؟ مع مين عايش على اي كوكب ؟؟؟
هذة بلدنا وما نخون عهودها .. والباقي عندك اذا كنت منها .. وشكرا
12-01-2011 01:52 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات