هدر الموارد الوطنية


يقف المواطن الاردني حائرا جراء السياسات والتشريعات التي تصدرها الحكومات الاردنية المتعاقبة واثارها السلبية على الاقتصاد الوطني والحياة الاجتماعية للاردنيين. فجميع البرامج والمبادرات الاقتصادية والتعليمية لم تفلح في اسعاف الاقتصاد الاردني ولم تستطيع ان تخلق بيئة اجتماعية ولاسياسية تؤمن العيش الكريم للاردنيين. وهنا يستحضرني مثالين لحالتين مستعصيتين تواجهان الاقتصاد الاردني تمثلان سوء استغلال المصادر الوطنية: الحالة الاولى وهي واقع الزراعة في الاردن حيث منطقة وادي الاردن افضل واخصب بيئة زراعية في المنطقة ان لم تكن في العالم يعاني المزارعين فيها من الفشل والخسائر عام تلو عام الامر الذي رتب ديون متراكمة على المزارعين كما افاد نقيب المزارعين في الاردن. بالمقابل فان قائض انتاج البندورة يلقى في الشوارع من قبل المزارعين بعد ان وصلت اسعارها الى الحضيض نصف دينار بكسة البندورة وزن ٨كغم. ومع ذلك تقوم الحكومة باستيراد رب البندورة المصنع في كل من السعودية والامارات وتركيا ومصر. فلماذا هذا الهدر في هذا الانتاج الوطني ولماذا لاتتدخل الحكومة وتشجع لابل ترعى اقامة مصانع رب البندورة او تدعم المصانع القائمة. الحالة الثانية: الاف الخريجين الاردنين من الجامعات الاردنية والاجنبية يتزاحمون بطوابير وصفوف بباب كل منشأة تعلن عن توفر شواغر لوظيفة وبالمقابل هناك اكثر من خمسماية الف طلب توظيف امام ديوان الخدمة المدنية. الا يشغل ذلك اهتمام الدولة الاردنية لتدق ناقوس الخطر جراء هذه الخسائر المتلاحقة في استثمار الاموال الطائلة في الزراعة والتعليم دون جدوى اومردود يذكر. ثم اين الحكومة والدولة من التنبؤات المستقبلية لهذه الاعداد الطائلة والضخمة من الشباب الذين غدو بلا هدف ولامستقبل وضاقت بهم الدنيا فلا رجاء ولاامل لهم بتامين ادنى متطلبات العيش الكريم. ان السكوت والصمت عن هذه المعاناة للشباب الاردني يعني الانتحار البطيء للدولة وبداية اشعال فتيل التقلبات والتحولات الاجتماعية التي ستؤدي حتما الى تغيير او نهاية كما يصف علماء الاجتماع حالات التردي الاقتصادي لاي حقبة زمنية. ان الاوان لاعلان النفير العام العام للدولة للتصدي لحالة الركود الاقتصادي والتي زادت من نسب البطالة وارتفعت معه الضرائب وقلت به القيمة الشرائية للدينار وان كان مغطى هلاميا بالقوة الاتكالية على الدور الوظيفي للدولة الاردنية فعمان من اغلى عواصم العالم والعائلات الكبيرة والتقليدية ستتفتت ملكيتها وسيصبح ابنائها يوما ما غير قادرين على العيش كما كان اباؤهم عندها سندرك حجم المعاناة لان الجوع لايفيده الشعارات الكذابة والولاء والانتماء لن يكون دون منافع وحياة فضلى.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات