نتائج تصنيف QS 2020-2021: وقفة تحليلية


من المفرح أن نرى جامعاتنا الأردنية قد أصبحت تتسابق نحو التصنيفات الأكاديمية العالمية ومنها تصنيف QS الأكاديمي العالمي سواء على المستوى المحلي أوالأقليميأوالعالمي ، ومن المفرح أيضاً أن نجد هذا الأمر من سلم أولويات حاكمية جامعاتنا بإعتبارها من أهم مداخل تدويل التعليم من ناحية وبناء السمعة والتنافسية من ناحية أخرى،كي تكون جامعاتنا الحاقبمصاف الجامعات العالمية وهذا فعلاً ما نطمح اليه في حقيقة الأمر،على الرغم من التحديات التي تواجه جامعاتنا حيث نجد البعض استطاع أن يقطع شوطاً كبيراً في هذا الملف وحجز مقعداً رفيعاً في الترتيب المحلي والأقليمي بنما نجد البعض منها ليس لديه القدرة على الايفاء بمتطلبات تلك المعايير الخاصة بتلك التصنيفات الأكاديمية العالمية والبعض منها يمكن القول قد لا تؤمن بأهميتها.

وفي الأسبوع الماضي لقد تم الأعلان عن نتائج الترتيب لجامعاتنا الأردنية الحكومية والخاصة وفقاً لتصنيف QS لعام 2020 -2021 ضمن المعايير الخاصة به، وقد بدأ العديد من المهتمين في الشأن الأكاديمي بقرأءة وتحليل تلك النتائج، والتي أظهرت بتقدم البعض من جامعاتنا في ترتيبها ، والبعض تراجع، والبعض ما زال في مؤخرة الترتيب على المستوى المحلي، مما يقودنا جميعاً التوقف بنظرة تحليليةلتلك النتائج لتشخيص خفايا ما آلت اليها تلك النتائج بالتركيز على نقاط القوة والضعف لكل جامعة،حيث من المفترض على حاكمية الجامعات أن تتعامل مع هذا الملف بعناية مفرطة لأهميته لأتخاذ الخطوات المناسبة بعدالتشخيص الموضوعي لمكونات ملف التصنيف الأكاديمي لديها بل الوقوف على متسوى الإنجازالحقيقي وفقاً لمتطلبات معايير هذا التصنيف.

وبإعتقادي المتواضع ولغايات نجاح وترجمة هذا الملف عملياً على أرض الواقع إذ لابد من الجامعات أن توفر أهم المتطلبات الأساسية للبدء في السير بتلبيةمتطلبات التصنيف الأكاديميوتتلخص هذه المتطلبات الأساسية ومنها الارادة الحقيقية لدى حاكمية الجامعات بالأهتمام بملف التصنيف الأكاديمي، وأختيارالكفاءات والقيادات المتخصصة ذاتالمهنيةالعالية بإدارة ملف التصنيف الأكاديمي ومتطلباته، ووضع الخططالتنفيذية لإنجاز متطلبات التصنيف، وتوفير قواعد بيانات حديثة لكافة المتطلبات ومعاييرها، وتشكيل الفرقالمتخصصة لأغراض التدقيق والمتابعة والتقييم لكافة الملفات الخاصة بالمعايير الخاصة بالتصنيف منها(ملف الخريجين ومتابعتهم، وملف فرص التوظيف للطلبة الخريجين، وملف أعضاء هئية التدريس والبحث العلمي..الخ من الملفات.

وكما أسلفت في مقالات سابقة فيما يخص بأهمية التصنيفات الأكاديمية العالمية والتي أصبحت من الضرورات للجامعات الأردنية، والتي تعُد هذه التصنيفات بحد ذاتها من المؤشرات الحقيقية التي تدل على نوعية مدخلاتها ومخرجاتها ،والهوية الحقيقية لها في ميدان السمعة والتنافسية نحو العالمية على أعتبارها مؤسسات تعليمية صانعة للعقول ورافدة للكفاءات في ظل تحديات ومتطلبات سوق العمل محلياً وأقليمياً ودولياً والتي أصبحت بحد ذاتها تفرض نفسها على الجامعات وسياساتها التعليمية والتعلمية مما ينبغي على الجامعات التوجه فعلياً نحو التصنيف الأكاديمي على أعتباره المخرج الحقيقي للتطور النوعي بالجامعات.

أن ملف التصنيف الأكاديمي العالمي ليس وليد اليوم بل بدأ منذ عقدين مضت على الأقل، حيث كان هناك جهود بذلت وزالت من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهيئة الأعتماد وضمان الجودة وبالتنسيق مع الجامعات للأهتمام بهذا الملف والعمل الجدي على تلبية متطلبات كافة المعايير على مستوى الجامعة وعلى مستوى الكليات العلمية وبرامجها كي تتمكن الجامعات الأنطلاق نحو العالمية من خلال التصنيف الأكاديمي العالمي بعد الحصول على ترتيباتمتقدمةليتحقق لها الطموح المنشود والارتقاء النوعي بمستقبلها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات