الغرب يثير زوبعة ضد أردوغان


جراسا -

تحت عنوان "استنزاف الغرب لتركيا وحربها مع روسيا"، كتب ألكسندر ستافير، في "فوينيه أوبزرينيه"، متسائلا عما إذا كانت تهديدات أوروبا لأردوغان ستنتهي إلى أكثر من غبار.

وجاء في المقال: المواجهة بين "الحرية الفرنسية" والتطرف الإسلامي، وبيان الرئيس ماكرون الروتيني حول التزام فرنسا بالحرية بوصفها مثلا أعلى، تشكل أساسا لخطاب أردوغان المسلم.

كم من المحللين قفزوا من مقاعدهم فرحاً. حسم الأمر! أوروبا لن تغفر للأتراك! أوروبا، تمنح تفويضا مطلقا للقضاء على نظام أردوغان! فلمن تمنحه؟

ربما تفرمل الولايات المتحدة أو روسيا الرئيس التركي؟ هل للروس أو الأمريكيين مصلحة في ذلك؟ بصراحة، هذا مشكوك فيه. ماذا حدث في سوريا؟ قام الأمريكيون بتطهير شمال البلاد لمصلحة الأتراك. فيما أشار الروس ببساطة إلى الخط الذي لا ينبغي تجاوزه. إلى ذلك، فالأمريكيون، "يجعلون الاتحاد الأوروبي يلتزم حدوده"، ويرغمونه على دفع ثمن كل شيء، والروس يستخدمون التناقضات بين تركيا والاتحاد الأوروبي للدفع بمشاريعهم الخاصة.

يتولد سؤال حول الناتو. فالتحالف لديه القوة والوسائل لتهدئة حماسة الرئيس التركي. لكن من يجلس في مقرات هذه الكتلة العسكرية ليسوا حمقى.

لنفترض أن الحلف اتخذ قرارا غبيا بسحب الجيش التركي من كتلة الناتو. إلامَ سيؤدي ذلك ؟ إلى انهيار نظام ردع روسيا بأكمله. في الواقع، انسحاب تركيا من الحلف سوف يحوّل الناتو إلى وهم. فمن سيدافع عن أوروبا من الجنوب؟

وهكذا، يتبين أن الأتراك ليسوا في حاجة إلى الناتو، بمقدار ما الناتو في حاجة إلى تركيا. من هنا، تبدو الأمور واضحة. لن يتورط الحلف في مواجهة سياسية بين زعماء الدول. سوف يمشي الرئيس الفرنسي بوجه متجهم لبعض الوقت، وبعد ذلك سيُنسى كل شيء، كما سبق أن حدث مرارا.

اليوم، بات الحديث ممكننا عن تشكيل نظام جديد للتوازن السياسي في المنطقة الآسيوية. وكما هو الحال، لا تزال إسرائيل واحدة من مراكز القوة. فيما إيران تواجهها؛ وسوريا المنتعشة في وضع مماثل، رغم استمرار مشاكلها الداخلية؛ وتركيا، التي ، بفضل سياسة أردوغان الجريئة، لا تتردد في إرسال قواتها إلى دول أخرى، شغلت مكانا لائقا.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات