هل تكفي الطموحات التركية لزمن طويل؟


جراسا -

تحت العنوان أعلاه، نشرت "إكسبرت أونلاين"، مقالا حول سياسات أردوغان التوسعية وصولا إلى خاصرة روسيا، وما إذا كان الاقتصاد التركي قادرا على تحمل أعباء المزيد منها.

وجاء في المقال: تنظر روسيا إلى السلوك الإمبراطوري في تصرفات تركيا. فقد اتضح أن طموحات رجب طيب أردوغان لا تمتد فقط في اتجاه شمال إفريقيا والشرق الأوسط، إنما تصل إلى خاصرة روسيا. وبات على الدبلوماسيين المحليين تبرئة أنفسهم على عجل، بالقول: هؤلاء الإنكشاريون، ليسوا أصدقاء لنا، إنما شركاء مواقف.

إنما فهم الأتراك آفاق هذه الشراكة قبلنا بكثير، وعززوا أفكار وحدة الشعوب التركية عبر منطقة الفولغا وآسيا الوسطى، وصولا إلى ياقوتيا.

تعود نزعة القومية الإسلامية التي يقودها أردوغان، والتي تثير حفيظة الملكيات العربية، وبالطبع إيران الشيعية، إلى الرغبة في إعادة إحياء الخلافة وإقامة زعامة السلاطين الروحية في العالم السني.

وعندما يحين الوقت، يسعد أردوغان أن يستخدم موضوع الهوية الوطنية، وفكرة القومية التركية الجامعة، ووحدة الشعوب التركية. فعلى سبيل المثال، يتذكر السلطان شعب شمال قبرص الشقيق؛ ويدعم الشيعة الأذربيجانيين في الصراع في ناغورني قره باغ. لذلك، يلاحظ اليوم في أنقرة وحدة سياسية بين القوميين والإسلاميين. فيستخدم التوسع التركي مجموعة كاملة من القيم. ويجد معظم المواطنين الأتراك مزايا في سياسة أردوغان المتعددة الاتجاهات والانتهازية، ومع أنهم لا يريدون حربا كبيرة، فهم يرون في الطموحات الإمبريالية عودة عضوية لأهمية البلاد السابقة.

لحسن الحظ، تركيا اليوم، على الرغم من أنها شهدت "معجزة اقتصادية" كبيرة، لا تمتلك موارد الإمبراطورية العثمانية السابقة حتى قبيل تفككها. فالقوة الناعمة والتوسع الثقافي والديني، تحتاج تغذية مالية كبيرة، والاقتصاد ضعيف. فبعد فيروس كورونا، تندفع إلى الواجهة مشاكل البطالة واللاجئين وانهيار الليرة. ولن توافق الطبقة الوسطى الحضرية الناشئة على دفع ثمن طموحات زعيمها الذي ألِفَ ذلك. من نواحٍ عديدة، يرتبط التوسع التركي حصرا باسم أردوغان. أسلوبه الاستبدادي في الحكم، لا يعني بعد الانتقال إلى خلافة وراثية. ومن المحتمل جدا بعد خروج السلطان من الساحة السياسية، أن تبقى البلاد مع مجموعة من التزامات السياسة الخارجية، محاطة بخصوم إقليميين، غاضبين من سياسات أنقرة اللامبدئية.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات