الاختراقات .. والثقافه الاردنيه المفقوده


انني اتوجس خيفه من مصطلح اختراقات فهو تخفيف للهيمنه التي ترتب عليها تبعيه تامه لا بد وعلى اثرها تصحيح النظام الثقافي الاردني بحيث يتمكن المواطن الاردني من اقامه توازن بين انتمائه الاردني العربي  وبين  الاختراقات للثقافه والتي هي اشبه ما تكون  مواز للغزو والاحتلال والتبعيه الثقافيه والجري وراء الشعارات التي تصنعها وزارة الثقافه التي لم تضع في اعتبارها الانفتاح الحقيقي على الثقافات الاخرى وحريه المواطن في تلقي المعلومات من اي مصدر وعدم  تهيئه المتلقي للتأثر بالمواد الثقافيه .

اما الانترنت وعدم تهيئه وزارة الثقافه لهذا التدفق الخطير فهو ينقل الصالح والطالح وهو محطه المحطات وله انعكاساته  حيث  فشلت وزاره  الثقافه على حجب المعلومات وتراخت قبضتها مما ينقل مسؤليه الوزاره للرقابه على الافراد ولم تعمد الى تدعيم وسائل المواجهه مواجهه الهجمه . وهذا  يشكل ضعف مصداقيه اجنده وزارة الثقافه الى السيطره على الكثير منها مما دفع المتلقي الاردني الى محطات الخارج اي ان في البيئه  الاردنيه ما يساعد على هذا الاحتلال الثقافي دون جهود تذكر للوزاره للتطوير . وهذا يؤكد ان المحدد الرئيسي  للاختراق المسؤول يكمن في الاجابه على السؤال هل التعرض لهذه المواد شككني في قيمي الاساسيه وثقافتي الاردنيه  والعربيه الاسلاميه ؟

ان ما يجري  من اجنده وزارة الثقافه من انهزام وانحدار او تسليم واتمنى الا نكون قد رفعنا الرايه  لان انتاجنا الثقافي لم يتطور كيفا  بشكل موازي لتطوره  الكمي وان الاحتكار  تم بسبب احتكار وزارة الثقافه  الاردنيه  وانها حظيت بحريه نسبيه لكنها  اقل من ان تستجيب لا حتياجات المرحله  والجمهور . حيث تحتكر  المؤسسات الاجنبيه الضخمه  المنتج وتعيد ضخه  حيث يدعم الغرب افكارا تدعم قيمه ضد قيمنا مما يدعو الى الحفاظ على  الامن الثقافي . فصناعة الثقافه سلاح جديد  لغزو الشعوب والحذر الحذر من التساهل في المجال الثقافي ولمواجهه هذا الخطر والاختراقات خاصه وان عقول الناس وقلوبهم ساحه للصراع واصبح السلاح الكلمه والفكره ومع ذلك فان الثقافه الاردنيه بدت شبه مفقوده نتيجه الاختراق الثقافي والهيمنه الفكريه والاستعمار الثقافي  والاغتراب الفكري والاحلال الثقافي وتتجلى كلها في سيطره الوزاره على حريه الثقافه  النوعيه والمساس بهيبه الثقافه الاردنيه حيث تنعدم العلاقه بين كثير مما يقدم من مضامين واشكال  والواقع الاجتماعي والثقافي مما يؤثر سلبا على منظومة القيم والافكار فان مثل هذا يولد حاله من الاغتراب لدى الكوادر الثقافيه فضلا عن الشعور بالدونيه وبالعجز عن التفاعل والمشاركه في تسيير حركة المجتمع وتنفيذ برامج التنميه فقد وقعنا في الضجيج الثقافي الذي غدا حصان طرواده فتم اختراقنا بواسطته .


talal_gerasa@yahoo.com  



تعليقات القراء

تامر
هل ثقافتنا الأردنية مفقودة فعلا في ظل الإختراقات و التدفق الإعلامي الكثيف
29-11-2008 07:46 PM
طايل
موضوع الإختراقات ملموس وليس محسوس كيف السبيل للمواجهة و التحديث في ظل العولمة
29-11-2008 07:47 PM
أحمد
طرح الفكرة متأخرة في زمن أصبحت الأرض و السماء مخترقة في عالم التكنولوجيا
29-11-2008 07:48 PM
سعاد
هل وزارة الثقافة وحدها كافية للإدانة في الإختراقات ؟؟
أم هناك مؤسسات أخرى مشاركة في هاذا التسيب؟؟!!
29-11-2008 07:49 PM
زينب
صحيح ان الفكرة و الكلمة أصبحتا سلاحا في هذا الزمن ولكن هل الأجندة لوزارة الثقافة لديها المقدرة على المواجهة ؟؟
29-11-2008 07:50 PM
خلود
إن موضوع الإختراقات الذي طرحتموه شائك و متشابك و لكن هيهات هيهات يا وزارة الثقافة التي رفعت الراية....
29-11-2008 07:51 PM
كمال
إختراقات و الثقافة بالذت رؤية و إكتشاف يحتاج الى معالجة ودراسة الخلل و بلاذت وزارة الثقافة
30-11-2008 11:51 AM
فريد
عزيزي الكاتب نحن في زمن سهل الإختراق نتيجة ثورة المعلومات والتكنولوجيا لكن كيف تكون المواجهة مع هذا الخلل
30-11-2008 11:52 AM
نادرة
مقالتكم إختراقات سكنت العقل و الوجدان و كأن قلمكم قد أشار الى الخطر القادم و علينا التحضير و التفاعل مع الثقافة الأردنية و العربية
30-11-2008 11:54 AM
عادل
مقالتكم إختراقات وضعتم النقاط على الحروف و ليست الثقافة الأردنية فقط مخترقة بل العربية أيضا شكرا للتفسير و التفاصيل
30-11-2008 09:44 PM
مصطفى
فكرة الإختراقات و التدفق الثقافي يحتاج الى خط دفاع أول العلم و الفكر و الثقافة و تأسيس مؤسسات فعالة متخصصة للمواجهة
30-11-2008 09:46 PM
نادر
مقالة إختراقات وضعت الهدف على الخط الساخن بتفسير دقيق و تحمل للمسؤولية ولا بد من أفكار جديدة و حديثة و متطورة لدعم الهوية و الرسالة
30-11-2008 09:47 PM
عبد الله
أفكاركم غزيرة في تفاصيل المقالة إختراقات وهذا يحتاج تنفيذ من أصحاب القرار وكم من مقالة غيرت أمة
30-11-2008 09:48 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات