هناك من ينتظر


بعد المائة يوم وأكثر على اقتحام كورونا لعالمنا زاد عدد الواقفين على عتبات المحطات بانتظار غائبيهم ... فالطائفة اليهودية الأرثدوكسية تنتظر غائبها وهو هنا المسيح المفترض أنه لم ينزل بعد (لا علاقة لهذه الطائفة بالمسيحية الأرثدوكسية وكلمة ارثودكسية تعني باللاتينية الطربق القويم)... وترى هذه الطائفة ان كورونا هو إشارة الهية بقرب وصوله وربما هو الان في احدى المطارات وأعاقه عن وصوله للقدس كما هو مفترض الحظر الجوي ...
وهناك من ينتظر نزول القرد هانومان ( اله هندوسي ) من ظهر بقرة بعد أن ارتوى وأروى عشاق الجنون من بولها وأفتخر بأن البقر لها بول يعطر انف غاندي الذي قال ( هي أم الملايين من الهنود وحمايتهما تعني حماية كل المخلوقات والأم البقرة افضل من الأم التي ولدتنا من عدة طرق ...!!).
وهناك من جلس على تكة الحكم في طهران لينتظر (الأمام المعصوم) حين تعقدت المسألة وأخبروه المعممين بأن كتب الأربعمائة وصية ضاعت ولم تلفح كل الأدعية عند العتبات (المقدسة) والمزارات والقبور في تأمين كمامة واحدة حتى... وما زال ثقيل الدم كورونا يتنمر على أعناق الأتباع وأتباع الأتباع حيث لم تنفعهم قبلات الشفاة المحروقة لقضبان قبور فرسان الزمن اللئيم ..
وهناك من ينتظر رجعة المسيح في ساحة تايم سكوير بمدينة نيويورك بملابس رثة ويدا مهزوزة تمر على رفاقه الذين ساندوه بان ظهور المسيح بات قريب وعليهم بالتوبة لطرد الرفيق الشيوعي كورونا...
وهناك من ينتظر في كهوف اليمن والعراق وسوريا وأفغانستان من غربان المرحلة برايات صبغوها بالأسود لكي تماشي المسألة فيعلنوا أن خيبتهم باقية... باقية ...
الكل اصبح ينتظر شيئا ما... بأتي من مكان ما بوقت ما... ولكن فيما يبدو ان كورونا هو المنتظر الأكبر لقرار جماعي بالأستسلام ... فنحن سقطنا جميعا بأختبارات الأنسانية فحين وصل المغفلون ألى أكل الخفافيش كأختيار صنفا للغذاء من ( منيو ) كان الكثير منا قد سبقه بإقتصار وجبته على لحوم البشر.
عجلوا فهناك من ينتظر ... إن كان عاملا قد فرغت جيوبه من يوميته الأخيرة ... او سيدة ودعت ولدها مغتربا لكي تشفي من الفقر غليلها وغليله ، او حتى قطة إعتادت ان تقتات على فتات طعامكم حين تفرغوا ... عجلوا فالبؤساء لا يملكون الوقت لكي ينتظروا ...








تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات