لماذا لا نتعلم من نقابة المعلمين؟


نجاح نقابة المعلمين دليل على أن الجهد المنظم يؤدي إلى النتائج المتوقعة، وهذا مثال يمكن تطبيقه على الانتخابات النيابية، فلو كانت الانتخابات تتم وفق قوائم حزبية لكانت المجالس النيابية قوية، ولأمكن تطبيق فكرة الحكومة البرلمانية، أو حكومة الأغلبية الحزبية.

لكن بقائها تقوم على نموذج مغاير للقائمة الحزبية، يعطي الفرصة الفردية لاختيار رئيس الحكومة وأعضاء المجلس الوزاري، وفي هذه الحالة سيكون مجلس الوزراء ضعيف، ومهدد بالرحيل إن خالف التوجيهات والحدود المرسومة له.

والمعلوم لدينا جميعاً، أن الحالة الأردنية تعاني من فوبيا وصول جماعة الإخوان المسلمين للسلطة، على اعتبار أن هذه الجماعة هي الأكثر تنظيماً في الأردن، وأن الأحزاب الأخرى غير قادرة على منافستها، ربما لأن اغلب الأحزاب الأخرى تقاد من شخصيات مجربة في الشارع الأردني، ولا يوجد لها رصيد شعبي غير العلاقات الشخصية الفردية، ويغيب لديها البرنامج السياسي، والرؤية الإصلاحية.

والقضية الأكبر من ذلك أن البعض يعيب على جماعة الإخوان المسلمين تطلعاتها للوصول إلى رئاسة الحكومة، حال تطبيق نظام انتخابي حزبي، مع أن هذا التطلع في حد ذاته هدف مشروع، فكل حزب يتأسس يكون هدفه الوصول للحكم، ليتمكن من تطبيق برنامجه الحزبي، ورؤيته السياسية، التي يطرحها لخدمة المجتمع.

أضف إلى ذلك أن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين سواء عملوا تحت مظلة حزب جبهة العمل الإسلامي، أو من خلال مؤسساتها الخدمية المنتشرة في مختلف مناطق المملكة، فهم مواطنون أردنيون، والأردنيون في الدستور طبقة واحد، وعلى درجة واحدة في الحقوق والواجبات، وليس من العدالة اختلاق ذرائع التفرقة والتمييز، وطرح الحجج والأعذار، للحيلولة دون إعطاء الشعب حقه في تقرير من يمثله في المجلس النيابي، ومن يدير الحكومة التي تحافظ على مكتسبات البلاد، وتصونها من يد العبث.

لست حزبياً ولست مدافعاً عن جماعة الإخوان المسلمين أو منتمياً إليها، ولكن تجرع الشعب الأردني الويل على أيدي الحكومات المتعاقبة، لماذا لا يكون هناك تغيير، ولو كان مراً، علنا نخرج من الحالة السيئة التي نعاني منها.

kayedrkibat@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات