واشنطن بوست: ديكتاتور ترامب المفضل يشعر بالفزع


جراسا -

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” افتتاحية تحت عنوان “ديكتاتور ترامب المفضل يصاب بالفزع” وقالت إن حاكم مصر، عبد الفتاح السيسي أصبح الديكتاتور “المفضل” للرئيس ترامب من خلال تقديمه تطمينات له عن تحقيق الاستقرار في أكبر دولة عربية من ناحية السكان، ولهذا يجب على الرئيس والذين يشاركونه الرأي، القلق من الأخبار الأخيرة التي جاءت من القاهرة.

فقد خرج الشباب المصري الذين سئموا من الركود في ظروفهم المعيشية ونظام السيسي الفاسد إلى الشوارع في جمعتين متتاليتين وهتفوا بشعارات تطالب برحيل الرجل القوي. ومع أن عددهم كان صغيرا ولا يتعدى المئات إلا أن رد السيسي عليها كان يحمل الكثير من الدلالات.

ففي الأيام العشرة الأخيرة قام النظام بشن حملة بدت وكأنها محاولة لمنع الاحتجاجات وتطورها. وبحسب منظمات حقوق الإنسان فقد تم اعتقال أكثر من ألفي شخص بدءا من نقاد النظام المعروفين إلى الشبان الذين وجدوا أنفسهم بالصدفة وسط الأحداث في الشوارع. وتم تقييد التعامل مع الإنترنت وحذر الصحافيون الأجانب وطلب منهم نقل ما تقوله الدولة عن التظاهرات أو “وجهة نظر الدولة”.

وفي يوم الجمعة الماضية قامت قوات الأمن بإغلاق وسط القاهرة تماما لمنع المحتجين من الوصول إلى ميدان التحرير الذي كان مركز الاحتجاجات التي أطاحت بنظام الرئيس حسني مبارك في عام 2011. ومع ذلك اجتمع الشباب في مناطق أخرى من العاصمة، وهم من الذين كبروا في ظل سلطة السيسي بعد انقلابه الدامي في عام 2013 ضد حكومة منتخبة بطريقة ديمقراطية. ومع أن أحدا لا يتوقع ثورة في المنظور القريب، فالاضطرابات وردة فعل السيسي هي تحذير واضح من أن مصر في ظل حاكمها الحالي هي أي شيء ما عدا مستقرة.

وفي وقت سجل فيه الاقتصاد نموا متسارعا وكذا معدلات الفقر. وضيع السيسي مليارات الدولارات على مشاريع فرعونية مثل تفريعة قناة السويس والعاصمة الجديدة. في وقت انغمس فيه الجنرال السابق وشلته بفساد على مستويات قياسية، تم توثيق بعضها من قبل المقاول المنفي محمد علي الذي وضع عشرات من أفلام الفيديو على منصات التواصل الإجتماعي.

ومن بين الأمور التي زعم علي أن السيسي فعلها، تبذير الأموال على بناء قصور رئاسية بما فيها قصر بقيمة 15 مليون دولار في الإسكندرية. وقدم السيسي دفاعا مثيرا للدهشة بشأن القصور هذه “أين سأستقبل الرئيس ترامب؟” في وقت يعيش فيه 30 مليون نسمة بأقل من 1.45 دولارا في اليوم، وكلام لا معنى له لا يعد صادما، بل خطيرا لأي شخص يعول على السيسي لتحقيق النظام خلال العقد أو أكثر الذي يخطط فيه للبقاء في السلطة.

وتضيف الصحيفة: “لسوء الحظ، ترامب يشاركه (السيسي) في هذا الهوس، فبعد لقائه مع السيسي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، وصفه مرة ثانية بـ “القائد العظيم” وتجاهل المظاهرات الأخيرة ووصفها بغير المهمة، فعندما يتعلق الأمر بديكتاتوره المفضل لا شيء يثير قلق ترامب: لا تصميم تنظيم الدولة الإسلامية في شبه جزيرة سيناء ولا اعتقال النظام مواطنين أمريكيين بناء على اتهامات سياسية مطبوخة ولا الحديث عن خطط مصرية لشراء مقاتلات روسية الصنع في وقت تضع مصر في جيبها أكثر من مليار دولار في المساعدات العسكرية السنوية”.

وتشير الصحيفة إلى دعوة وزارة الخارجية الأمريكية السماح للمصريين بالتظاهر بسلام، وكذا دعوة رئيسي لجنتي الشؤون الخارجية الديمقراطي في مجلس النواب ورئيس اللجنة الجمهوري في مجلس الشيوخ إلى نفس الأمر. إلا أن السيسي يأخذ توجيهاته من البيت الأبيض و”طالما بقي ديكتاتور ترامب المفضل فسنتوقع حملة قمع لا ترحم تزعزع في النهاية الاستقرار”.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات