"واشنطن بوست": حلفاء ترامب سيقفون ضده في الحوار مع إيران


جراسا -

ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن حلفاء الرئيس دونالد ترامب هم من سيقفون في وجهه لو قرر الدخول في محادثات مع الرئيس الإيراني حسن روحاني. وقال آدم تايلور إن حضور الرئيس الأمريكي والإيراني إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، الشهر المقبل أثار تكهنات للقاء العدوين على هامش اجتماعات الجمعية العامة لتخفيض التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.

ويعلق الكاتب أن لقاء مثل هذا لو حدث سيكون أمرا عاديا بالنسبة لرئيس يركز نظره على عقد الصفقات أكثر من الأمور الدوغمائية ولديه استعداد لتغيير سياساته بصورة سريعة.

والتقى ترامب مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بعد أشهر من اختبارات صاروخية ونووية. وعبرت إدارته عن استعداد لعقد محادثات مع جماعات معروفة بعنفها مثل حركة طالبان بل وجماعة الحوثي التي تدعمها إيران في اليمن. إلا أن ترامب لو واصل فكرة المحادثات المباشرة مع نظيره في طهران فسيواجه ردة فعل، من المتشددين في طهران وكذا الولايات المتحدة. وسيكشف عن فجوة بين رئيس إنتهازي وداعميه الأيديولوجيين.

وناقش كل من ترامب وروحاني فكرة اللقاء في الأيام القليلة الماضية حيث أبدى الرئيس الأمريكي تفاؤلا في عقد لقاء لو كانت الظروف سانحة، كما قال في نهاية قمة لدول السبع الكبار التي عقدت في فرنسا. واقترح ترامب لاحقا إن القمة مع نظيره الإيراني قد تعقد في غضون أسابيع. وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده مع إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي سأله صحافي إن كان موعد أسابيع واقعي، فرد بالإيجاب وقال “اعتقد أن إيران تريد الخروج من الوضع قوية. سواء كان هذا مبني على واقع ام جرأة، فهو مبني على جرأة” كما ورد في مجلة “بوليتكو”.

ويأمل الداعون للقاء أن يمنح هذا خريطة طريق لترامب للخروج من حالة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران. ففي العام الماضي خرج الرئيس من الإتفاقية النووية التي وقعها سلفه باراك أوباما عام 2015 وقام لاحقا بإعادة فرض العقوبات على إيران. وظلت هذه في الإتفاقية مع أنها خرقت بعض بنودها خاصة المتعلقة بمستوى تخصيب اليورانيوم المسموح به وحاولت عرقلة الملاحة البحرية في الخليج. وفي هذا الصيف برزت بوادر حرب شاملة ومدمرة أكبر من غزو العراق في وقت عانى فيه الإقتصاد الإيراني من المصاعب الحقيقية وزادت الولايات المتحدة من وجودها العسكري بالمنطقة. ولا يزال الوضع محفوفا بالمخاطر.

وفي الوقت الذي يدفع فيه ترامب نحو الحوار مع روحاني كطريق لتخفيف مخاطر النزاع إلا أن خطواته قد تتصادم مع مواقف حلفائه الأقرب في داخل أمريكا وخارجها. فقد صنع مايك بومبيو، وزير الخارجية المطيع اسمه في مجلس النواب من خلال معارضته للإتفاقية النووية عام 2015 وفي بداية العام الحالي قدم قائمة من 12 مطلبا يجب على إيران الوفاء بها لو أرادت العودة للمفاوضات، إلا أن ترامب ناقض كل هذا يوم الإثنين حيث قال إنه يريد “اتفاقا بسيطا” مع إيران يركز على الإتفاقية النووية والصواريخ الباليستية. وقال توم روغان من “واشنطن إكزامينر” ” لا يمكن إهمال التباينات بين بومبيو وترامب في مجال التفاوض”، ذلك أنها “أصبحت واضحة مثل عين الشمس”.

وألقى مستشار الأمن القومي جون بولتون خطابا أمام مجموعة إيرانية معارضة “مجاهدي خلق” دعا فيه وبشكل مفتوح لإنهاء النظام الديني الذي يحكم إيران. وقال بولتون “السياسة الأمريكية المعلنة يجب أن تكون الإطاحة بنظام الملالي في طهران”. إلا أن ترامب عبر عن الرؤية المضادة لبولتون في مؤتمره الصحافي يوم الإثنين حيث قال “نحن لا نتطلع لتغيير النظام في إيران” وهي رسالة لن تحبها جماعة مجاهدي خلق التي لم تقم علاقات مع بولتون بل ومحامي ترامب ردويو جولياني.

وفي الوقت نفسه ألقى حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط بثقلهم وراء ترامب لأنه اتخذ موقفا متشددا من إيران وسيترددون في الدعم لو غير من موقفه. وتعارض السعودية والإمارات الطموحات النووية الإيرانية وكذا تأثيرها الإقليمي رغم خوفهما من اندلاع حرب معها. وربما قرر بنيامين نتنياهو الحليف الأقرب لترامب باتخاذ المبادرة من نفسه كما في الغارات الجوية التي ضربت سوريا والعراق ولبنان في الأيام الماضية مما أثار المخاوف من حرب شاملة بين حليفة أمريكا والقوى المرتبطة بإيران. وستكون مصالحة أمريكية- إيرانية كارثة على نتنياهو خاصة أن أمامه أسابيع لخوض الإنتخابات.

وترى الصحيفة أن حدوث اللقاء سيكون بسبب ترامب الذي كان واضحا منذ البداية أنه سيلتقي مع القيادة الإيرانية بدون شروط. وكان لقاؤه مع الرئيس الكوري الشمالي العام الماضي صورة عن رئيس مستعد لتجاهل نصيحة داعميه المحليين والخارجيين من أجل فخامة القمة. إلا أن المعارضة الأقوى لطموحات ترامب ليست من أمريكا بل من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الذي كان واضحا في معارضته للدبلوماسية الشخصية التي يقوم بها الرئيس الأمريكي. مع أن تغير موقف خامنئي كان وراء توقيع اتفاقية عام 2015 ويعرف صقور إيران في واشنطن هذا.

وفي تقرير لموقع “اكسيوس” نقلا عن مسؤول إسرائيلي بارز “نحن محظوظون لرفض الإيرانيين مقترحات ترامب للتفاوض”. ويقول هنري روم المحلل في مجموعة “يوروآسيا” إن فرص تغيير خامنئي موقفه قليلة لأن “إرثه على المحك”. ويريد روحاني ووزير خارجيته محمد جاويد ظريف التحاور مع الغرب لكنهما بحاجة لمصادقة من خامنئي. وكلاهما لديه أسبابه لكي يتردد في الظهور بمظهر الإعتدال مع ترامب، فقد استهدف ظريف بالعقوبات الأمريكية فيما وصف البيت الأبيض روحاني بـ “المشلول عقليا”. وفي يوم الثلاثاء رفض الرئيس الإيراني دعوات ترامب قبل رفع العقوبات.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات