"وول ستريت جورنال": خطط أمريكية لمحادثات مباشرة مع الحوثيين


جراسا -

نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا قالت فيه إن الولايات المتحدة تخطط لفتح محادثات مباشرة مع الحوثيين الذين تدعمهم إيران في اليمن.

وقالت الصحيفة إن واشنطن تتطلع لدفع السعودية كي تشارك في المحادثات السرية في عمان. وجاء في التقرير أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تحضر لمحادثات مباشرة مع الحوثيين كجزء لوقف الحرب التي مضى عليها اربعة أعوام وتحولت إلى جبهة ملتهبة للنزاع حسب أشخاص لهم معرفة بالخطط الأمريكية. وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة ترغب بدفع السعودية المشاركة في المحادثات مع القادة الحوثيين من أجل التوصل لوقف إطلاق نار في اليمن. وربما أدت المبادرة لفتح قنوات اتصال بين إدارة ترامب والحوثيين في وقت تتزايد فيه المخاوف من اشتعال حرب واسعة. وتشير الصحيفة إلى لقاء مسؤولين أمريكيين في عام 2015 وبعد اندلاع الحرب مع مبعوثين حوثيين، حيث حاولت إدارة باراك أوباما في لقاء عمان الدفع باتجاه وقف إطلاق النار والإفراج عن أمريكيين القى الحوثيون القبض عليهم. كما والتقى المسؤولون الأمريكيون قادة في الحركة الحوثية أثناء المحادثات التي عقدت في السويد نهاية العام الماضي وبرعاية الأمم المتحدة. إلا أن محادثات مباشرة ومتميزة لم تحدث بين إدارة ترامب والحركة الحوثية منذ دخول ترامب البيت الأبيض عام 2017.

وتشير الصحيفة إلى أن النزاع في اليمن تحول إلى سلسلة من النزاعات المحلية والتنافس الإقليمي والدولي بين الولايات المتحدة وإيران التي تدعم القوى الحوثية ضد التحالف الذي تقوده السعودية والمدعوم من واشنطن. وتتعامل الإدارة الأمريكية مع الحوثيين كحركة وكيلة عن إيران التي تقول إنها المسؤولة عن الغارات بالصواريخ والطائرات المسيرة التي تنطلق من اليمن باتجاه أهداف في السعودية. وفي واشنطن التقى قادة الحزبين في توافق نادر بشأن ضرورة وقف الحرب في اليمن نظرا للثمن الإنساني الذي أدت إليه. وهو ما أثار مخاوف في كل من الرياض وأبو ظبي من أنهما تخسران الدعم الضروري داخل الكونغرس. وبضغط من المشرعين الأمريكيين خففت الإدارة من دعمها المحدود للتحالف السعودي المتهم بقتل المدنيين اليمنيين بطريقة متهورة. وفي نيسان (إبريل) استخدم ترامب الفيتو ضد قرار في الكونغرس يدعوه لوقف بيع أسلحة إلى السعودية والإمارات. وفي الوقت الذي فشل فيه الكونغرس بإلغاء فيتو الرئيس إلا أن نواب الحزبين يرون أن حرب اليمن أصبحت قضية خطيرة تؤثر على العلاقات بين البلدين.

وبحسب برنامج “ارمد كونفليكت لوكيشن أن أيفنت داتا” فقد قتل في الحرب منذ بدايتها 90.000. وتقول الأمم المتحدة إن اليمن هي مركز أكبر أزمة إنسانية فيما تهدد المجاعات ووباء الكوليرا ملايين اليمنيين. وتقول الصحيفة إن الوضع الإنساني في اليمن تدهور بشكل كبير خلال الأسابيع القليلة الماضية مما خلق حالة طوارئ جديدة وضرورة للقيام بجهود دبلوماسية توقف الحرب. وبدأت الإمارات العربية المتحدة أهم حليف للسعودية بسحب قواتها من اليمن. وفي هذا الشهر قامت قوات موالية للإمارات بالسيطرة على مدينة عدن مقر الحكومة الشرعية التي تدعمها السعودية مما خلق أزمة بين الحليفين. وترى الصحيفة أن سحب الإمارات قواتها والسيطرة على عدن أدى بأمريكا العمل على بناء زخم دبلوماسي بما في ذلك خطط للتفاوض المباشر مع الحوثيين.

وقالت الصحيفة إن المحادثات الأمريكية سيقودها الدبلوماسي المخضرم كريستوفر هينزل والذي أصبح سفير الولايات المتحدة لليمن في نيسان (إبريل). وتواجه خطة ترامب الناشئة عقبات جديدة بعد تعيين الحوثيين سفيرا لهم في إيران الأسبوع الماضي. ونظر للتعيين واللقاء العام مع القيادة الإيرانية على أنها محاولة من معارضي السلام في الحركة لعرقلة الجهود. ويقول أشخاص عارفون بالوضع إن الرئيس المدعوم من السعودية، عبد ربه منصور هادي ينظر إليه في العواصم العالمية كعقبة للمحادثات، فيما يحاول اللاعبون الرئيسيون البحث عن طرق لتهميش هادي من أجل الدفع بمحادثات السلام. بالإضافة لوجود مظاهر قلق في واشنطن حول جدية السعودية بوقف الحرب. ويخطط المسؤولون الأمريكيون للقاء مسؤولين سعوديين في واشنطن للتحدث معهم حول أهمية تبني الخيار الدبلوماسي. وسيلتقي نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، شقيق ولي العهد بوزير الخارجية مايك بومبيو يوم الأربعاء. ورفضت الخارجية الحديث عن المحادثات الخاصة وأكد الناطق باسمها أن السفير الأمريكي لليمن يتحدث مع كل اليمنيين لتحقيق أهداف الولايات المتحدة في البلد. وأصدرت الإمارات العربية المتحدة والسعودية يوم الإثنين بيانا مشتركا لنفي وجود خلافات بينهما في اليمن.

وتقول الصحيفة إن الولايات المتحدة وجدت في الماضي صعوبة في العثور على وسيط موثوق به قادر على التوسط بسلطة مع القيادة الحوثية. ومن الشخصيات التي تم الإتصال بها محمد عبد السلام المتحدث باسم الحوثيين، الذي تواصل معه الأمريكيون خلال السنوات الماضية. ومن المؤكد أن تشمل القنوات الخلفية على مجموعة من التنازلات وبناء الثقة. وناقشت واشنطن مطولا الكيفية التي يجب التعامل فيها مع الحركة الحوثية، حيث ناقش بعض المسؤولين في البيت الأبيض أهمية تصنيفها كحركة إرهابية. فيما قال آخرون إن هذا العمل سيقتل عملية السلام التي تشرف عليها الأمم المتحدة. وعلى ما يبدو تنقسم الحركة الحوثية بين دعاة الحرب ومن يريدون وقفها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات