امريكا تختبر صبر ايران!


ان القرار الامريكي الاخير بتصفير الصادرات النفطيه الايرانيه ربما يكون له تداعيات خطيره تدفع بايران لسلسلة من الاجراءات من بينها عرقلة حركة البواخر في مضيق هرمز الذي يعتبر عضلة القلب لبعض الدول العربيه فاغراق سفينه ضخمه مثلا في مسار البواخر قد يغلق المضيق محدثا حاله من الفوضى وعدم استقرار في سوق النفط تتوقف معه التدفقات الماليه الى دول الخليج وترتفع اسعار النفط بسبب ارتفاع التامينات وامتناع شركات النقل من المخاطرة بسفنها وهو ما دفع بترمب مؤخرا وربما بناءا على معلومات لفتح نافذه تفاوض امام ايران لتكون بديلا عن اغلاق المضيق لانه لا يرغب الدخول في حرب بقدر ما يراهن على اختبار صبر ايران واحداث حاله من الفوضى الداخليه لتخوفه مما تمتلكه ايران من ارتدادات قويه ومؤثره على المصالح الامريكيه والاسرائيليه في كل من العراق وسوريا الى جانب اليمن ولبنان وبنفس الوقت صعوبة التنبؤ بالقدره العسكريه الدقيقه لايران لذلك جاء قرار ترمب على عجل بوضع رقم سري للتفاوض في سويسرا وهو غير متاكد كيف ستتصرف ايران عند اقترابها من ساعة الصفر هل ستختار تلك النافذه التفاوضيه ام انها ستفضل وقف تدفق الاموال النفطيه على دول الخليج واحداث حاله من الفوضى السوقيه في اسعار النفط وعلى انماط الحياه ايضا داخل تلك الدول المستورده لنفط الخليج .

وبالرغم من ان قرار الحرب ليس جاهزا في ادراج الاطراف المتنازعه الا ان اي تقدير موقف غير صحيح او اي تصعيد عشوائي اثناء استعراض القوه قد يخلق ظروفا مفاجئه تشعل فتيل الحرب في المنطقه وربما لاي خطأ عسكري مدفوع او غير مقصود في هذه المرحله ان يفجر الموقف خارج مصالح العرب وايران والمستفيد الوحيد هو اسرائيل التي تسعى للتربع على عرش المنطقه العربيه بعد ان كشفت الحرب على اليمن حقيقة الموقف العسكري لبعض الدول العربيه وعدم قدرتها على الحسم بل استحالة دخولها في حرب مباشره مع ايران لاسباب كثيره. 

ان استثمار بعض العرب مؤخرا بالكيان الصهيوني وانقلابهم على تركيا وايران وعلى اشقائهم وقدسهم كان خطا جسيما غير مبررا زاد من حدة الانقسام والضعف وفتح المجال امام الاشاعات بينما كان من الاجدر بنا ان ننقلب على عروبتنا التي ساهمت في ضياع العراق وسوريا واليمن وليبيا والقدس وفلسطين ومع استمرار هذا التخبط السياسي والاعلامي وتحديدا قيام بعض فاقدي البصيره من المحللين والكتاب بالترويج للحرب على ايران واختلاق السيناريوهات الوهميه الساعيه لجر مستقبل الشعوب العربيه الى مواجهة تحديات اضافيه قد تعيد الامه الى ما قبل قرن من الزمان لذلك انا اتمنى على الدول العربيه ان تعيد النظر في الممارسات الاعلاميه الداعمه للحرب وان تضع حدا لها باسكات تلك الاصوات النشاز التي تشجع الحرب وتتجاهل قدرة امريكا على التنصل من التزاماتها واتفاقاتها لذلك لا ينبغي علينا ان نكون سببا في انهاء تاريخ امه حكمت العالم ونكون اداه بيد القوى الاستعمارية التي تريد لنا التقوقع والانكماش في حواضن تخدم اسرائيل وتقحمنا في حروب ليس لنا فيها لا ناقه ولا جمل بل ربما تاخذنا للحلقه الاخيره داعيا العلي القدير ان يحمي امتنا العربيه والاسلاميه من الضياع ويلهم قادتها البطانه الصالحه فتغيير المواقف والتاثير على الزعماء ليس امرا صعبا ولكن المشكله تكمن في الوصول اليهم وتقديم النصح لهم لا للحرب لا لتدمير الامه لا لصفقة القرن ولا للتطبيع واستعمار الامه من جديد .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات