لمصلحة من تستقيل الحكومة


على الحكومة أن ترحل، على الحكومة أن تستقيل، على الحكومة أن تغادر، هذه المطالبات التي تبرز على السطح كلما لم خطب في الوطن، أو برزت مشكلة من المشاكل، والسؤال الذي يطرحهو: لمصلحة من تستقيل الحكومة أو تغادر ؟.

في كل دول العالم تتعرض البلدان لمشاكل كبرى اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية أو ادارية، وتعيد هذه الحكومات مراجعة أو قراءة سياساتها وبرامجها وآليات تنفيذها وتصحيح اخطائها، أما في وطننا فهذه المطالبات بالتغيير سيف ذو حدين، أوله تهريب المسؤول من مسائلته وسؤاله ووقوفه عند حدود ما أقسم عليه وثانيهما زيادة عبء التجربة والتجريب على الوطن، فليس الوطن قادرا على تحمل المزيد من المناصب والكلف التابعة لها خاصة في الوظائف العليا ومراكز صنع القرار.

لايقاد الوطن بالعواطف الآنية والمشاعر، بل يقاد بالادارة النافذة والتخطيط السليم، وقد قلت في سابق مقالاتي ان عشوائية الحلول ونظام فزعتها هو مايربك كل أركان الدولة من هرمها لقاعدتها، وان كان الحل في رحيل الحكومة فما البديل؟. هل حكومة جديدة؟ . وكيف لخطط أو برامج بدأ بها وزير في وزارته أن تتابع أو تنفذ أو تحاسب عليها وزارته مستقبلا؟.

ربما أخالف الكثيرين مما يطالبون برحيل الحكومة في بقاءها ومد يد العون لها والوقوف معها صفا للخروج من أية أزمة أو مشكلة، وليس هذا تبريرا أو مديحا للحكومة، فجوانب الخلل والتقصير تستبين وتتضح في كل ما يحصل من خطوب للوطن، ولعل فاجعة الوطن الاخيرة في شهداء البحر الميت، كانت مثالا مفيدا ومثمرا في تحمل الحكومة لمسؤولياتها عن هذا الحادث الاليم، فاعتراف رئيس الحكومة أمام ممثلي الشعب عن المسؤولية الاخلاقية والادراية والقانونية لما حصل ماهو الا نهج تشكر حكومة الدكتور الرزاز عليه، من مكاشفتها وشفافيتها في ما حصل، فها هو الرجل يشخص ويتحمل المسؤولية وكأبن لهذا الوطن يضع الامر برمته أمام الوطن للخروج منه بما يفيد وينفع في ماحصل ولأخذ العبر والدروس لما في المستقبل.

حكومة الوطن في ظل تراجع الامكانات وانتشار براثن الفساد التي عشعشت طويلا في الوطن نراها مكبلة ومقيدة في خيارات الحلول، فما هو ممكن بين يديها لايمثل الحد الادنى لطموح الوطن ومواطنيه، فكما الحكومة تئن عجزا وضيقا وقلة في الموارد والامكانات فعلى مجلس ممثلي الشعب بشقيه تقديم الرؤى والافكار والطروحات فما يظهر من شخص رئيس الحكومة أنه منفتح على هذا الاتجاه وبوصلته تؤشر على ذلك.

حمى الله وطننا وقيادتنا من كل العاديات والشرور.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات