ألــم الوداع .. فرحة اللقاء ..


لا.. لن أحمل منديلاً كي ألوح به مودعاً.. أو أمسح بعض دموعي ألماً على فراق من سافروا.. أو غابوا.. وهذا المنديل الذي لم أكن أقوى على النظر إليه أراه اليوم أنصع من ثلوج الدنيا...

فمن سافروا .. عادوا .. ولكن من غابوا لا يعودون !!! ومن لوحوا الأيدي المتعبة، لفوا الرأس بمنديل مغمس في كمشه من تراب الوطن.

تنادى كل مغترب ليقول حضوره.. فوجوده على أرضه قبل كلمته.. وحلاوة الوطن في عينيه، إنعكاس لهذا الإستقرار الذي لا يعرفه إلا من يقف على أرض ثابتة، والثبات دوما هو الوطــن ...

الوطن، ليس أحراجاً أو ماءاً كوثرياً، أو سماء تتقلد زرقة لون البحر دون أن يكون لها ذلك البحر، وإنما هي تلك العلاقة الواعية، والإرتباط المتناسق بين الإنسان ( رمز الفناء ) والوطن ( الرمز الصحيح للبقاء الأبدي )..

تحت هذه الراية يجيء المتغربون إلى أوطانهم، إلى بلادهم التي علمتهم سر العلاقة، وأصالة الوعي، وحميمية الإرتباط مع الصميمية التي لا تجاري في الإحساس، يجيء المغتربون وهم أهل البلاد، كي يقولوا اللغة الأحب إليهم، واللفظة الساحرة التي تعنيها كلمة الوطن - الأم - .

واذا كان الإغتراب مدرسة، فإن الوطن الأم معلمٌ كبير، يجيد الحب الأصيل لأبنائه، بذات اللغة التي يحلم أن يقهر بها أي إحساس بإغتراب المغترب.

إذ ليس هناك عذاب أشقى من شوق المغترب لوطنه، وليس هناك أقسى من لوعة المغترب عن أرضه ووطنه.. المعادلة الجديدة القديمة تقول، أن نعمة الإستقرار هي دائماً فوق الأرض الثابتة..

والثبات بكل معانيه. .. هو الوطن.. ودفء الأرض.. وحلاوة الشمس، والثبات أيضاً، أن يكون لكل إنسان موقع قدم متحرر من خوف البعاد، ومن رجفة التراب الذي لا يعنيه.

هكذا، تقول مدرسة الإغتراب، التي تبقى على الدوام رحلة في الحلم الذي يئن عذاباً.. في حين يقول الوطن- الأم، قصة الثبات وحرية الأرجل التي تعرف أن كل ذرة في هذا المتسع هو ملك لها..

جميل وعظيم أن يأتي المغترب، كي يقول كلمته.. حناناً وإقتصاداً.. ومشاريع وتدللا في المعاني.. والأجمل أن يهدر هذا النهر من الحب الجارف، وأن يخفق علمه في كل قلب، وأن تبقى نبضات الأرض حروف الإيمان في الحناجر...
ولكن الأجمل والأعظم، هو ذلك المكان الذي يخلد، ويبقى طويلاً لكل أبنائه وبناته...
إنه الوطن


محاسن الإمام - رئيسة مركز الإعلاميات العربيات
mahasen1@ayamm.org



تعليقات القراء

ولهانه
محلا الدار والديره ونبع الفــــــــوار والزينات ع النبعه يملّن جـــــرار

هب الشوق ما عاد لي بالغربة قعود شو مشتاق يرويني ابريق الفخار

محلا افراح ديرتنا والصحجة صـف والزينات بتغني وترقص ع الــدف

والشباب فرحانه تلّوح بالكــــــــــف والدبكات يحلّيها صوت المزمــــار

محلا مروجها الخضرا وزهر الربوات والزيتون والقعدة بظل الفيّـــات

والرعيان بالمرعى ترعى العنــــزات وبين جبال ديرتن نصيد الشنّـــار

حلوه كثير ديرتنا بشوف الأحبــــاب عنّا جياد نركبها ونهز ركـــــــــــاب

وع اللوزة وع الرّمانه وحبّ العناب كل ما يروق خاطرنا نطلع مشــوار
18-07-2010 02:54 PM
الوطن
جميل كلامك سيدتي ، ولكن الأجمل أن نحس أننا نعيش في وطن مواطنين ولسنا سكان يدفعون أجرة استئجارهم لهذه المساحة من الأرض مقابل كم هائل من الضرائب والرسوم ودون أن يعاملنا الوطن كمواطنين بل كدافعي ضرائب ، الوطن هو من يحتضن الفقير والمريض والغني والمدرس والطالب وكافة الفئات وليس ذلك الوطن الذي أصبح مرتعاً للكبار ويدوس على الصغار ، الوطن هو ذاك الذي كنا نعيش به يوماً ويعيش بنا ولكنه اليوم أصبح يعيش منا فقط.
18-07-2010 02:58 PM
منتديات النواصرة
لله درك سيدتي فقط لامس قلمك جرحي

سيمفونية الحب والوطن
بقلم / سامي النواصره


جالس كعادتي امام نافذتي
نيام انتم فها انا من جديد مع وحدتي
اراقب حبات المطر التي مزجت بلون ابيض
ثلج ثائب في مسمات المطر كذوباني في كنزة حبيبتي .
وارى الشجر الواقف عاريا ويبداء حديثنا المعتاد
ما تفرق عني انت ؟؟
انا في برد وصقيع عاري وانت وراء نافذتك تراقبني
عندك دفء غرفتك؟؟
ولكن لا تنسى عندك مثلي برود
برود غربتك وعندك صعيق الحنان المتعطش له لا دفئه فما الفرق بيننا
فارقتني اوراقي الحانيات علي... وفارقك الاصدقاء ...
صدقت ايها الشجر .. فقد رحل من رحل وهجر من هجر
ارى حبة مطر تسيل كالدمعة على خد نافذتي وكانها تبكي على حالي
وضوء خافت من بعيد يعطي حبات المطر لمعان اللؤلؤ فيذكرني بحال امتي
وكاننا نركض ونركض وراء كل بريق وكل لمعان
وحين نصل ما هي الاحبات مطر لابل بريق ضوء خافت لا دفء فيه ولا خير فيه
تاخذني افكاري بعيدا وكاني ابحث عن الدفء في الحواري التي لعبت بها ..مررت بها ..عشت فيها...... وعشت معاناتها
رغم الشعور بالوحده ورغم مرارة الغربه الا اني اتمتع لو لحين
في ذكرياتي بين وجوه المحتاجين .. المساكين ... بين ازقة حارتي والدكاين
واصرخ في احشائي واتذكر ممنوع الازعاااااج هنا
ولكن اصرخ واصرخ واقول مااجملك يا حارتي ما ادفء دروبك
ما اطيب سكانك حتى رغم المسافات تدفئيني بذكراكي
وتحتظنيني كما احتضنتيني طفلا
تبددي مني وحدتي .. تبعثري مني الكبت المطبق على صدري
ابتسم وابتسم لها وتعود تبتسم لي
وكان البرق والرعد احسا بحالي
اعلانا الفرح ... اعلانا ان هذا الانسان فرح (ولو لحظه)
انه في حلمآ وطنيا جميلا بديعا
فلنحتفل واياه وتبدا سيمفونية الليل الماطر الساهر معي بالعزف
وتحن الطبيعة على حالي ... تجتمع مع افكاري
ليرسما اجمل منظر
منظرالطبيعة الالهي وطيف بلادي في خيالي
وتبداء دموعي تنهمر انهمار المطر
وتجتمع معي كل الاحاسيس للسهر
قلمي واوراقي وقهوتي ... والسيمفونية تحلي المنظر
وتبداء اهاتي بمناجاتي تحاول ان تخفف دمعاتي
ونافذتي التي تعلن ان حبات المطر كلت من مناداتي
تحاول ان تسليني همي بالسقوط وكانها في جنباتي
وهنا يبداء المتكرر .. وجه حبيبتي المتبسم
وعلى شباك نافذتي شعرها ينسدل
وتعود لي البسمة وكان طاح عن كاهلي الحمل
حبيتي هنا وانا ابكي
لا .. لا..لا .. لا
لا ارديها ان تحمل همي او تتكدر
فانا احب ان اراها متبسمة
وهنا جمال المنظر
اهلا بوجه القمر
انيري عتمي يا ريح العنبر
يا قطرة الندى يا وردتي
واعلني كما عودتني مع بسمتك بزوغ الفجر
ابتسامة حبيبيتي والسيمفونية تعلو وتحتفل
كانني انا المنتصر .. انا المنتصر
نعم فلقد رائيت وجه حبيبتي قبل الستارة ان تنسدل
فجمعت وجه حبيبتي و طيف حارتي في عيوني
وغفوت كانني طفل ... ونامت عيوني
وحبيتي و وطني بين جفوني
18-07-2010 08:05 PM
دعاء
شكرا رقم 2 بس مهما كان وطنا غير لو جربت الغربة بتحس الفرق أنا من الناس إلي لما سافرت شعرت بقيمة بلدي ..... فإن جار علي عزيز نعشق الورد لكن نعشق الأرض أكثر
19-07-2010 12:59 AM
هاني مرايات
مقال يبعث على الالم
السيدة الامام مفخرة للمرأة الاردنية
تحياتي لك
19-07-2010 03:32 PM
سميح العجارمة
سيدتي ..
من حروفك أشعر أن الوطن بالنسبة لك حالة عشق أبدية .. بو ركتي و بورك قلمك المخلص للأردن و للأمة .
20-07-2010 01:46 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات