الى حكومة الرزاز الموقرة


المواطن الاردني البسيط كـ(امثالي) يريد من الحكومة الموقرة هذه الايام بكل وضوح شيء واحد فقط مبدئيا, واعتقد ان هذا الشيء ليس مستحيلا على حكومتنا الموقرة,..الشيء الواحد هو تحديد (خط الفقر) شريطة ان يكون هذا الخط دقيق وصحيح وواضح المعالم وكما يقال اخر طبعة, وكمتابع لمثل هذه الخطوط فقد تداخلت عندي وعند غيري خطوط الفقر التي تصدر من الاعلاميين المعنيين هنا وهناك, ولم اعد كغيري ان اُحدد بالضبط معالم هذا الخط وبالتالي تشوّهت عندي الطبقات الثلاثة للمجتمع واهمها (الطبقة الوسطى) التي نسمع عنها الكثير الكثير بانها واضحة ولن تُمس اطلاقا والاقتراب منها هو في حكم الاقتراب من المحرمات الكبرى.

نحن على اعتاب 2019م وليس لدينا معالم وقراءة دقيقة وواضحة لخط الفقر, وهذا يؤكد لنا واحد من حالتين, اما اننا لا نستطيع حساب هذا الخط وهذه مصيبة, او اننا لا نريد ان نرسم هذا الخط بعد ان قمنا بحسابه فتلك مصيبة اعظم, وفي كلا الحالتين نكون قد وقعنا في دائرة تضليل المواطن وإبعاده سنة ضوئية عن حقائق هذا الخط,..انا واعوذ بالله من كلمة انا وكدارس لمادة الرياضيات اعرف جيدا كيف تسير الخطوط, واعرف جيدا وكيف تتقاطع الخطوط, وافهم عن بعد كيف تنحرف الخطوط, فعلم الخطوط علم ليس سهلا وبالذات اذا وقع على ورقة او صفحة الرسم البياني, وما ادراكم ما صفحة الرسم البياني.

نعم نريد رسم (خط الفقر) على صفحة الرسم البياني مكّبرة الف مرة ومرة كي نحدد طبقات المجتمع الثلاثة, وبدون هذا الخط سنبقى نتخبط بالفواصل الموجودة بين هذه الطبقات الثلاثة, وسنبقى نتحدث عن الطبقة الوسطى في الوقت الذي اصبحت فيه هذه الطبقة مُفرغة تماما من البشر هبوطا لا صعودا, في المقابل وهذا ما ينقصنا بالضبط فان خط الفقر في بعض الدول معلن ومعروف لدى جميع شرائح المجتمع كل منطقة بمنطقتها, كل ذلك من اجل توزيع برامج التنمية في تلك المناطق المحددة مسبقا, ومن اجل زيادة تساوي فرص التعليم ومن اجل تقديم الخدمات الصحية الى غير ذلك من خدمات, فحسب تباين خطوط الفقر في المناطق تُبنى الخطط والمشاريع والبرامج التنموية.

الغريب العجيب انه مطلوب مني كمواطن اردني بسيط ومن غيري ابناء الوطن ان نقرأ وان نفهم مشروع قانون (ضريبة الدخل) وانا كغيري من المواطنين لا نعرف او بالأحرى لا يوجد لدينا خط فقر لعام 2017, ولا نعرف او بالأحرى لا يوجد لدينا تحديد معالم من هي الطبقة الوسطى حتى نهاية عام 2017, وهنا استطيع ان اعلن التحدي المنهجي وكلي تواضع من أي انسان كان من يكون ان يعطيني الرسم البياني لخط الفقر لأخر ثلاث سنوات, او ان يعرّف لي ما هي الطبقة الوسطى بالضبط وكم هي نسبتها في المجتمع الاردني لأخر ثلاث سنوات.

بقي ان نقول: لا يمكن باي شكل من الاشكال والحال هكذا ان نضع معالم واضحة لقانون ضريبة الدخل دون تحديد الرسم البياني لخط الفقر في جميع مناطق المملكة ودون اعطاء تعريف اجرائي للطبقة الوسطى وكم هي نسبتها في المناطق لدى المجتمع الاردني, وهنا اؤكد حقيقة مفادها انه على المعنيين في حكومة الرزاز الموقرة تقسيم المملكة الى ثلاثة اقاليم (جنوب, وسط, شمال) ومن ثم تحديد الرسم البياني لخط الفقر في كل اقليم من هذه الاقاليم, واعطاء صفة للطبقة الوسطى في كل اقليم من هذه الاقاليم ايضا,..عند ذلك يتم قراءة وفهم وقبول قانون ضريبة الدخل مهما كان شكلها ومضمونها, فالقضية ليست قضية قبول ورفض لقانون ضريبة وطنية على دخل مواطن اردني مؤمن كل الايمان ان له وعليه, له حقوق وعليه واجبات, انما هي ليس اكثر من عدالة في الحقوق وعدالة في الواجبات, ..اقول عدالة وليس مساواة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات