الصحة وما ادراك ما الصحة ( مستشفى الأمير فيصل )


ما اكثر الشعارات ومخترعيها ومطلقيها ومسوقيها ، ما أجملها من شعارات براقة توحي لنا أننا ما زلنا ننعم بالصحة والسعادة ، شعارات تشمل كافة نواحي الحياة ، ولكنها لا تتجاوز حجم الورقة او اللافته المكتوبة عليها . شعارات جوفاء لا تشبع جائع ولا تعلم جاهل ولا تشفي مريض ولا تكسي عاري .
وكل مشكلة يعاني منها الوطن والمواطن ستجد من يتطوع ليطلق شعارات مرحلية وشعارات استراتيجية للمعالجة الشكلية والتي ستزيد من تفاقم المشكلة للحد الذي سيكون من الصعب معالجتها .
الصحة وما أدراك ما الصحة !!!
عندما يصل الأمر أن يستجدي المواطن الحد الادنى لحقه في العلاج والرعاية الصحية فعلى الدنيا السلام
ان المتتبع لمواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الالكترونية يجد ان هناك اشكالية كبيرة جدا في تقديم الرعاية الصحية للمواطن ، وما يحدث في مدينة الرصيفة ليس بمعزل عن باقي مناطق الوطن

وكالعادة ما زال مسؤولوا الصحة في وزارة الصحة ــ يطلقون الشعارات والتصريحات حول تحسين جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى ، وتقديم تعهدات كثيرة جدا معظمها يدور حول المرضى ورعايتهم ، شعارات أُطلقت ، صحافة كَتبت ، وابتسامات صفراء وزعت وسرعان ما تلاشت،وبقيت الصورللذكرى شاهدة على الشعارات ومن أطلقها .

في مستشفى الأمير فيصل في لواء الرصيفة ـ الذي تعدى عدد سكانه حاجز (700000 ) ألف نسمة ــ ، ظن الكثير ــ وإن بعض الظن إثم ــ ان في مدينتهم مستشفى قادر على استيعابهم ولديه من المعدات الطبية ما يغنيهم عن رحلات العذاب لمستشفيات أخرى ــ ليست بأفضل حال ــ شكاوي لا تعد ولا تحصى عن شبه انعدام للنظافة ، وعن معاملة غير لائقة للمرضى ومرافقيهم ، عن نقص شديد في الكوادر الطبية والمعدات والادوية ، وساطات ومحسوبيات في حجز الدور للمرضى ، تأخير بعض الاطباء في البدء بمعالجة المرضى ،
مراجعين يتألمون، والرعاية الصحية تلاشت ،وحبة الدواء السحرية حاضرة لكل الأمراض .
وما تبقى من صحة المواطن المريض سُرقت لأنها على حساب وقتهم والامهم وأوجاعهم ،

ويطل علينا ــ قبل وقت ليس بالطويل ــ أحد نواب الوطن ليقول ( ان مريض السرطان ميت ميت ، فلا داعي أن يكون عبئا على الدولة ويكلفها أمول للعلاج )
أصبح المريض ــ بمفهوم بعض المسؤولين المرضى ــ ( لا شيء ) وهو رقم يسير على الارض ، هو مصدر رزق الحكومة لجني المزيد من الضرائب ، لا يهم إذا كان صحيح الجسم او معتل ، لا يهم ان كان يسكن في بيت او خيمة أو جوف مغارة ، لا يهم إن كان يعمل او لا يعمل ، لا يهم ان كان يعين أسرة لا تجد ثمن رغيف الخبز او حبة الدواء .

الحقيقة الراسخة والثابتة والتي لا تقبل التأويل أو التعديل ( المواطن هو لا شيء ) في نظر البعض من أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة ...
هناك الكثير من الحالات السلبية والشكاوي والمواضيع التي كُتبت ونشرت عن الوضع الصحي العام في الكثير من مستشفيات هذا الوطن بشكل عام وعن مستشفى الامير فيصل بشكل خاص .

ولأن جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين قال (( تحسين مستوى حياة المواطن يتطلب الاهتمام بالرعاية الصحية وهي (( حق )) كل مواطن ومواطنة ))
ولأن وزارة الصحة تعتبر الجهة الحكومية المسؤولة عن جميع ما يتعلق بالصحة في المملكة الاردنية الهاشمية وذلك استنادا لقانون الصحة العامة رقم 54 لعام 2002
وخصوصا (( حماية الصحة العامة من خلال تقديم الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية والرقايبة ))

لذا يا معالي وزير الصحة ، وأنت تعلم أن من حق المواطن أن يجد الرعاية الصحية بشكلها ومضمونها وجودتها ، من حق المريض أن يُعطى هذا الحق كاملا .
معالي وزير الصحة. الذي يحدث أن هذا الحق أصبح (( مكرمة وهبة وواسطة )) تتبع مزاج إدارة المستشفى ، حق المريض أصبح بالواسطة يا وزير الصحة .
ألم يحن الوقت للنظر ببعض المشاكل ومحاولة علاجها ، ألم يحن الوقت لأن يكون الشخص المناسب في المكان المناسب .
ألم يحن الوقت أن يشعر المواطن بوجود مستشفى حقيقي .
ألم يحن الوقت للنظر إلي المريض على أنه انسان .....

ونظرا لما آلت إليه الاوضاع الصحية في مستشفى الأمير فيصل في مدينة الرصيفة من تردي الخدمات الصحية والرعاية الصحية والعلاجية ، وعدم الاهتمام بالمراجعين والمرضى ، وعدم حصولهم على الحد الأدنى من الرعاية الصحية والعلاج ، ونقص في الأسرة وتردي النظافة ونقص في الأجهزة والمعدات ، ونقص في الكوادر والتخصصات ،
ولأننا أردنيون يجب أن نكون متساوون في الحقوق
ولأننا أردنيون يجب أن نعبر عن الرأى بحرية
ولأننا أردنيون يجب ان نجتمع ونتحرك لنيل حقوقنا ومنها الرعاية الصحية للجميع
ندعوكم جميعا لنكون صفا واحدا ضد كل من تسول له نفسه أن يعبث بحياتنا وصحتنا ، وضد كل من يحاول جعلنا نستجدي العلاج والرعاية الصحية وهي حق من حقوقنا وليست هبة ولا منة ولا مكرمة ،،،

وللحديث بقية






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات