في الأردن من أخرج المارد من القمقم


تعيش الاردن منذ اسبوع على وقع احتجاجات متصاعدة قادتها في البداية نخب نقابية وشعبية واقتصادية وسياسية حملت على عاتقها الدعوة والتحشيد لتنفيذ إعتصام للمطالبة بإسقاط قانون الضريبة الجديد ... حيث لاقت تجاوبا واسعا وتصاعدا في الحراك لتتحول الى حالة مفتوحة من ( الدلال المفرط ) بعد تثوير الجماهير التي استطاعت بداية إسقاط حكومة الملقي... ليتحول الموقف بعدها الى حالة تحشيد إضافي وتجييش للصفوف ورفع سقف المطالب لتتحول المسألة الى طقوس يومية متصاعدة الوتيرة ويضاف اليها بعض من الكوميديا السوداء والهدف منها للغالبية هو التعبير عن رفض جماهيري للوضع الأقتصادي الصعب الذي يعيشه الجزء الأكبر من الشعب ...
لقد اطلقت نخب المرحلة ومنها مجلس النقباء المارد من القمقم، إعتمادا في البداية على (الشعرة التي قصمت ظهر البعير) وهي قانون الضرائب الجديد الذي قدمه رئيس الوزراء السابق هاني الملقي وبدأت الرموز تشعر بالنشوة بعد أن وجدت ان صوتها له الصدى لدى القصر كما جرت العادة... ليتحول الحراك من الإحتجاج الى نوع من الإنتقام على ما مضى من وجع اقتصادي وفساد سابق .. في حين بدت الحكومة المستقيلة عاجزة عن الدفاع عن سياساتها الأقتصادية التي هوجمت وبشدة حاملة معها وزر ما سبق من سياسات. ليبدء الطرف الاخر برفع سقف المطالب والأستمرار بالإضراب وتصعيده حتى بعد أن رحلت حكومة الملقي.
لقد بدأت الان ملامح حالة تعجيز مسبق بالظهور امام رئيس الوزراء المكلف حديثا الدكتور عمر الرزاز، فلقد اخرجت نخب المرحلة الطارئة جميع اوراقها التي جمعت على مدى عصر كامل وبدأت بطرح ورقة بعد اخرى معلنة تحديها للدولة في وكأن حالها يقول ( أرني سحرك الان..!!)... وهم يعرفون ان لا عصا سحرية بيد الرئيس القادم ولا حلول فورية ولا بدائل سوى العمل المشترك والانتماء الحقيقي للوطن والحوار الهادف لا الحوار المسبق النتائج في رأس من وجد نفسه ديكا على تل نفايات الفوضى...متورطا بأرتال المارد الخارج من القمقم بعنف ...
فعناوين المطالبات منطقية من حيث المبدء ولكن ما يحدث في الساحات وفي المهرجانات واللقاءات الخاصة ببعض المتسارعين لتصدر المشهد ( الشعبي) من نقابات واحزاب ورقية لا يمكن ان يكون منطقيا حين نرى ان السم قد خلط بالعسل ووزع طعاما لفقراء العقل والمنطق لتأتي اصحاب المصالح الخفية والاجندات المشبوهة لتعتلي ظهورهم وتقود الجميع هنا الى جهنم بالنتيجة .
لقد بدأنا الأمس ب (بشبرية وشيشة معسل ) وخطباء يطالبون بتخصيص ارض القمر لهم، وقبلها بأيام اعتقلت قوات الأمن الأردني ثماني من شبيحة الأسد بين متظاهري عمان يطالبون بألغاء قانون الضريبة عن الأردنيين..!!!،وقنوات خارجية فتحت بثا مباشرا من على مركبا يبحر في لمتوسط دعما لحملة الأسلحة البيضاء في بين محتجي عمان...
نرى هنا أنه من المستحيل ان نفسر الكابوس العابر (على وعن) الأردن حتما سوى أن صناع السياسة الصفراء في زوايا العالم المأزومة بنفسها قد استشاطوا غضبا من بقاء الأردن شامخا متماسكا ومتمسكا بالحق الفلسطيني بعيدا عن كل المزايدات والمزادات ... ومن هنا لعبت غرف العمليات القذرة في هذه الدول على استئجار بعض العقول المريضة في الأردن لتركب موجة الاحتجاجات وتفعل الشر في الساحات، ولكن علمتنا الأيام أن الأردن كما توأمها فلسطين هي باقية والليل حتما زائل ...وإن أعتلى (كوهين) في الساحات على كتفي (أحمد) .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات