عندي رسالة اليك يا دولة الرئيس هي اشفى للصدور من رسائل العينيين الذابلتين, اللتين كسر اجفانهما الذل والخنوع للتيار المعادي للاردن , والذي يصب في بحيرة الزور والكذب ويفتت امل الاردن بالنجاة , ويجعل الكلمة العليا للنفاق والغرور والزخرف والزور للبوار , ومحق الحضارات وانهيار الامم ودحرجتها الى قاع الرواسب , قاع الذوبان والنسيان.
إنهض يا دولة الرئيس وانتفض , واتخذ موقفا يدل على انك اردني حر معتز بارنيتك ومفاخر بها على رؤوس الاشهاد , وصامدا بموقفك متحديا ثابتا وطيدا عازما.
إنتفض يا دولة الرئيس فوالله المعز والمذل لن ياتي موقفا اخطر من موقف البقرة الهولندية علينا التي تريد شطب اسم الاردن من الخريطة الدولية واستبدالها بفلسطين حلا للقضية, فهيا دع الجبال حولك تتطاير الى ذرات واجعل من خلفك البحور زبدا وكرات, ولا تلتفت برهة حولك فكل شيء سيندثر الا الاوطان والمواقف المشرفة , فانتفض مؤمنا برب واحد إله صمد ثابت يغير ولا يتغير , إله لا يتحول ولا يتبدل , لانه حق لا يماري ولا ينقض ما يبرم.
إنتفض يا دولة الرئيس وانتصر للاردن وشعبه ودماء شهدائه, ولا تلتفت لمن ينعق حتى لو خلع البشر جميعا من حولك العذار, ودفنوا الحشمة وارتضوا العار.
فالامر خطير جدا يا دولة الرئيس ولا اظن بانه سيأتي علينا يوما ما هو اخطر مما صدر عن البقرة الهولندية بالغاء اسم الاردن من الخريطة الدولية, فهيا نُخرج معك من انفسنا المستعمر, ليخرج من فكرنا وارضنا الى الابد , وكفانا غراما باصحاب البشرات البرتقالية والشقراء والصفراء, الذين سا موننا سوء العذاب من غير ضمير يردع ولا قانون يمنع.
تألمنا من الموقف الرسمي ولا ادري يا دولة الرئيس ما القيمة الحقيقية وراء الصمت الرسمي الاردني تجاه ما يحاك للاردن بالظاهر والخفاء , حتى ظن الاردنيون بأن هناك مؤامرة تنتظر التنفيذ ,فساورهم الشك فيما يجري من صمت باحد امرين : إما ان يكون موقفنا الرسمي ليس للاردن مكان في ضميره ووعيه الفكري والسياسي , والاخر ضعفه وعجزه عن المواجهة وارتضائه ما يحصل لنا؟, ولا اظنك يا دولة الرئيس من اتباع هاذين الموقفين فهيا انتفض لتري شعبنا الاردني وطنيتك الحقيقية.
فمن حقنا الخوف على الاردن ,فلا يكاد يمر علينا عام دون ان نسمع ما يوتر النفس الاردنية ويقلقها, حتى بتنا نشعر باننا في حضرة الموقف الرسمي الاردني أذلاء في وطن لطالما صنع لغير اهله الكرامة , لنتساءل بعدها اليس اجدر بمن يصنع لغيره الكرامة ان يصنعها لنفسه واهله يا دولة الرئيس؟؟؟.
فالاردن ودماء شهدائه يستحقان من الموقف الرسمي اتخاذ خطوات هائلة مدوية تليق بالاردن , على ان يكون الموقف بحجم تصريح البقرة الهولندية عن الاردن , راجين ان لا نردد بان هذا الموقف لا يمثل وجهة النظر الرسمية الهولندية, وان لا نقول عن مصدره هذه المرة مخبولا , فلقد سئمنا تلك الاسطوانتين المشروختين, فالموقف اليوم كبير ,وما صدر من تصريح خطير , وللاسف لا زالت موقفنا الرسمي نائم في بئر حاملا اوراقه ينتظر التسطير, ليكتب عليها ما تيسر من التقرير.
انتفضي ايتها الحكومة تجاه ما حصل واتخذي قرارا تاريخيا يدعمك به شعبك , ويقف خلفك , فانتفضي اذا ايتها الحكومة وأرينا الوجه الاردني الطاهر النقي , فما صدر عن البقرة الهولندية ليس صادر عن شخص مستقل , بل هو فكر تردد وسمعنا صداه اكثر من مرة, ومن اكثر من مكان في الداخل والخارج .
انتفضي ايتها الحكومة وشمّري عن ساعد الجد, فالاردنيون اليوم لا يريدون خبزا ولا استثمارا ولا ماءا ,لايمانهم يقينا بان رازقهم في السماء كريم وعادل ولن يخذلهم الى يوم الدين, كما انهم مؤمنون بان مستقبلهم بيد الله وحده , وليس بيد امريكا وهولندا واعوان الشيطان.
نرجوا من الحكومة اتخاذ خطوات مهمة حيال التصريح الهولندي بوقف استيراد كافة المنتجات الهولندية فورا , لعل الهولنديون المصدرون يثورون على صاحب التصريح وينصفوننا اكثر من حكوماتنا واشقائنا .
فكفانا مهانة يا دولة الرئيس فيما يجري لنا , ولنستمع معك الى قول عرار :""اسرع يا هداك الله وكفر عن تلك الخطية "", واتخذ قرارا يسجله التاريخ لك في سفر الاردنيين الخالد , وسنكون جميعا خلفك معارضون ومؤيدون لحكومتك .
فالباب لا زال مفتوحا لعودة القرار الرسمي الاردني لاحضان الوطن الحبيب الدافئ, ودعني اذكرك يا دولة الرئيس بموقف وصفي التل وحابس المجالي ,عندما انتفضوا يوما لحماية الاردن من مخططات احيكت لهم في وضح النهار لسلب الاردن من ابنائه, فدخلوا المجد الاردني من اوسع ابوابه , ولذلك لا زلنا نترحم عليهم ونتذكر ايامهم الطاهرة ودمائهم الزكية ومواقفهم المشرفة .
فيا ترى: لماذا غاب الموقف الرسمي عن الرد بنفس قوة التصريح؟, لا ندري , اللهم الا اذا كانت الحكومة بانتظار ما هو اخطر منه على الاردن ؟, ولا اعتقد ان هناك ما هو اخطر من ذلك؟, راجيا ان تعلم يا دولة الرئيس اذا ما قررت اتخاذ قرار وطني بحق ما جرى ان تعلم, بأن أي قرار لا يتم استخلاصه من صميم موضوعه وعلته وروح شعبه ودماء شهدائه , فانه يتحول الى موقف ضلالي ومضلل.
وحتى ذلك الحين نرى بأن من حق الشعب الاردني انتظار عودة وصفي وهزاع وحابس لعلهم ينتفضون بدلا عنا من القبر للدفاع عن الاردن ,ف مجرد ذكر اسماء هولاء الابطال الشهداء يمزق قلوب المتآمرين, ويجعلهم يولوا هاربين.
وقفة للتأمل" لا زال البعض يمارس علينا في الاردن لعبة الذل والهوان بلا حسيب ولا رقيب, فيا دولة الرئيس وفريقك الوزاري:
هُبّوا فأمتكم أمست على خطر - - جارت عليها الاعادي جَوْرَ منتقم".
Quraan1964@yahoo.com
* عضو اتحاد الكتاب والادباء الاردنيين