حقوق اللاجئين الفلسطينيين خط أحمر


الكاتب عوض الصقر
الاجراءات الاستفزازية التي اتخذتها وكالة الغوث الدولية (الأونروا) بحق اللاجئين الفلسطينيين تنسجم بكل تأكيد مع توجهات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يدعو باستمرار الى تفكيك الوكالة وشطبها من الوجود.

وكانت الاونروا قد أنهت خدمات عمال المياومة كما أمرت بازالة جميع الصورة والرموز التي تشير الى فلسطين ومدنها وقراها وتؤكد على حق العودة، من جدران المدارس ومكاتب الادارات المدرسية والفصول الدراسية.

وها هو الرئيس الاميركي دونالب ترمب يعمل لتحقيق هذا الهدف بتجميد مبلغ 125 مليون دولار كان من المفروض أن تدفعها بلاده لميزانية الوكالة لهذا العام إضافة الى تصريحات مندوبته في الأمم المتحدة نيكي هايلي التي ربطت بين استمرار المساهمة الأميركية وبين موافقة الفلسطينيين على العودة لطاولة المفاوضات المتوقفة منذ عدة سنوات، في عملية مقايضة وابتزاز واضحة، وهذا ما ينذر بالمزيد من المخاطر التي ستتعرض لها الوكالة الأممية خلال العام الجاري الذي سيحيي فيه اللاجئون الفلسطينيون الذكرى السبعين على نكبتهم. وكان ترمب قد عمل على انسحاب بلاده من منظمة اليونسكو التابعة للامم المتحدة بسبب موقفها الداعم لاعتبار مدينة القدس الشريف من الاثار العالمية المهددة بالخطر..

وهنا لا بد من الاشارة الى أن قرار تأسيس وكالة الغوث رقم 194 لعام 1949 أكدَ على حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة والتعويض واستعادة ممتلكاتهم التي اغتصبتها العصابات الصهيونية المدججة بالسلاح، ما يعني أن حل الأونروا مُرتبط بتطبيق حق العودة.

إن استمرار الاونروا بتقديم الخدمات الاجتماعية والتعليمية والصحية لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني يعيشون في مناطق العمليات الخمسة وهي الاردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة ، له دلالة ورمزية سياسية كبيرة باعتبارها شاهدا تاريخيا على الجرائم الصهيونية التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني الأعزل وتهجيره من أرضه عام 1948.. كما أن لها دورا كبيرا في التنمية البشرية لمجتمع اللاجئين الفلسطينيين، وبالتالي لا يُمكن انهاء هذا الدور إلا بعد زوال أسباب قيام الوكالة بعودة لاجئي فلسطين إلى أرضهم التاريخية وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة المشار إليه..

إن تقليص خدمات وكالة الغوث يُشكّل خطرا على حياة اللاجئين الفلسطينيين، وحربا جديدة عليهم. مع الاشارة الى ان أكثر من مليون لاجئ في قطاع غزة يعيشون على المساعدات الإغاثية المُقدمة لهم من الأونروا، إضافة إلى أن نكبة لاجئي فلسطين المقيمين في سوريا تتطلب دعما متزايدا من الأونروا في ضوء الاوضاع الصعبة التي يعيشونها حاليا.

إن المحاولات الأسرو-أميركية لتصفية وكالة الغوث ما هو الا ذريعة ووسيلة ضغط بائسة لتمرير مشروع صفقة القرن الهادف لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة وخاصة حقهم في العودة الى ديارهم التي تم تهجيرهم منها..

إن هذا الواقع يتطلب تحركا عربيا وإسلاميا ودوليا سريعا لوقف المساس بالاونروا إلى حين انتفاء أسباب تأسيسها، وحث دول العالم للاستمرار بدعم ميزانيتها والسعي لدفع الجمعية العامة للأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتها باعتبارها هي التي أنشأت الأونروا وهي صاحبة الولاية عليها، وهنا أعتقد انه يتوجب على الاردن، أكبر دولة عربية مضيفة للاجئين الفلسطينيين وصاحبة الولاية الشرعية على القدس والمقدسات فيها أن تبادر لاطلاق حملة اعلامية شاملة تتضمن عقد مؤتمر دولي للدول المانحة في عمان ودعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة للتحذير من مخاطر تفكيك وكالة الغوث وإلغاء دورها لحين حل قضية اللاجئين الفلسطينيين التي تأسست لخدمتهم ورعاية شؤونهم.

وفي أشير الى نجاح الاردن في دعوة الجمعية العامة للامم المتحدة مؤخرا للتصويت على قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده الى القدس حيث رفضت الغالبية المطلقة من دول العالم هذا القرار واعتبرته باطلا ولا قيمة له، مع التأكيد على ان قيام الاردن بهذه الخطوة سيجلب المزيد من الدعم لميزانية الاونروا كما انه سيؤشر الى التداعيات الخطيرة على أمن واستقرار المنطقة والعالم في حالة تصفية الاونروا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات