سقوط ترامب وسقوط صفقة العصر


اليوم وبعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ألأممي شكل إثبات على الإجماع الدولي على بطلان قرار ترمب بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، ورغم قناعتي إن المجتمع الدولي ومنظماته لتعدو إن تكون مسرحا للتهريج وان الأمم المتحدة عبر تاريخها كانت سببا في ماسي امتنا، وإنها ليست سوى منبرا للكبار يتقاسمون فيه دمنا عبر شرعية دولية زائفة يحكمها قانون "الحق مع القوة"، ولكن هذه المرة وصل العالم إلى نقطة اللاعودة عندما دخل في منعطف خطير يتمثل في إن قواعد اللعبة الدولية التي وضعها الكبار قبل مئة عام أصبحت غير ملائمة للقرن الحادي والعشرين وصارت الحاجة ملحة لإنشاء نظام عالمي جديد، لأن خارطة المصالح الاقتصادية والتناقضات الجيوسياسية والثقافية بلغت الذروة، وصارت "الاتفاقات والمواثيق" المكتوبة التي تحدد "طبيعة" النظام العالمي منذ الحرب العالمية الأولى، صارت مستهلكة بعدما انهار الاتحاد السوفيتي وخرجت الولايات المتحدة مهزومة من العراق وأفغانستان وخروج الصغار عن نطاق القبة الحديدية..

الأمر هنا لايتعلق بان الأمم المتحدة ستعيد حقوقنا ، الحقوق تسترد وتنتزع بالجهد والتضحيات فلا أحد يقاتل نيابة عنا، ولكن الأمر الهام هو اعلان نهاية عصر البلطجة الأمريكية بعدما كانت في يوم من الأيام هي من تصدر قوائم بالدول و تحدد للدول والزعماء حتى نوعية الطعام الذي يجب إن يتناولون.

ولكن يجب أن لا نكون من الحالمين بان الأمم المتحدة تنصرنا ولكن الأمر يتعلق بانهيار وسقوط الثور الأمريكي وثقافة الكابوي وسقوط الشرعية الأخلاقية وفشل صفقة العصر قبل طرحها و انكشاف ضحالة مايسمى القيم الأمريكية.

كان يجب علينا إن نعي منذ سنين إن الإمبراطورية الأمريكية انتهى عمرها وإنها في طريق الاضمحلال والسقوط لأن أمريكا سقطت ليست كقوة عظمى، ولم تعد تمتلك العصا السحرية التي كانت تلوح بها للعالم قبل سنين، السؤال الأخطر؟
ماذا عن الممالك التي رهنت تاريخها ومستقبلها لترامب وهو اليوم يواجه الإحباط داخليا وتلاحقه المحاكم ويواجه الحصار عالميا فصار موضع سخرية للعالم، فكل العالم يهزأ به ويراه عارياً إلاّ ممالك الرز تعتبره الفارس المغوار(المنقذ ) بل ويرسمونه حتى في أحلامهم كما ترسم الصبايا العاشقات أحلامهن عن فارس الأحلام، فأيقنوا إن ترامب هو أمير قلوبهم..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات