لماذا تركنا الأصدقاء وتخلّى عنّا الأقرباء ؟؟


الاردن في وضع لا يحسد عليه فهو يقف وحيدا في مهب الريح بعد ان تخلّى عنّا من كنّا نظنهم اصدقاء او من كنّا نعدّهم من الأقرباء . ولو سالنا أنفسنا لماذا كل هذا الظلم من ذوي القربى ولماذا كل هذا الصدود ممن كنا نتبجح أمام العالم بأنهم شركاؤنا الاستراتيجيون وأصدقاؤنا الذين لن يتخلوّا عنّا وقد الضيق ... اعتقد أن الخلل فينا وان كل زيارات رجال الدولة من راس الهرم ولأصغر موظف لم تأت بأية ثمار او فائدة سوى التصريحات الصحفيّة عبر وسائل الاعلام التي ليس لها جمهور يثق بها .

فمصر وبزمن قياسي نجحت في تحقيق مصالحة بين فتح وحماس لتكون ممهدة لحل للقضيّة الفلسطينية على حساب الاردن الذي طالما اعتبر هذه القضيّة قضيتّه الاولى وكان ذلك بجهود ومباركة وموافقة امريكيّة دوليّة واقليميّة وعربيّة وضعت الاردن على الرف وأوجدت مستجدات الخاسر فيها قطعا هو الاردن وبالنسبة للسعودية لم يعد الأردن (الشعب والنظام) يشكّل لها ولدول الخليج اية اولويّة او أهميّة ونحن الذين كنّا نعوّل على حضور العاهل السعودي لمؤتمر القمة الذي عقد في عمان الكثير من الامال وحصدنا من ذلك خفّي حنين .... وفي الحرب السوريّة لم يكن لنا موقف ثابت وفي التحالف العربي الذي تقوده السعوديّة ضد الحوثيين كانت مشاركتنا وما زالت رفع عتب ..... وفي أزمة قطر حاولنا ارضاء كل الاطراف فخسرنا كل الاطراف .... ما يخيفني هو ان اقتصاد الدولة الأردنيّة يقوم على امرين الضرائب من جيوب المواطنين والشحدة والتسول ... وانعكاس ذلك كما يلي داخليا : كلما زادت الضرائب على الشعب كلما ارتفع منسوب الكراهيّة وانخفض منسوب الانتماء والولاء وخارجيا كلما اعتمدت الدولة على المساعدات فقدت كرامتها وخسرت مكانتها وتراجعت قيمتها .... الاردن الأن بلا نصير ولا صديق فالخزانة فارغة بعد ان نهبها الكبير والصغير والملك يقف وحيدا امام تحديات لا طاقة له بها فمستشارو الملك أميّون ومستشارو رئيس الوزراء حمولة زائدة والحقائب الوزارية جوائز ترضيّة والاعلام وظيفته التلميع والفاسدون هم من يرسم السياسات ويديرون شؤون البلد .... كيف نخرج من الازمة ؟؟ سؤال قد لا امتلك كل الاجابات له لكن من حقّي ان استفّز خوف كل الاردنيين على بلدهم لنرّص صفوفنا ونرفض اية مخططات تفرض علينا وتجعل حل قضايا المنطقة تكون على حسابنا متمنيا على الاعلام ان يكون اعلام دولة لايلمّع اشخاصا ولا يصفّق لسياسات فاسدة كما اتمنى على الملك الذي أجزم أنه يفتقر لشركاء ومستشارين سياسيين واقتصاديين واعلاميين بحجم المرحلة ان يتخلص من كل الوجوه العتيقة التي تصلح للتهريج فقط وقبض الرواتب والحصول على المكتسبات ... الاردن زاخر بالكفاءات واظن ان انسب مكان لهذه الكفاءات هو الديوان الملكي ليكونوا العون والسند للملك الذي يقود المعركة وحيدا ..

ابصراحة شعر بالغيرة وأنا اشاهد وزير خارجيّة سوريا كيف نجح في اختراق المجتمع الدولي لصالح بلده ويرتفع الضغط في شراييني وانا استمع لوزير خارجيّة السعودية او قطر او تركيا او مصر كيف يسوقّون بلدانهم أما عندنا فياويلي علينا ... فتعيين رؤساء الوزارات والوزراء هناك حسب الكفاءة وعندنا ( يا عين صبّي دمع ) يا عيب الشوم علينا ... الوزراء عندنا همهّم الوحيد رواتب تقاعديّة وسيارات للمدام والاولاد وجولات مكوكيّة ومياومات وبرستيج فوق العادة ... ليس لديهم قضيّة يدافعون عنها انهم مجرد موظفين والحال ينطبق على رؤساء الوزارات والنواب والاعيان ومن هم بمستواهم او دونهم .... وقبل ان تقع الفاس بالرأس أستميح ملك البلاد العذر ليقيل الحكومة ويتخلص من كل مستشاريه ويحل مجلسي النواب والاعيان ويشكّل حكومة انقاذ وطني تصارح الشعب بكل ما يحيط به من مكر ومخططات وتضع في سلّم اولوياتها اعادة الكرامة للشعب الاردني المثقل بالضرائب والهموم ,,, فالشعب هو وحده من سيقف الى جانب الملك اما اولئك الذين دخلوا الوظيفة شحادين وفي غضون سنوات قليلة صاروا من اصحاب الملايين واذا سال سائل من اين لهم ذلك زجّوه في غياهب السجون لن يصدقوا الملك في مواقفهم ....اللصوص والحراميّة سيهربون والاردنيون ليس من شيمهم الهروب

فالملك بحاجة الى كل الاردنيين من كل المكونات ليكونوا عونا له ضد كل سرسرية المال والسحت والكلاب التي تنهش الوطن وارجوه ان يقرّب النظيفين ويطرد الفاسدين حتى لو كانوا من دائرته الضيقّة ... ما تحدثت به هو جزء من الحل واعتقد ان الاردنيين الشرفاء وكلهم شرفاء يمتلكون المزيد من الحلول التي تحتاج الى صراحة وشجاعة لان السفينة اذا غرقت لا سمح الله فلن ينفع بعدها ندم وعتبي على من نظنهم رموزا اردنيه صمتهم ونومهم وكأن الاردن ليس بلدهم والاردن ليس اردنّهم وعتبي الاشد عليهم لهذه الهمسات والتمتمات في مجالسهم الضيّقة وكلها انتقاد للحكم وامام الملك يشبعونه مدحا وتصفيقا فنحن الشعب اقرب منهم للملك وللاردن .. هم يريدون الحفاظ على مكانتهم

ومكتسباتهم أما نحن فقراء الاردن فنريد ان نحافظ على البلد ونحفظ الملك من شر الأشرار و مصاصي الدماء نسأل الله العلي القدير ان يحفظ الاردن ويبقيه عرينا لكل اردني يعشق فلسطين ولكل فلسطيني يموت دفاعا عن الاردن .. المؤامرة تستهدف الاردنيين والفلسطينيين معا وتستهدف النظام بأكمله فهل نحن واعون لما يجري ؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات