متعة السلطان


لا زلت قابع في سطور التاريخ العثماني ؛ حكايات وثقت بدفاترهم وسجلاتهم وفي اوراق سفراء الممالك الغربية ، وهي احدى الحكايات سئل احد السلاطين عن ما لم يمتع نفسه به رغم المتع المثيرة التي يعيشها يوميا قال: لم اطلق اربع نساء مرة واحدة كي اتزوج اربع نساء اخريات ؛ رغم ان الجواري مباحات له بشرع شيوخه الخاصين ، ورغم انه اتخذ من زيجاته ابوابا للسلام والتحالفات مع القبائل في اقطاعياته كافة .
ومن قوانين العثمانيون التي طبقت بحذافيرها ؛ قانون قتل الاخوة وابناءهم ، وقانون قتل ابناء الاخوات السلطانات ، وكل ذلك على قاعدة ؛ قتل عشرة اشخاص هو درء للحروب الاهلية التي ستاخذ باقدامها عشرات الالوف من البشر .
والحديث هنا ليس من حكايات الف ليلة وليلة ؛ بل وثائق وسجلات ومتاحف ومساجد القسطنطينية ، وما يلفت الانتباه هنا ان كل هذا القتل والقفز على شرع الله وسنة نبيه ومنطق البشرية ؛ انه كان يتم دون سقوط قطرة دم واحده ، وذلك لأن دم العثمانيون مقدس ولايجوز ان يسيل على بلاط القصور .
والحديث عن العثمانيون وطقوسهم السلطانية يطول ويتشعب ، ويأخذنا لزوايا مظلمة من التاريخ الاسلامي تجعل من العقل الجمعي لدينا يقف ويسأل سؤال بسيط ؛ هل ما فعله مصطفى اتاتورك هو خروج على الظلم الذي دام لاربع قرون ويزيد ؟، وهل رصاصة شريف مكة هي ايظا خروج على ظلم القسطنطينية للعرب ؟، وكخاتمة مقارنة لما يجري الان في تركيا نسأل ؛ هل ما يقوم به اوردوغان من اعتقالات وفصل من العمل لعشرات الالاف وحبس الصحفيين ؛ لانه لم يتمكن من قتل شقيقه السياسي فتح الله غولن تنفيذا للقانون العثماني القديم " قتل الاخوة ابناءهم وابناء الخوات سلطانات الامبراطورية "؟، وهل هناك عملية اجترار للتاريخ السلطاني في نهج تركيا اليوم ؟، ربما ؛ والدليل القصر الرئاسي الحديد وصورة اوردوغان على درجه الاوسط ومن خلفه كل تاريخ السلطنة ممثلة بلباس جنوده .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات