الرئيس القادم لبلدية الزرقاء وفق الخارطة الانتخابية !


لا تضجر ولا تعتب عزيزي القارئ ان كانت وجهة نظري الشخصية لا توافق قناعاتك الانتخابية وتقبلها بصدر رحب ولست الأن إلا امام قراءة انتخابية تمثل وجهة نظر صاحبها فقط ، والحديث هنا سيكون مخصصا لتفصيل وتحليل المشهد الزرقاوي الذي يعيش اليوم في معركة انتخابات اللامركزية والبلديات والمركز الأسخن دوما رئاسة بلدية الزرقاء الكبرى التي تعد من أكبر وأسخن البلديات على مستوى المملكة انتخابيا واداريا ،ومن خلال المشاهدات والقراءات التي رصدتها من خلال وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي المتعددة وحضور بعض اللقاءات الانتخابية اتضحت لي تماما الصورة النهائية لمقعد الرئاسة وأنا على يقين تام أن الزرقاء لن تتغير خارطتها الانتخابية بسهولة مهما تغيرت وتبدلت القوانين الانتخابية وستبقى المعطيات على الارض تفرض نفسها بقوة وتتجاوز القانون وتضرب به عرض الحائط دون أن يسجل في سجلات اللفلفة والدهلزة أي شيء وهذا يسجل للعهد الديمقراطي الإصلاحي الجديد الذي تجاوزنا فيه زمن تبدد واندثر كانت فيه قوى الرجعية تمارس نفث أنفاسها الكريهة من خلال الدفس للاوراق داخل الصناديق بطريقة كاريكاتورية سخيفة وشمت بضع سنوات من عمر هذا الوطن الكبير بالحبر الأسود المقيت !

ثلاث كتل انتخابية فقط هي الحاضر بقوة في معركة رئاسة البلدية والرابعة اراها مجرد كفة ترجيح وورقة قادرة على حسم النتيجة في لحظة فقط ! ، و أبدأ بالكتلة الأولى وهي التي تمثل الاخوان المسلمين أو حزب جبهة العمل الإسلامي وهي الكتلة التي إعتمدت ذات الخطة التي رسمت للانتخابات النيابية وسارت على نهج التحالف الوطني للإصلاح ، ومن وجهة نظري فالتيار الاسلامي استشعر جيدا ان عودته للسلطة التشريعية لم تكن بالمستوى المطلوب والمتأمل من قواعدهم بداية ومن الشارع الاردني بشكل عام وهم على علم مسبق أن المشرع له أبواب محددة للعمل التشريعي وبعضها الاخر موصدة لا يمكن السير بها وتأكد بالمطلق أن السلطة التشريعية ما زالت مخترقة ولها أدوات تشكل أغلبية ساحقة تحت القبة وبالتالي فالاسلاميين كانوا على موعد بأن يكونوا شركاء في هذه المسرحية البرلمانية التي لا توافق مبادئهم وخطاباتهم أمام الجماهير ، وهنا سيكون التاثير حاضرا في الانتخابات البلدية وعلى الاسلاميين ان يدركوا بأن العدد الكبير والحشد المنظم فقط لن يكون كفيلا بنجاح المرشحين حتى وان كان البعض منهم موفقا في الحصول على مقعد ، ورئاسة بلدية الزرقاء اليوم تختلف تماما عن ثمانينات القرن الماضي بالنسبة للاسلاميين واختيارهم لشخصية حزبية قيادية بحجم المهندس علي أبو السكر لن يكون كافيا لحصد مقعد الرئاسة وبالتالي لا اعتقد ابدا ان فرصة الرئاسة ستكون لصالحهم وسيجدوا أنفسهم في دائرة ضيقة ومحدودة لن تكون قادرة على الفوز بهذا المنصب .

الكتلة الانتخابية الثانية وهي التي تمثل شخصية زرقاوية لها وزنها وثقلها في الزرقاء ومرشحها للرئاسة كان رئيسا سابقا للبلدية واليوم يقدم نفسه مرشحا من جديد والشارع الزرقاوي هنا تحديدا سيكون له رأي مختلف عن اي مرشح اخر لأن المرحلة التي قاد فيها سعادة أبو ناصر للبلدية لا بد ان تكون مؤثرة بشكل كبير على خيارات الناخبين ، وفي ظل وجود سبعة مرشحين يبدو لي أن فرصة الرئاسة هنا لن تكون لصالح الرئيس السابق على الرغم من قوة قاعدته الانتخابية والامكانيات الاعلامية الكبيرة التي يمتلكها ، لكن مجرد حصر قرار الترشح بالاجماع العشائري لا اعتقد انه كان موفقا وقد تأكد تماما ان مصطلح الاجماع لم يعد قادرا على جذب كل العشيرة للمرشح والانتخابات النيابية وغيرها تؤكد ذلك لأن معظم من تحدث بالإجماع عليه من عشيرته لم يحالفه الحظ ، ولذلك فلا أعتقد أبدا ان الفرصة قد تكون لصالح رئيس البلدية الأسبق .

الكتلة الانتخابية الثالثة في معركة الرئاسة هي ذاتها التي كانت على سدة سلطة البلدية مؤخرا وكان لها حضور مختلف تماما لكونها جاءت في عصر التطور الكبير لوسائل الاعلام وكان لرئيسها المهندس عماد المومني صخبا إعلاميا لم يحظى به أي رئيس بلدية ربما على مستوى المملكة وهذه تحديدا ورقة رابحة لكتلة زرقاء نظيفة ، وهذه الكتلة لها طابع خاص عن بقية الكتل لأن معظم من تقدم صفوفها كان جزءا من العمل الخدماتي للبلدية وهو عضو منتخب والكتلة تشكلت بتنظيم كبير قد لا يكون لبعض الاحزاب السياسية القدرة على مجاراتها والسير بها ، وعلى الرغم من وجود تيار سجل ملاحظاته وانتقاداته على فترة حكم المومني للبلدية إلا أن الانتخابات في مجتمعنا ما زالت بعيدة عند غالبية الناخبين بالحكم بناءا على العمل السابق والدليل على ذلك مخرجات الانتخابات النيابية التي قادت كثيرا من اصحاب الفكر التشريعي الهزيل تحت قبة المجلس ولأكثر من مرة ، ومن خلال ذلك يبدو أن الفرصة الأكبر ستكون للمهندس عماد الذي يقود تيارا له أرضية مرتبطة بمصالح الكثير من القواعد الانتخابية التي يعنيها بكل حزم أن يعود الرئيس للبلدية ليتم انجاز وانهاء كل ما اوقفته المعركة الانتخابية .

واختم حديثي بالكتلة الرابعة التي يقودها المرشح الصلب الذي لم تثنه نتائج الانتخابات النيابية التي خاضها مرارا من الذهاب لمعركة رئاسة البلدية وهو بلا أدنى شك بين يديه قاعدة انتخابية قوية وثابتة وتكن له محبة كبيرة وتعتبره رمزا لها ، ومن لا يعرف حسن سعيد فهو لا يعرف عن الزرقاء شيئا ولا يدري عن مخيماتها وازقة جناعة أي شيء وهذه لوحدها قواعد انتخابية كان وما زال لها القدرة على الحضور بقوة في الانتخابات النيابية ولا يمكن على الاطلاق الا ان يكون احد ابناءها حاضرا تحت القبة وهذا امر يسجل لهم ولصالحهم خدماتيا في جميع الاحوال ، ولكن ما ترتبط به انتخابات النيابة هنا قد لا يكون من السهولة ان يكون حاضرا في رئاسة البلدية وقد تحدثت مسبقا ان مرشحي التيار الاسلامي والاجماع العشائري جعلوا من أنفسهم في دائرة ضيقة بعكس ما جاءت به كتلة المومني وهنا كذلك فكتلة الاقصى حصرت موقفها بالرئيس في دائرة ضيقة و لن يكون لها حضور للسيطرة على رئاسة البلدية ، ولكنها الكتلة الوحيدة التي تملك زمام الحسم ولكونها الاقرب والاقدر على التحالف فقد يكون للاتفاق او التفاهم بين القطبين الاقصى وزرقاء نظيفة قرارا يفاجئ الشارع الزرقاوي وقد نسمع بانسحاب الاقصى لصالح زرقاء نظيفة على ان يكون رئيس الاقصى مرشحا بالاجماع بين الكتلتين في الانتخابات القادمة ! وهذا سيكون الخيار الانسب حتى يتاح لمن قاد مسبقا البلدية ان يرتب أوراقه للمتحالف الجديد بطريقة منظمة وبالتشارك معه بشهادة القواعد الانتخابية للطرفين .

هي وجهة نظر شخصية وأمنياتي للجميع بالتوفيق



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات