متسولون كبار يباعون ويشترون


نقاشات عقيمة لمتسولين اعتادوا الدفاع عن مصالحهم والانبطاح امام السفارات لتسجيل المواقف المؤيدة لأنظمة تعرف سعر كل واحد منهم والمصيبة ان غالبية تجّار المواقف وسماسرة الصفقات هم من الفئة التي عليها
( العين ) ويتوسم بها المواطن العادي كل خير ولكن المخفي أعظم ... دعونا نتفق على ثوابت تكون محاور للتوافق ... فقد ثبت بالدليل ان الزعماء مستعدون لحرق شعوبهم وتدمير مرافق بلادهم والاستعانة بالأجنبي ليظلوا متربعين على الكرسي والامر لا يحتاج الى شواهد ثم لماذا ما يزال الكثيرون يرون الزعيم اوالحاكم اكبر من الوطن ومن كل المواطنيين وهو بالنهاية مواطن أكرمه الله بالولاية العامة بعضهم نجح بدرجة متوسطة او ضعيفة والغالبية فشل فشلا ذريعا ومع ذلك هناك من الناس من يؤيده ويناصره رغم ظلمه وظلاميته دوافعهم منافع شخصية وأهداف مريبة بينما هناك من يقف على الحياد وكأن قتل الأبرياء وتسميم المدنيين بالاسلحة الكيماوية أمر لا يخصّة والفتن العمياء لا تصيبه بنيرانها والحديث الشريف يحذرنا من فتنة لا تصيبّن الذين ظلموا منكم خاصة ...
في البلدان التي يحترم المسؤولون فيها شعوبهم يقدمون استقالتهم اذا اتخذوا قرارات ألحقت الضرر بشعوبهم وهذا لا يضيرهم بل يزيدهم احتراما وعلى العكس عندنا المهم ان يظل الزعيم ورهطه بخير حتى ولو فني الشعب عن بكرة ابيه واحترق البلد بمن فيه ومن عليه ... ان تعظيم الحاكم في الدول العربيّة وسكب هالة من القداسة عليه ومنحه جزءا من الصلاحيات الالهيّة مصدره الجهل بطبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم والذي هو مسؤول اولا امام الله وامام شعبه عن كل تصرفاته وهو ايضا بشر قد يخطيء وقد يصيب لكن الحكام العرب في نظر عبيدهم يصيبون ولا يخطئون .
لا بد من ترسيخ الأفكار التي تنظر الى الحاكم على أنه الراعي المسؤول عن رعيته ان اصاب ساندناه وان أخطأ صوبّناه والحاكم الرشيد هو من يزرع في شعبه هذه القيم ولكنني ارى ان الشعوب التي تجاوزت الحد في النفاق هي من حوّل الحكام العرب من راع الى حاكم بأمر الله وهو خليفة الله في الارض ... قال ابو جعفر المنصور انا الدولة والدولة انا فصفّق له الفقهاء والمشرّعون والشعراء والمثقفون وتبعهم عامة الناس وقال الشاعر ابن هانيء الاندلسي للخليفة المعز لدين الله الفاطمي من قصيدة يقول فيها : ما شئت لا ما شاءت الاقدار فاحكم فأنت الواحد القهّار ... تصوّروا قول هذا الشاعر الحقير الذي اشرك بالله من أجل صرّة دراهم وتصورّوا كيف دخل السرور الى قلب الخليفة الذي لو كان يخاف الله لحبسه على شركه ..
لقد عاد بنا الزمان الى تلك العقود التي زمن الشرك بالله ووصف الحاكم بأوصاف هي في جوهرها صفات الهيّة ...
ان الفترة التي نعيشها حاليا هي من احط الفترات واكثرها ظلما وظلاما وجاهليّة اختفت فيها الضمائر وتصدر الجهلة المجالس وأفتى العامة بشؤون الخاصة وصار الزعيم صنما يعبد ويطاف حوله كما يطوف الحجيج حول الكعبة .... ولا بد لنا ان نعترف بأن السرطان انهكنا ولم يبق أحد من سفلة الدنيا الا وبهدلنا
شعوبا وحكّاما(وتنهزرنا ) وجرّب عصاته فينا وحكامنا كل همهّم البقاء على كراسيّهم .... في سوريا ارتفعت الأصوات التي تردد ( الأسد او بنحرق البلد ) وها هي سوريا قد احترقت وبقي الأسد وفي العراق قسّم نور المالكي العرب الى عربين وادخل داعش الى الموصل في خطة للقضاء على أهل السنّة وفي دول الخليج يتصارع الاخوة والشعوب تكتوي بنيران السياسات الحمقاء وفي اليمن الموت يخطف الصغير والكبير وكل الدول تؤجج النيران بين أهل البلد الواحد والحال لا يختلف عنه في ليبيا ومصر وتونس والجزائر والمغرب....
كلنا كشعوب نردد حتى ونحن في سكرات الموت عاش القائد عاش القائد
ثقافتنا عاش القائد يحيا القائد أما الوطن فللقرد الأزلي فهل يمكن ان نصل الى مرحة نردد فيها عاش الوطن عاش الوطن وطز على القائد الذي يحرق بلده وشعبه و يؤيده منافقون ومذبذبون يشاركونه لهط مقدرات الوطن وبعد ان ( ينقلع ) هم أول من يشتمونه ويسارعون في كشف خفاياه وخباياه ...
دعونا نقول عاش الوطن وعاش المواطن والى الجحيم كل زعيم ركب ويركب رأسه ويشوي بالنار جلد من ينصحه او يقف في وجهه مطالبا
بحقوقه والى مزابل التاريخ كل اولئك الذين يدافعون عن الزعماء القتلة منطلقهم في ذلك
مصالحهم ومكاسبهم ,,, هؤلاء هم الاعداء الحقيقيون للوطن وللمواطن وللزعيم الذي يظنهم من حاشيته وهم الشياطين بل وللشياطين أفضال عليهم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات