أولى نتائج زيارة ترامب .. التهويد في ازدياد


جراسا - ما إن وطأت قدما الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أرض بلاده، بعدما أنهى جولته الخارجية الأولى، التي شملت الدولة العبرية، حتى أعلنت إسرائيل سلسلة من الإجراءات والقرارات التي تصب في صالح الاستيطان والتهويد بالضفة الغربية والقدس المحتلتين.

فلأول مرة منذ احتلال الشطر الشرقي من القدس المحتلة عام 67، أقدمت الحكومة الإسرائيلية على عقد اجتماعها الأسبوعي في منطقة حائط البراق (الحائط الغربي للمسجد الأقصى)، والذي يطلق عليه الاحتلال حائط المبكى، ويعتبره أحد جدران الهيكل المزعوم.

وتبع ذاك الاجتماع سلسلة قرارات تهدف إلى تهويد المنطقة والبلدة القديمة من خلال سلسلة مشاريع تسهّل وصول مئات الآلاف من المستوطنين والسياح المؤيدين لإسرائيل إلى القدس المحتلة.

كما قررت الحكومة إقامة مستوطنة وسط الضفة الغربية (شمال القدس المحتلة) لمستوطني عمونة.

نتائج مباشرة لزيارة ترمب

وقال الخبير في شؤون القدس والمقدسات في القدس المحتلة المحامي خالد زبارقة، إن اجتماع الحكومة الإسرائيلية في منقطة حائط البراق ومصادقتها على مشاريع لتهويد الحائط والبلدة القديمة في القدس المحتلة، هي إحدى النتائج المباشرة لزيارة الرئيس ألأمريكي دونالد ترمب لمنطقة الشرق الأوسط بهدف تمكين الاحتلال من مدينة القدس .

وأكد زبارقة أن "حكومة الاحتلال هي من تخطط وليست الجماعات اليهودية وجماعات الهيكل، وهي تقوم بخطوات يومية واعتداءاتها على الأقصى لم تتوقف، فهي من تقوم بتأمين الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى، وتأمين اقتحامات السياحة التهويدية وغسل دماغ السياح الأجانب الذين يقتحمونه وإعطائهم وجبة دسمة من التزييف".

وأضاف "هي توفر أدلاء سياحيين بكل لغات العالم لتسويق الرواية التلمودية على هؤلاء السياح داخل الأقصى، بخصوص مرافق الهيكل المزعوم وغرسها في ذهنهم ومعتقداتهم".

وتابع زبارقة في حديث لـ "قدس برس"، أن "من رأى كيف جلس الزعماء العرب أمام الرئيس الأمريكي ، علم أن هؤلاء الرؤساء لا يملكون من إرادتهم السياسية اي شيء، لذلك تتم الآن مرحلة جديدة برعاية امريكية للسيطرة الكاملة وتهويد كامل لمدينة القدس".

وحذر زبارقة من أن الأمور تتجه نحو التصعيد والتوتر الذي سيكون عنوان المرحلة القادمة بسبب سياسات الحكومة الإسرائيلية وسياسات الإدارة الأمريكية الجديدة، محملا المسؤولية عن الأحداث الخطيرة التي ستحصل في المنطقة والقدس لنتنياهو وحكومته وترمب وإدارته.

وأكد زبارقة أن الحكومة الإسرائيلية صادقت على عدة مشاريع لتسهيل وصول المستوطنين اليهود إلى منطقة حائط البراق، باتجاه تحقيق الهدف الأخير وهو "تسهيل دخول اليهود إلى المسجد الأقصى وجلب ملايين السياح المتصهينين من مختلف انحاء العالم إلى القدس ومن ثم حائط البراق ومن ثم إلى المسجد الأقصى".

وشدد على أن الهدف هو تهويد المكان وتهويد الهوية الإسلامية للمنطقة وفرض طابع ديمغرافي في القدس وخاصة في البلدة القديمة والمسجد الأقصى.

واستهجن زبارقة عدم وجود ردود فعل فلسطينية وعربية وإسلامية، حيث كان يتوقع "أن يستنفر هذا الاجتماع وهذه القرارات مشاعر المسؤولين والأنظمة الرسمية التي تتغنى بالحق الإسلامي في القدس المحتلة، وخاصة الجهات الرسمية والأنظمة العربية الرسمية التي أخذت على عاتقها حماية القدس والأقصى القيام بمسؤولياتها".

واستطرد قائلاً: "لكن صمت هذه الأنظمة بات يشكل موقفًا داعمًا للسياسات التهويدية، وهذا يدل على أن هذه الأنظمة العربية متورطة إلى أبعد الحدود في المشروع الصهيوني، وليس ذلك فقط بل هي متهمة الآن بالمشاركة به على حساب الحق الإسلامي في القدس والأقصى".

وختم قائلاً: "نحن نعول على الشعوب العربية والإسلامية وخصوصا الشعب الفلسطيني، الذي هو وحده استطاع أن يعرقل المشروع الصهيوني على مدار مائة عام الفائتة وهو الوحيد الذي يمكنه عرقلة كل مشاريع التهويد".

ضوء أخضر لمواصلة تهويد القدس

بدوره، قال الخبير الجغرافي الفلسطيني ومدير دائرة الخرائط في بيت الشرق خليل التفكجي، "إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب خلال زيارته لفلسطين، لم يتطرق لقضية القدس والاستيطان، وإسرائيل اعتبرت ذلك بمثابة ضوء اخصر لمواصلة الاستيطان وتهويد القدس".

وأكد التفكجي لـ "قدس برس" أن إسرائيل ستستغل هذا الضوء الأخضر لتزيد من الوحدات الاستيطانية وتهويد القدس واستهداف المسجد الأقصى، في ظل غياب رادع دولي، فالحكومة الإسرائيلية لديها برنامج واضح المعالم فيما يتعلق بالقدس وهي الآن تريد استكماله، حسب قوله.

وحذرالتفكجي من أن الاحتلال سيستهدف كل مناحي الحياة في القدس على كل الأصعدة الديمغرافية والتعليم وتهجير السكان وتهويد كامل للمدينة بتغيير المشهد فيها، في إطار عدد من المشاريع التهويدية.

وكانت الحكومة الإسرائيلية، صادقت يوم الأحد خلال اجتماعها الاسبوعي الذي عقدته في منطقة حائط البراق، على خطة وصفت بـ "التطويرية" بهدف تهويد مدينة القدس والبلدة القديمة.

وقالت القناة العبرية السابعة: إن الحكومة الإسرائيلية وافقت على رزمة مشاريع بعد 13 عاما من تأجيل تنفيذها وسيجري تنفيذها فورا في مدينة القدس والبلدة القديمة بعد أن تم منحها التصاريح اللازمة.

ومن أبرز المشاريع التي تم الموافقة عليها مشروع بـ 50 مليون شيكل (15 مليون دولار) لتطوير حوض البلدة القديمة في القدس، وبناء مصاعد وممرات ونفق تحت الأرض للوصول إلى الحي اليهودي بالبلدة وصولا إلى حائط البراق ، حيث زعمت الحكومة الإسرائيلية أن الهدف من هذا المخطط تسهيل وصول المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة إلى منطقة حائط البراق وكذلك وصول تسهيل وصول اليهود والسياح .

كما تقرر البدء بتنفيذ مشروع القطار الهوائي في جميع مناطق البلدة القديمة وصولا إلى باب المغاربة.

ويتطلب تنفيذ هذا المخططات إجراء حفريات واسعة تحت الأرض وتحت ساحة حائط البراق ما يهدد الآثار العربية والإسلامية في المنطقة بالاندثار، حيث يهدف أيضا إلى تحويل الساحة إلى مركز لليهود للسيطرة التامة على تلك المنطقة.

وأشارت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية إلى أن المسافة التي سيقطعها القطار الهوائي تبلغ 1400 متر، ويمكن الراكب من رؤية القدس من الجو، وسيكون قادرا على تسيير 40 عربة تحمل كل منها عشرة ركاب بسرعة 21 كلم في الساعة.

ونوهت الصحيفة إلى حساسية مسار خطوط القطار الهوائي، إذا إنه يجتاز الداخل الفلسطيني، كما أن إحدى محطاته ستكون تحت إدارة الجمعية الاستيطانية "إلعاد" التي تعنى بشكل خاص بتهويد القدس وبناء البؤر الاستيطانية فيها، لا سيما في حي سلوان.

وأشارت الصحيفة إلى أن الشركة الفرنسية التي كان من المفترض أن تنفذ المشروع، تراجعت على أثر ضغوط سياسية من وزارة الخارجية الفرنسية، إضافة إلى مشكلات هندسية تتمثل في إقامة أعمدة ضخمة على مسافات قريبة من بعضها، وحول أسوار القدس، وبالقرب من مواقع دينية حساسة، ضمنها كنائس ومساجد ومنها الحرم القدسي الشريف.

وقدرت الصحيفة كلفة المشروع بنحو 200 مليون شيكل (55 مليون دولار).



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات