الوزير الرزاز والحصان


مرة اخرى نسقط في فخ المفاهيم ؛ونقوم بوضع العربة امام الحصان ونطرح على انفسنا سؤال ؛ لماذا لانسير وبقية الشعوب تسير وتعبرنا ونحن وقوف ؟.

التربية الاعلامية مطلب رئيس ومهم في زمننا هذا ، وهو زمن الانترنت والفضاء المفتوح ، وزمن تلاشي ما يطلق عليهم " حراس البوابة " في الاعلام التقليدي ، واصبح الفرد هو الذي يتحكم بما يتعرض له من محتوى وسائل الاعلام بكافة انواعها عبر الفضاء والانترنت ، وهذا التعرض للمحتوى الاعلامي يمثل اللبنة الاولى في تشكيل مدارك ومفاهيم الفرد ؛ وبالتالي تشكيل اتجاهاته ومن ثم مواقفه التي تؤدي الى سلوك ، وهذا السلوك اما ان يكون متطرفا او ايجابيا تسامحي .

ونتيجة لسقوطنا في فخ مفهوم التربية الاعلامية توقفنا عن البحث فيها لأن سيطرة المنظور التربوي فقط عليها افشلها من اول خطوة ، وقمنا بتغييب حقيقة مفهوم التربية الاعلامية الذي اوضحته التجارب والدراسات الغربية بانه ؛ امتلاك الفرد لمهارات التحليل والنقد لمحتوى الوسائل الاعلامية على قواعد رئيسية هي ؛ ان هذا المحتوى قد تم بناؤه من قبل مؤسسات اعلامية لها اهداف محددة تسعى لتحقيقها ، وعلى رأس تلك الاهداف ياتي الربح المادي ومن ثم ادخال مفاهيم وانماط سلوك تحقق لها وللمعلنين اعلى نسب ارباح مالية .

وعلى جانب الفكر المتطرف نجد ان معد الرسائل الاعلامية يمتلك من المفاهيم المتداخلة دينيا وعقائديا معنا الشىء الكثير مما يقدم له بنية فكرية قوية تساعده على تحقيق هدفه في بناء جيل ممن يملكون فكرا متطرفا ويعقبه سلوك متطرف ايضا ، فهل التربوي هو الذي يمتلك مهارات التربية الاعلامية أم الاعلامي المدرك للعملية البنائية الفنية والسياسية والاقتصادية لمحتوى وسائل الاعلام ؟.

وهنا ندير دفة امورنا ونضع الحصان امام العربة باعطاءنا الدفة لخريجي كليات الاعلام للعمل كمدرسين فنيين في مدارسنا ، وفي الوقت نفسه لابد من توفير التقنيات والاجهزة التي تساعد هؤلاء الاعلامين في عملهم ، والخلاصة تكون تربية اعلامية تتوافق مع المفهوم واستغلال عدد كبير من خريجي كليات الاعلام في سوق العمل المحلي .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات