غزوة البوليتيكنك


الهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي على الأمن الجامعي في كلية الهندسة التكنولوجية ( البوليتيكنك ) التابعة لجامعة البلقاء التطبيقيّة والاعتداء على مرافق الكليّة بالحجارة والأدوات الحادة والتلفظ بعبارات نابيّة لا تليق بطلبة الجامعات وانصياع الطلاب لتعليمات مرجعيات خارج الجامعة تحثّهم على التمرد وارتداء العصائب او اللفحات الخضراء التي تذكّرنا بعصائب المليشيات في العراق كل ذلك يلزم الدولة الأردنية بكافة اجهزتها ان تاخذ الأمر على محمل الجد نظرا لما يتضمنه ذلك من دلالات جد خطيرة.

من حيث المبدأ من حق كل طالب ان يعبّر عن احتجاجه بكل السبل المشروعة وعبر كل القنوات المتاحة ليوصل صوته لكن لا يحق له بتاتا الخروج عن حدود اللياقة الادبية والاساءة للاعراف الجامعية سواء باللفظ او الفعل لأن الطالب الجامعي المحترم يتسلح بالقلم لا بالطوب ولا بالحجارة ولا بالعصي ولا بالأدوات الحادة ولا يجوز للجامعة ان تسكت ولا أن تتسامح ولا أن تتغاضى عما قام به نفر من الطلاب الذين ينتمون لتيار سياسي يريد ان يفرض حضوره على المجتمع الاردني وليقول لنا انه يمتلك القدرة على التأثير في مجريات الاحداث وانه قادر على التغلغل في صفوف الطلبة ليشكّل منهم نواة ميليشيات تجعل الدولة تحسب لهم كل حساب مما سيزيد من حالة الغطرسة والشعور بالقوة عندهم وعدم الاكتراث بالتعليمات الجامعيّة وربما يشجّع الأخرين على نهج سلوكهم.

من يشاهد صور المهاجمين الهائجين المائجين بعصائبهم الخضراء وما يحملون من قناوي ومواسير وما يتلفظون به من شتائم يندى لها الجبين ومن يراهم وهم يهاجمون موظفي الأمن الجامعي بكل شراسة وهمجيّة يستغرب عدم تدخّل الدرك ليوقف هكذا مهازل الا اذا كان اخواننا وابناؤنا الامن الجامعي الذي يتسلحون بالادب والتسامح لا قيمة لهم عندنا .

اطالب رئيس جامعة البلقاء المعروف بالحزم والعدل ان يشكّل لجنة من اشخاص عدول للتحقيق فيما جرى ومعاقبة كل طالب أساء للجامعة وتلقّى التعليمات من مرجعيّات خارج الجامعة وانا اعني ما اقول جيّدا كي لا تتحول جامعاتنا الى ساحات حرب ينتصر فيها المدجج بالقناوي والسكاكين على المتزيّن بالعلم والادب .

كما اطالب الاجهزة الامنية التعرّف على هويّة الاشخاص الذين حضروا من خارج الكليّة وكانوا بمنتهى التنظيم حيث انقسموا الى ميمنة وميسرة ورأس حربة بناء على ايعاز من أمير الغزوة ولا بد من محاسبتهم بتهم الاعتداء على الكليّة والحاق الاذى الجسماني بموظفين وهم على رأس عملهم وتدمير المرافق العامة وترويع الطلبة الآمنين الذين يرون في مثل هذه الهمجيّة المسلحة انحدارا واساءة للعلم ودفع كافة تكاليف العلاج في المستشفيات التي أدخلوا اليها .

انني كمواطن اردني أعبّر عن رأي غالبية الاردنيين نرفض كل الرفض لأي تنظيم خارج على القانون ان يتطاول علينا او على مؤسساتنا وان كل الذين يدعمون ويساندون مثل هذه التنظيمات هم الاعداء الحقيقيون للوطن وعلى الدولة ان لا تقف موقف المتفرج ولا مكتوفة الايدي تجاه الطلبة ومرجعياتهم الذين يحولّون الجامعات الى ساحات حرب قبل ان يستفحل خطرهم وتبتلى البلد بمصائبهم واذا كانت الحرية والديموقراطيّة حسب فهمهم تعطيهم الحق ليمارسوا هذا السلوك السوقي فاننا نقول لهم ان البلد ما يزال قويا وان الشعب الاردني بكل مكوناته يرفض للعابثين ان ينشروا الفوضى او ان يقلقلوا امن واستقرار الاردن .

و أطالب الدكتور عادل الطويسي وزير التعليم العالي هذا الرجل المثقف والوطني ومن هم بمعيته من رؤساء الجامعات الرسميّة والأهلية ان يرفضوا اية وساطات من النواب وغير النواب الذين ( يتصنم ) بهم الطلبة المشاكسون وان يعيدوا النظر بكثير من التشريعات الجامعيّة التي تجعل الطلبة ومرجعياتهم يحسبون الف حساب لكل تصرّف طائش يسيء للجامعات .

فغزوة البوليتيكنيك التي قام بها أشخاص من خارج الكليّة لمناصرة الطلاب المعتصمين من أجل تخويف المسؤولين وترويع بقيّة الطلبة لا يجوز ان تمر بدون عقاب وخلاف ستتحوّل الغزوات الى معارك طاحنة تحتاج الى مراقبين دوليين لوقفها .



تعليقات القراء

اسماعيل يوسف
أن الوقوف في وجه أي تنظيم يدفع بالوطن الى الفوضى أمر لا يمكن التهاون به ولكن يجب معالجته بحكمة وعاى أساس تطبيق القانون بكل شفافيه وعداله و وأن يطبق بحزم وشده ودون واسطة أومحسوبية .
06-05-2017 07:38 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات