العصيان المدني في الاردن ومطحنة الشرايط


رضيت الحكومة ام ( انفلقت ) فبوادر العصيان المدني في الاردن لم تعد بحاجة الى دليل ..
دولة الرئيس يعلن من اربد امام جموع الفقراء بأن اسعار السلع مناسبة والمواطن الذي امسك بيد دولته قال له بالفم المليان الناس ماكلة.....
وهذه العبارة لا تخرج من فم الاردني الا اذا قارب على الانفجار ... يا صاجب الدولة ويا اصحاب المعالي الوزراء ومعكم الاعيان والنواب للأسف واضح انكم لا تعيشون في الاردن فدولته يؤكد ان الأسعار مناسبة وانا أقول ان دولته وحضراتكم بعيدون كل البعد عن هموم الناس فرواتبكم في العلالي والاعطيات على قفا مين يشيل وفواتيركم وسفرياتكم وشمات الهوا بسبب وبغير سبب تحتاج الى دائرة متخصصة لمتابعتها ومحاسبتكم
أقول لكم اتقوا الله في المواطن الاردني الذي لم يعد يثق بكم ولا بقراراتكم ولايطيق رؤية صوركم ... دعوكم من المنافقين والمدّاحين الكذّابين الذين يعيشون على فتاتكم وخذوا الصافي مني أنا العبد الفقير الذي ما يزال يتوسم فيكم بقية من خير فأقول كل مظاهر الانفلات والتطاول على القانون وكل ما يوتّر المواطن ويجعله يفقد عقله سببه الحكومة والنواب والاعيان الذين يضعون القوانين والتشريعات التي ان لم تجعل المواطن ينفجر فستجعله ينتحر ... بالله عليكم الا يستوقفكم هذا العدد من الاردنيين الذي لايكاد يمر يوم دون حادثة انتحار لشاب او جريمة قتل مريعة او اغلاق لشارع اوتكسير وتخريب لممتلكات الدولة التي اصبح المواطن الاردني فيها غريب عن وطنه .
اريد ان اسأل نوابنا الأشاوس هل قرأتم قانون البلديات الجديد الذي طرحته الحكومة عليكم والذي يجعل المواطن يدوخ سبع دوخات لمجرد ان يقرأ بنوده وهل تمعنتم في قانون الاراضي الجديد وهل هناك حكومة تحترم مواطنها تملأ الشوارع والطرقات بمئات الكميرات لتتصيّده وتنهكه بالمخالفات وهي تدرك جيدا ان التثقيف والتوعية الصحيحة تساهم في الحد من الحوادث بينما توغر المخالفات صدور الناس على دولتهم الا توافقني الحكومة الرأي انها السبب وراء بعض أشكال العصيان المدني والاستهزاء بالقوانين وواضعيها .
أعود وأقول للحكومة والنواب والاعيان اتقوا الله فينا فمن يغلق الشارع ومن يمنع رئيس الجامعة او رئيس البلدية من الدخول الى مكتبه ومن يحرق مركبته على رؤوس الأشهاد ومن يكسّر مدخل المستشفى او يعتدي على المعلمين والموظفين والأطباء هل هو بكامل عقله ؟ وهل كل هؤلاء مجانين والحكومة وحدها هي الرشيدة أم ان هناك دوافع وأسبابا بحاجة للتحليل ونحن قطعا ضد كل هذه المسلكيات.
لقد فشلت الحكومات المتعاقبة في زرع الثقة مع الشعب الذي كلما تفاءل بحكومة وجدها اسوأ من سابقتها وأما مجالس النواب فلم يعد المواكن يهتم بها اوبقراراتها بعد ان اصبحت العوبة بيد الحكومات ما عدا اصوات قليلة انحازت للشعب ووجدت عنده التقدير والاحترام لكن للاسف وجدت الصدود والاساءة اليها من بعض زملائها النواب ...
الأردن يمر بمرحلة حرجة جدا والاعداء يحيطون به من كل جانب والذي سيدافع عن الاردن هو الشعب الاردني لأننا على قناعة بأن بعض الوزراء لو سألتهم اين تقع بصيرا او كفرهودا او عيرا ويرقا ربما لا يعرف شيئا عن ذلك ولكنه ومن كثرة نطنطاتهم وجولاتهم وسفريا تهم يعرفون لندن وباريس وطوكيو وبانكوك بالشبر .
مطلوب من الحكومة ان تدرك تماما بأن الظروف المعيشيّة للمواطن الاردني في أسوأ صورها وان غالبيّة الموظفين ونشامى القوات المسلحة والامن العام من الرتب المتوسطة فما دون جدا والمتقاعدين ضئيلة مع ان هؤلاء هم الذين يفتدون الاردن بالدماء والارواح وهم الذين سيروون ترابه بدمائهم اذا اقتضى الامر
فهل يعقل أن يظل هؤلاء يكابدون مرارة العيش وثلة قليلة ممن فرضوا علينا من رؤساء وزارات واعيان ومحاسيب وانسباء يسرحون ويمرحون .
الاردنيون من يوم يومهم أصحاب كبرياء واصحاب حلم واصحاب كرامة والمثل يقول احذر الحليم اذا غضب وانا اقول احذر الكريم اذا جاع .
انا لا احمّل رئيس الحكومة الحالي وفريقه الوزاري كل المسؤولية فتراكم الاخطاء والتنصل من المسؤولية والتهرب من اتخاذ القرار الصح في الوقت المناسب اوصلنا الى مرحلة اتمنى على الاجهزة الامنية بالذات واقصد دائرة المخابرات العامة ان ترفع تقاريرها الى رأس الدولة بكل شفافية وأمانة وصدق وتؤكد له ان الحكومة ومعها مجلسي الاعيان والنواب يعيشون في برج عاجي ولعل رد رئيس الوزراء على المواطن الاربداوي يدل ان دولته يعيش فعلا في برج عاجي وكنت اتمنى عليه ان يعترف بصعوبة الاوضاع وان تكون رسالة هذا المواطن الصادق الجرس الذي يقرع آذان كل المسؤولين وتكون صرخته مدعاة لمراجعة الكثير من التشريعات والقرارات.
لقد طحنت الحكومات المتعاقبة قلوب الاردنين وكتمت انفاسهم مثلما كانت تفعل بنا مطحنة الشرايط مع فارق كبير فمطحنة الشرايط كانت تطحن الملابس القديمة والمهترئة وتحوّلها الى مادة خام من الصوف او القطن تستخدمها الاسر الاردنية لتصنيع الفرشات واللحف والمخدات أما مطحنة الحكومة فهمّها الوحيد هو الطحن سواء كان المطحون بشرا أم قمحا ام شعيرا المهم ان تطحن لأنها هي المستفيدة في كل الأحوال .. حما الله الاردن وشعب الاردن وملك الاردن من حكومات ومشرعيّن لا يعرفون شيئا عن سقف السيل وشماشير شارع الطلياني ولا عن اسر تعيش على لحوم مجمّدة فقدت صلاحيتها من زمان ولكنها الحاجة التي تكسر خاطر ( ابو العيال ) الذي يداري فقره وقلة حيلته بما تيسّر لكنه يدرك في داخله ان اولاده ان صبروا اليوم فلن يصبروا غدا وانهم سيحقدون على كل من فرض عليهم ان يكونوا ضمن قائمة المغضوب عليهم ..
انني أشتم رائحة شواء اللحم البشري من بعيد واسمع الهتافات تعلو وتعلو وارى المجاميع البشرية هائجة مائجة وقد رمت وراء ظهرها كل اشكال الخوف ....
أيها المسؤولون اذا ظللتم على غبائكم هذا أجزم ان مطحنة الشرايط قادمة لا محالة وستجول كل البلدات الاردنية عندها لن تشفع لأصحاب الدولة واصحاب المعالي واصحاب العطوفة رتبهم ولا مناصبهم وسيكونون اول طرحة توضع في دواليب مطحنة الشرايط .
اكرر ان ظلت الحكومات والنواب والاعيان راكبين رؤوسهم فالخطر قادم ولعل حضور مطحنة الشرايط أكبر دليل على ان القيامة ستقوم وان وجود مرتزقة وحاقدين وطابور الله وحده الأعلم بهم قد يسارع في حصول مالا نتمناه .... ما طرحته مجرد وجع وخوف على وطن لا مثيل له مليكه انسان بامتياز وشعبه محترم بامتياز لكن معظم القائمين على شؤونه فشلوا في معرفة كيمياء وكريزما هذا الشعب الذي لن يغتال وطنه ولن يتخلّى عن مليكه وسيفوّت الفرصة على كل المسؤولين الذين ظاهرهم حب الوطن وباطنهم الانحياز الى مصالحهم حتى ولو ضاع الوطن وطقّ من القهر المواطن.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات