الزرقاء الأولى دمج وتذويب أم نهج تدمير وتخريب!


من يعتقد أن قصة زياد الموظف في مديرية التربية والتعليم للزرقاء الأولى حادثة عجيبة وغريبة فقد أخطأ في إعتقاده والمشهد الزرقاوي يعج بعشرات الأمثلة التي أثارت الرأي العام وكان أبرزها قرارات النقل العشوائية والانتقائية التي كان الغاية منها وبشكل لا يدع مجالا للشك تحقيق نقطة في سجل معاليه على قاعدة ( شوفوني وأنا بوفر !) .

وبدأت احدى فصول الحكاية بما تعرضت له زميلاتنا المعلمات في مدرسة حي رمزي الأساسية في الزرقاء الاولى بقرار كان أقرب للتخبط والتشتت وغياب التخطيط وانتهاج سياسة العمل بطريقة عبثية ودون وجود ادنى درجة احساس بأن المعلمة ' انسان 'ولها من الظروف الاجتماعية والاسرية ما يؤثر على ادائها كمربية وتربوية ، وهذا ما لم يكن في حسابات مديرية تربية الزرقاء الأولى التي اجتهدت وعبثت بمصير 23 معلمة في مدرسة واحدة ،هذه المدرسة كانت تعمل بنظام الفترتين واعداد طلبتها كانت كبيرة الى حد معين اذا ما تم قياس الاعداد داخل الغرفة الصفية وفق الاسس التي لا تلتزم بها وزارة التربية والتعليم في أغلب مدارس المملكة ، وجاء القرار الأهوج بتحويل المدرسة على نظام الفترة الواحدة بعد نقل الطلبة السوريين الى مدرسة مسائية خاصة لهم وارتبط مصير الطلبة والمعلمات بوجود الجالية السورية من عدمه ! وعلى اثر هذا القرار تم نقل المعلمات الزوائد حسب المسمى الدارج الى اكثر من مدرسة ودون أدنى درجة للحرص على ضرورة أن يلقى المعلم اهتماما لظروفه التي قد تضطره للاستقرار في مدرسة معينة او طلب النقل من مدرسة لاخرى ، وكان الأجدى بمديرية التربية وشؤون موظفيها ان تخاطب المعلمات بشكل مباشر لتقدير الموقف بشكل جيد وعدم الحاق الاذى النفسي والاجتماعي لهن جراء النقل من منطقة الى اخرى تبعد عن مناطق سكنهم وللمعلمة ظروف خاصة بها كأم ومربية وهذا ما دفع وزارة التربية لاستحداث الحضانات في مدارس الاناث ، ليأتي قرار اخر تنقل فيه المعلمة الى مدرسة اخرى قد لا تتوفر فيها هذه الخدمة .

ومن الامثلة الاخرى التي حدثت جراء سياسة التذويب حسب وصفهم قرار نقل معلمة من مدرسة الى مدرسة اخرى وفيها نصاب الحصص قليل فيتم الزامها للذهاب ايضا الى مدرسة اخرى للتدريس وتبدا رحلة الانتقال بين مدرسة واخرى، ومعلم اخر وغيره الكثير تقرر نقله من مدرسة ثانوية عمل بها مدرسا للمرحلة الثانوية لفترة طويلة قاربت العقدين ليتم نقله الى مدرسة اخرى اساسية بحجة ان معلم المجال لا يجوز له تدريس المرحلة الثانوية ! وتناسى خبراء ناسا في تربية الزرقاء الأولى ان الخبرة التي اكتسبها هذا المعلم تفوق ما قد يحصل عليه معلم اخر مستجد على تدريس المرحلة الثانوية !

مدارس تم اخلائها ونقل كل كادرها التدريسي بشكل اعتباطي والسبب خطورة الوضع الهندسي للبناء وفي ذات الوقت تجد مبنى حديث ومجهز بكافة المستلزمات داخل مدرسة اساسية تعمل بنظام الفترتين لا يتم افتتاحه حتى هذه اللحظة والاسباب على الاغلب غياب التخطيط والعمل الجاد والارتماء في أحضان البيروقراطية العقيمة .

ومن الشواهد الاخرى على تخبط الادارة التربوية في الزرقاء قصة موظف اداري تم تعيينه على الحالات الانسانية في احدى المدارس وهو مكلف بمهام عديدة ليجد نفسه وبقرار مدير التربية ملتزما الان باعطاء حصص رسمية داخل مدرسة اساسية ولم تكن اعاقته الجسدية الظاهرة بالعين المجردة كفيلة لاستيعاب المسؤول ان الظرف الصحي لا يسمح له بتدريس الطلبة !

وايضا معلمة اخرى تضطر لنقل اطفالها من مدرسة حكومية الى خاصة بسبب نقلها العبثي واخرى تضطر لتحمل اعباء مادية مضاعفة بسبب اجور المواصلات التي ارغمت عليها والامثلة كثيرة قد لا تكفي هذه المساحة لذكرها ...

الغريب في الأمر أن وزير التربية والتعليم تسلم بيده تقريرا يتضمن ملاحظات وشواهد مثبتة بعدد كبير من المظالم تؤكد على ان الزرقاء تعج بالسياسة العقيمة في اداراتها ، والى الأن لم يحرك ساكنا رغم تعهده أمام النواب و لم يبدي اهتماما بها كما كان متوقعا !

الزرقاء الاولى هذه المديرية التي اختصت عن معظم مديريات التربية باتباع سياسة عدم تثبيت رؤساء الاقسام ليبقى تحت سلطة المسؤول ومخالفة نظام الخدمة المدنية في الية التكليف والارتماء في احضان الواسطة والمحسوبية في تعبئة الشواغر ودون حسيب او رقيب ،وزد على ما سبق غياب الدور الحقيقي لقسم الاشراف التربوي الذي اختزلته قيادة المديرية بدفتر التحضير والاوراق الباهتة التي تزدحم سطورها بالحشو فقط ..

هذا غيض من فيض والرسالة هنا الى نواب الزرقاء وفرع نقابة المعلمين في المحافظة ووزير التربية والتعليم بضرورة ان يكون لهم موقف ورأي عملي ينهي هذه السحابة السوداء التي تعيشها الزرقاء خلال الفترة الاخيرة وأن لا يكون موقفهم يقتصر على التصريح والادانة !



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات