طقوس سينمائية


هل هو اعتذار علني من قبل الممثل والمخرج ميل جيبسون عن كل ما ارتكب من خطايا بحق اليهود من خلال ما قدم من افلام كممثل أو مخرج ؟ ؛ أم انها مجرد طقوس سينمائية إستندت لحقائق تاريخية عن قوة الايمان والعقيدة لدى البطل الحقيقي في الواقع ؟ ، أم أن السينما الامريكية يحق لها مالايحق لغيرها بأن تقدم كافة الطقوس والرموز الدينية دون أن يطلق عليها صفة الإرهاب الفكري ؟.

كل تلك الاسئلة طرحتها على نفسي بعد مشاهدتي لفيلم " تلة هاكسو " للمخرج والممثل ميل جيبسون صاحب فيلم " بريف هارت " ، وخلال عرض الفيلم تم تقديم المئات من الطقوس الدينية التي كان يقدمها بطل الفيلم ، وهي طقوس إما لفظية أو حركية وقد تم ابرازاها في أشد مواقف الفيلم دراما ، وكان يتم التركيز عليها في كل بداية مشهد ونهايته ، وإن كانت البداية الفعلية لتلك الطقوس تمثلت في رفض البطل حمل السلاح أثناء فترة التدريب وتأكيده على رفضه للعمل يوم السبت لأنه من السبتيين " اليهود " .

وقد حرص المخرج " جيبسون " على الخلط بين شخصية سيدنا المسيح والعقيدة اليهودية من خلال تقبل بطل الفيلم لأن يضرب من أحد زملائه الذي علق عليه بجملة سيدنا المسيح " أدر خدك الأخر كي يضربك عليه " ، وهنا نجد أن المخرج أكد على طرحه الإعتذاري عن خطاياه التي ارتكبها بأنتاجه السينمائي ضد اليهود ؛ عندما ركب شخصية سيدنا المسيح على بطل الفيلم وأبرز الطقوس الدينية اليهودية في أداءه على كامل زمن الفيلم.

والملفت هنا أن هذا الفيلم قد ترشح للكثير من الجوائز وأولها جائزة الفيلم البريطانية التي ستفتح له أبواب الترشح للكثير من الجوائز، وهذا هو حلم المخرج والممثل " جيبسون " الذي كان ينتظره منذ سنوات طويلة ، وتم حرمانه منه لأنه قدم العديد من الأفلام تم رفض ترشيحها لأية جائزة سواء في هوليودأو بقية المهرجانات لأنه قدم طرح فكريا معاديا وبصراحة للفكر اليهودي العنصري .

ورغم أن الكثير من النقاد قد تناولو الفيلم من باب أنه يقدم دراما غرامية قوية تختلف كليا عن ما سبق وطرح عندما خلط بها المخرج بين شخصية الأبن البطل والأب الجندي الذي جرب الحرب العالمية الأولى وعرف معنى أن تموت من أجل لاشيء ، وعلاقة البطل مع حبيبته الممرضة التي وجدت نفسها خارج الحبكة الدرامية للفيلم كانت مجرد ديكور يتم الرجوع اليه كلما رغب المخرج بربط طرحه الفكري مع الواقع الامريكي ، ويكفي أن أبرز مشاهد الفيلم تطرفا دينا وعقائديا تمثل بعد بقيام البطل بتلاوة الصلاة أمام زملاءه الجنود قبل أن يبدوءا معركة تحرير تلة هاكسو التي قتل عليها العشرات من الجنود الامريكين في محاولات فاشلة للإستيلاء عليها من الجنود اليابانين ، ورغم الاستيلاء على تلك التلة قد تم يوم سبت وهو يوم محرم فيه العمل بأي شكل ما لدى الطائفة اليهودية أو مايطلق عليهم بالمسيحين السبتيين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات