مستقبل الاحتلال الاسرائيلي في عيون الباحثين


جراسا -

قدم عدد من الباحثين العسكريين الإسرائيليين رؤيتهم لمستقبل النظرية الأمنية لـإسرائيل في المنطقة، وكيفية تعاملها مع التحديات الأمنية والعسكرية المحيطة بها، خلال مؤتمر عقده معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب يومي 23-24 يناير الجاري.

وقد أصدر المعهد الإسرائيلي ملخصا للأوراق البحثية والمحاضرات التي قدمها مستشارو صناع القرار العسكري في إسرائيل.

وقال الجنرال الإسرائيلي أودي ديكل، الباحث في المعهد، إن المشكلة الأمنية التي تواجه إسرائيل في السنوات الأخيرة تتعلق بأن نظريتها الأمنية تقتصر على تقديم صورة الانتصار فقط، مع أن أي نظرية أمنية لابد أن تشمل عددا من الأهداف القومية، وهو ما يغيب عن الحكومات الإسرائيلية، مما يجعلها غير قادرة على تصميم نظرية محددة لأمنها القومي.

وأضاف ديكل، وهو الرئيس السابق لطاقم المفاوضات مع الفلسطينيين، أن الجيش الإسرائيلي يؤكد في أكثر من مرة أن الإنجاز الذي يجب تحقيقه من الحرب مطلوب توفيره من المستوى السياسي، لأنه ليس من الجائز الاكتفاء بالأبعاد العسكرية في تقييم أي نظرية أمنية.

"الباحثة العسكرية الإسرائيلية الجنرال فنينا شربيت باروخ:من التحديات الجادة التي تواجه إسرائيل في صياغتها لنظريتها الأمنية، تتمثل في ضرورة أن يتوفر الدعم الداخلي في المجتمع الإسرائيلي لها. "
حروب وأهداف

وأكد ديكل، الذي شغل مناصب عسكرية عديدة في الجيش الإسرائيلي من بينها سلاح الاستخبارات، والتعاون العسكري في المجال الدولي والتخطيط الاستراتيجي، أن المشكلة الأساسية التي تواجه الخروج بنظرية أمنية متفق عليها في إسرائيل تعود إلى طغيان الجوانب السياسية والحزبية على الأبعاد الأمنية والعسكرية ذات الطابع المهني، وأي حرب قد تخوضها إسرائيل لابد أن يكون لها أهداف سياسية وإستراتيجية، وليس عسكرية عملياتية فحسب.

أما الباحثة العسكرية الإسرائيلية الجنرال فنينا شربيت باروخ، المسؤولة الإسرائيلية السابقة في النيابة العسكرية لمدة عشرين عاما، فقالت إن من التحديات الجادة التي تواجه إسرائيل في صياغتها لنظريتها الأمنية، تتمثل في ضرورة أن يتوفر الدعم الداخلي في المجتمع الإسرائيلي لها، والحصول على شرعية جماهيرية لما قد تقوم به الدولة والجيش من إجراءات وقرارات.

وأضافت باروخ، التي تعمل حاليا محاضرة قانونية في عدد من الجامعات الإسرائيلية، أن هناك حاجة إسرائيلية إلى الشرعية الدولية في أوساط الرأي العام العالمي، لأنها لن تُدبَّر شؤونها دون حصولها على الغطاء الدبلوماسي من القوى الكبرى حول العالم، لاسيما من الولايات المتحدة.

وأوضحت أن أعداء إسرائيل لن يمنحوها الفرصة لكي تعيش حياة مريحة، مشيرة إلى نقطة مهمة تتعلق بتوفر المنطق في سلوك إسرائيل العسكري، وعدم مخالفته للمعايير القانونية لدى استخدامها للقوة المسلحة.

نظرية أمنية

أما الجنرال الإسرائيلي نمرود شافير، فأشار إلى أن أي نظرية أمنية إسرائيلية بحاجة لأهداف سياسية، سواء أرادت إسرائيل من الحرب القادمة الخروج بصورة انتصار، أو تحقيق هزيمة كاسحة بالعدو، أو الاكتفاء بأن تسعى إسرائيل إلى الحصول على هدوء مقابل هدوء.

وأضاف شيفر، الرئيس السابق لشعبة التخطيط الإستراتيجي في الجيش الإسرائيلي، أن من يقوم على صياغة النظرية الأمنية الإسرائيلية لديه مخاوف من إمكانية تحقق فشل ما، مشيرا إلى أن تحقيق ردع لأعداء إسرائيل ليس هدفا إستراتيجيا بحد ذاته، وإنما هو نتيجة مترتبة بناء على جهود سياسية، ولذلك فإن عدم وجود هذه الجهود السياسية قد يفسر سبب ضعف هذا الردع الإسرائيلي بعد سنوات.

وأكد شيفر أن الأيام التي حققت فيها إسرائيل الانتصارات الكاسحة مثل حرب العام 1967، ذهبت إلى غير رجعة، وعلى إسرائيل البحث عن صور جديدة لحروبها القادمة، مستشهدا بحالة حرب غزة الأخيرة الجرف الصامد 2014، مطالبا إسرائيل بأن تتخذ قرارها الجاد بأن تكون حربها القادمة قصيرة من الناحية الزمنية.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات